الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

مصر تبحث عن محافظ للإسكندرية

مصر تبحث عن محافظ للإسكندرية
مصر تبحث عن محافظ للإسكندرية




كتب - سمير راضى

الإسكندرية العتيقة الجميلة تحولت إلي مقلب قمامة فقد قذفت الأرصفة أكوام القمامة فى شوارعها معلنة غضبها وسخطها وتقريباً فى كل بقعة من أرضها الطيبة.
فقد تجولنا فى عشرات الأحياء لعلنا نجد عذراً أو حجة أن هذه القمامة منحصرة فى مكان دون الآخر.. ولكن دون استثناء.. ففى إحدى المدن الجديدة بجانب قصر المنتزه الملكى الفخيم.. أو تحديداً مدينة الزهور.. أبراج فخيمة ومدرسة ثانوية.. وجدت رجال شركة الغاز الطبيعى يعملون بنشاط وحيوية وزيهم المميز بدقة كأننى فى إحدى المدن الأوروبية.. وحول هذه الأبراج الخرسانية أبراج من القمامة.. بل وجدت المستنقعات المائية جعلت الأرض خضراء من التعفن ورائحة لا يستطيع أحد تحملها..
وعلى الجانب الآخر.. وجدت عمال النظافة وسيارات الرش.. تعمل ليل نهار على الكورنيش فقط.. وكأن الإسكندرية بضعة كيلومترات فقط والباقى ليست له أهمية..
قلت فى نفسى: هل هى طبيعة بشرية للمسئولين المصريين أم جينات متوارثة منذ عشرات السنين بسبب طول الاحتلال الاستعمارى للمصريين والذى كان آخره الفرنسى والانجليزى والعثمانى.. حيث كان الخوف من العقاب وهو مبعث الخوف من المدير أو الوالى الكبير هو الدافع لعدم تحمل المسئولية أو الاعتراف بالخطأ.. وخلق مبرر واه لكل خطأ أو أزمة.. أو تقصير ما..
تذكرت هذا العامل النفسى لسببين، الأول حيث كتبت منذ سنوات وكان محافظ الجيزة وقتها اللواء سيد عبدالعزيز قبل 25 يناير أن المواطنين لم يجددوا سلات القمامة سواء كانت كبيرة أو صغيرة على أعمدة الإنارة.. وأن الشوارع الجانبية تمتلئ بأكوام الزبالة.. فجاء رده بمبررات عجيبة منها أن ليس من الشكل الحضارى أن نضع على أعمدة الإنارة «سلة زبالة» وهذا شارع سياحى.. ومبررات وحجج غريبة.. تدعو فى النهاية للتنصل من المسئولية وإلقاء تبعات الأمر على المواطنين.
والسبب الثانى.. حوار أجراه محافظ الإسكندرية الحالى السيد عبدالظاهر.. فى إحدى الجرائد منذ أيام يدور معظمه عن الزبالة التى تجتاح مدينة الإسكندرية العريقة.. لتجد العجب العجاب فى الحوار أو المناقشة أو الردود الغريبة حيث رد على انتشار القمامة بشكل غير مسبوق.. وهذا نصه: «كلام غير دقيق.. لكنه يحتوى فى مجمله على جزء من الصحة».. ألفاظ ملتوية مثير للاستفزاز والغضب.. وأخرى تجعلك تلملم أشياءك .. وتأخذ أولادك مهاجراً من البلاد وبلا عودة.. حيث أضاف المحافظ إن الخطأ ليس خطأه هو بل خطأ السابقين من المحافظين حيث أظهر العقد بين شركة النظافة ومحافظة الإسكندرية قدوة بها.. أن على الأهالى أن تقذف بالقمامة الخاصة بهم فى الشوارع ثم تأتى السيارات بعد ذاك تأخذها.. وأن الشركة غير ملزمة بأخذها من البيوت.. وفى النهاية يحمل المحافظ الهمام صاحب البصيرة النافذة على المواطن الخطأ الكبير والجريمة العظمى.. بأن هذا المواطن يقذف بالقمامة صباحاً ومساءً.. والسيارات تقوم بانتشالها صباحاً فقط.. لذلك تبقى الزبالة فى الشوارع حتى اليوم التالى.. عزيزى القارئ.. كما قلت لك بداية السطور لا تغضب ولا تندهش إنها إرادة الله.. وحسبى الله ونعم الوكيل..