الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

كولن: أردوغان ينفذ انقلابا على الدستور ويعزز «نظامه الاستبدادى»

كولن: أردوغان ينفذ انقلابا على الدستور ويعزز «نظامه الاستبدادى»
كولن: أردوغان ينفذ انقلابا على الدستور ويعزز «نظامه الاستبدادى»




أبوظبى - سكاى نيوز عربية


طالب رجل الدين التركي، فتح الله كولن، أنصاره فى تركيا بالصبر والصمود مع وعدهم بالانتصار فى النهاية على «القوى التى تحاربهم»، وذلك فى إشارة إلى الحملة الأمنية التى أعقبت الانقلاب الفاشل.
وفى الحلقة التى يعقدها أسبوعيا فى مقره بمدينة سايلورسبورج بولاية بنسلفانيا الأمريكية، هاجم كولن حليفه السابق، الرئيس رجب طيب أردوغان، ووصف محاولة الانقلاب «بالمسرحية».
وتتهم أنقرة كولن بتدبير محاولة الانقلاب التى قادتها مجموعة من الجيش فى 15 يوليو الجاري، وباءت بالفشل مخلفة 270 قتيلا بينهم 24 من الانقلابيين.
وحث كولن أتباعه على الصمود فى مواجهة حملات الحكومة، ونصحهم بالاقتداء بسيد قطب الذى توفى عام 1966 فى مصر ويعد المنظر الأساسى للإرهاب المشوه للدين.
وفى مقال كتبه تحت عنوان « أدين جميع المخاطر التى تهدد الديمقراطية التركية» بصحيفة «نيويورك تايمز»، اتهم كولن الرئيس أردوغان باستغلال الانقلاب الفاشل لتعزيز «نظامه الاستبدادى».
وأضاف كولن إنه مثل أحزاب المعارضة الثلاثة الأساسية فى تركيا، أدان محاولة الانقلاب العسكرى، معيدا إلى الأذهان أنه شهد 4 انقلابات عسكرية وتعرض لمختلف أنواع الاضطهاد خلالها وبعدها، ولا يريد تكرار هذه التجربة المؤلمة لما ستأتى به من معاناة على الشعب التركى.
وأردف: «على الرغم من احتجاجى الذى لا لبس فيه، ضد الانقلاب، اتهمنى أردوغان الذى يزيد من توجهاته الاستبدادية، فورا بالوقوف وراء تدبير الانقلاب، وطالب بترحيلى من الولايات المتحدة».
وشدد على أن فلسفته عبارة عن نسخة شاملة وتعددية للإسلام، مكرسة لخدمة الناس من جميع الطوائف، وهى متناقضة تماما مع التمرد المسلح.
وذكر أن حركة «خدمة» الذى يعمل لصالحها، تستثمر فى التعليم العصرى وخدمة المجتمع فى أكثر من 150 دولة. وشدد على أن الحركة اتخذت موقفا واضحا ضد العنف المتطرف وعملت على الحيلولة دون تجنيد التنظيمات الإرهابية للشباب المسلمين.
وتابع كولن إنه طوال حياته كان يعارض التدخلات العسكرية فى السياسات الداخلية، وقال «إن كان شخص يدعى بأنه متعاطف مع حركة «خدمة»، متورطا فى محاولة الانقلاب، فهو قد خدع مثلى العليا».
وشدد على أن اتهامات أردوغان لم تكون مفاجئة، وهى تدل مرة أخرى على التوجه الممنهج للرئيس التركى نحو حكم الرجل الواحد.
وتابع إن أردوغان الذى يواصل عمليات التطهير ضد المعارضين رغم بلوغ عدد المقالين من مؤسسات الدولة إلى 70 ألف شخص، ويستمر فى ملاحقة حركة «خدمة» ومنظمات المجتمع المدنى الأخرى، يعمل فى حقيقة الأمر على إزالة ما تبقى من العقبات على طريقه إلى السلطة المطلقة.
واعتبر أن أردوغان ينخرط فى ابتزاز الولايات المتحدة إذ يهدد بالخروج من الحرب ضد «داعش»،  ودعا واشنطن إلى التصدى لمطالب أردوغان بما فى ذلك ترحيله على الرغم من انعدام أى أدلة دامغة تثبت دوره فى الانقلاب.
وحذر من أن التطرف العنيف ينمو فى ظل الأنظمة الاستبدادية، وأن توجه حكومة أردوغان نحو الاستبداد يدفع بتركيا إلى الاستقطاب والانقسام الطائفى والسياسى والعرقي، وهو أمر يغذى النزعات المتطرفة.
وأوضح أن الولايات المتحدة ملزمة بالكف عن التعاون مع هذا الحاكم الاستبدادى الذى يحول الانقلاب الفاشل إلى انقلاب بطىء الحركة ضد الحكومة الدستورية.
على الجانب الاخر، أعرب الرئيس رجب طيب أردوغان عن ثقته التامة فى إصغاء الحكومة لمطالب المواطنين، وإعادة العمل بعقوبة الإعدام.
وقال أردوغان إن «الشعب يريد إعادة تبنى عقوبة الإعدام، ونحن بدورنا كحكومة، يتوجب علينا الإصغاء إلى صوت الشعب، وليس بوسعنا أن نقول له ببساطة، أن ذلك لا يهمنا».
وشدد على ضرورة البت بهذا القرار، بغض النظر عن التصريحات التى يطلقها مسئولو الاتحاد الأوروبى، الذين هددوا بوقف عملية انضمام بلاده إلى الاتحاد، فور إعادة تبنينا عقوبة الإعدام.
فى غضون ذلك، أصدرت السلطات التركية، أوامر باعتقال 42 صحفيا، فى نطاق حملة تلت محاولة الانقلاب واستهدفت أكثر من 60 ألف شخص.
فيما قال جان كلود يونكر، رئيس المفوضية الأوروبية، إن تركيا ليست فى وضع يؤهلها للانضمام إلى الاتحاد، سواء عما قريب أو خلال زمنية أطول.
وأضاف يونكر إنه إذا أعادت تركيا العمل بعقوبة الإعدام بعدما ألغتها فى وقت سابق، فإن ذلك سيوقف إجراءات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبى.
إلى ذلك، أعلن القنصل العام التركى بجدة، فكرت أوزر، عن استلام أنقرة للملحق العسكرى فى سفارة تركيا بالكويت، ميكائيل أوغلو الذى كان ينوى الذهاب إلى أمستردام وتم القبض عليه فى مطار الدمام الأسبوع الماضى.
وقال وفقًا لصحيفة «عكاظ» السعودية: «تسلمناه من قبل المملكة السعودية، ووصل إلى تركيا فى طائرة خاصة».
بينما ذكر تليفزيون «سى.إن.إن ترك» نقلًا عن مصادر دبلوماسية أن سلطات دبى احتجزت اثنين من القادة العسكريين الأتراك العاملين فى أفغانستان فى أعقاب محاولة الانقلاب فى تركيا.
وأشارت إلى أن الاثنين هما قائد القوات التركية العاملة فى القوة الأمنية الدولية التى يقودها حلف الناتو بأفغانستان الميجر جنرال جاهد باكير والبريجادير شينر توبوك الذى يشرف على التعليم والمساعدات فى البلاد.
وأضافت إن الاثنين نقلا إلى تركيا صباح أمس الثلاثاء.
فى الوقت نفسه، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية السماح لأفراد أسر موظفى مقراتها الدبلوماسية فى أنقرة بمغادرة الأراضى التركية، فى حال رغبوا بذلك.
وأضافت، فى رسالة أمنية للرعايا الأمريكيين على الأراضى التركية، «خلال هذه الفترة قد يشهد المواطنون الأمريكيون فى تركيا زيادة فى أنشطة الشرطة أو الجيش وقيودا على الحركة».