الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

واحة الإبداع.. الليلة الأخيرة

واحة الإبداع.. الليلة  الأخيرة
واحة الإبداع.. الليلة الأخيرة




يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة «على ألا تتعدى 055 كلمة» على الإيميل التالى:    
[email protected]


الليلة الأخيرة

كتبتها - أمانى موسى

الظلام حالك... لا يقطعه إلا بصيص أضواء تتراقص فى الشرفة مصدرها الشارع.. دقات قلبى تتسارع, هناك أصوات غامضة تنبئ بأحداث أكثر غموضًا... ظلال تنعكس على جدران الحجرة...الأصوات مازالت تعلو...
أشعر بوقع أقدام.. ثقيلة.. حذرة... تقترب وتقترب.. دقات قلبى تتسارع... أنفاسى تكاد تنقطع من فرط التوتر والخوف.. بدأت أرى ظله.. هل هذه قدم واحدة؟؟.. رأسه تنبت منها ثعابين غير منتظمة تتلوى فى تأنٍ أخفيت وجهى بالشرشف وصدرت منى رغمًا عنى أنَّات مرتعشة..
اقترب منى وامتدت يده إلى جسدى ثم إلى رأسى تتحسسنى فى رفق وحذر.... ثم سمعته يصدر أصواتًا عميقة هادئة منتظمة وكان يغمغم بشئٍ ما... هل هو نوع من الطقوس السحرية قبل أن يهُم بإلتهامى؟؟
مازال يغمغم بكلمات رتيبة منتظمة الإيقاع جعلت جفونى تتثاقل..
وكرغبة أخيرة قبل الفناء أردت رؤية وجهه فى فضول أحمق... وفتحت عيناى ببطء وحذر وإذا بالهواء المتسلل من الشرفة يطيح بالثعابين التى تتلوى فى ذعر حول رأسه الكبير فلم أتمالك نفسى وأطلقت صرخة مدوية... فإذا بيده الحذرة تضمنى بحزم والصوت الرتيب يعلو: هووووه ننا نااام يا حبيبى نام  هوووووه
ماما ؟؟!!! مامااااااا
لم تكن الثعابين سوى تلك الأنابيب اللينة التى كنت أعضعضها لتريح لثتى التى تبزغ منها بدايات أسنانى بينما كانت أمى لسبب لا أفهمه تصر على وضعها فى شعرها وحرمانى منها !
- ماما هوه صحيح الراجل أبو رجل مسلوخة هاياكلنى عشان ما أكلتش سندوتش البيض كله زى ماإنت قولتى؟؟
- لأ طبعا يا حبيبى.. يلا ناااام ننا هووووه... هوووه
وبدأت جفونى تتثاقل من جديد والصوت الرتيب الهادئ يبتعد.. ويبتعد.. ويبتعد...
- وطى التليفزيون شوية يا محسن.. قولتلك ميت مرة صوت أفلام الأكشن بيقلق الولد!!!!