الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
طريقة ضرب الحزب الوطني.. إعلامياً !
كتب

طريقة ضرب الحزب الوطني.. إعلامياً !




 


 كرم جبر روزاليوسف اليومية : 20 - 10 - 2009


أين هؤلاء الذين تحدثوا أمام الشريف وجمال مبارك؟


الفضائيات تتعامل بنظرية ثلاثة لواحد + المذيع


الإنجازات ليس لها لسان لتتحدث عن نفسها


الوجوه التي تتحدث باسم الحزب هي الأسوأ


1


- فوجئ الدكتور علي الدين هلال أمين الإعلام بالحزب الوطني، أثناء حضوره لقاءً تليفزيونياً في قناة "الحرة" الأمريكية، أن المتحدثين ضده ثلاثة، واحد من كفاية والثاني من الإخوان والثالث من الناصري + المذيع.


- اعترض بشدة مؤكداً أنها مصيدة أو كمين، وهدد بالانسحاب إذا لم يمنح الفرصة كاملة للرد علي كل ضيف وأن يأخذ نصف الوقت لعرض وجهة نظر الحزب، واستجابوا له علي مضض واكتسح الحوار.
- لا أدري لماذا تذكرت هذا الموقف وأنا أستمع لأمين سياسات الحزب الوطني، وهو يستعرض أجندة المؤتمر السنوي السادس، التي تتناول 12 قضية رئيسية ترتبط كلها بحياة المواطنين؟
2
- ربما تذكرت واقعة الدكتور علي لثقتي في أن الإعلام الخاص والفضائي سوف يتعامل مع مؤتمر الحزب علي طريقة "ثلاثة لواحد"، لإفساد ما يمكن إفساده، بجانب الشوشرة والتشويه والضرب.
- المثل الصارخ هو ما حدث في العامين الأخيرين في مياه الشرب والكهرباء، حيث تغطي الخدمة أكثر من 90 ٪ من الأسر المصرية.. ولكن مازال إعلام "ثلاثة لواحد" يبحث عن جركن أو منطقة مظلمة.
- مازال ينقب بدبوس عن المشاكل أينما وجدت ليكبرها ويضخمها ويصنع منها جبالاً من اليأس والإحباط يضعها فوق صدور أجيال الشباب، التي تحتاج أن تفتح أمامها طريق المستقبل.
3
- إذا كان الحزب الوطني يقوم بكل هذه الإنجازات.. لماذا يفشل في تسويقها؟، لماذا لا يشعر كثير منهم بالتغيير الذي يحدث أم أنهم يشعرون ويجحدون.. أين الخلل بالضبط؟
- القاعدة تقول: إنه "أهم من الإنجازات هو أن يشعر الناس بالإنجازات".. والإنجازات تريد من يتحدث عنها، وليس لها لسان لتتحدث عن نفسها، لأننا لسنا في زمن المعجزات.
- الحزب الوطني يحتاج من يناقش ويشرح ويقاتل، خصوصاً في الأيام الصعبة المقبلة، حيث يبدأ ماراثون الانتخابات الطويل، وفي زمن الانتخابات تُكرم الأحزاب أو تُهان.
4
- أعود لمضمون ما قاله جمال مبارك بشأن المؤتمر السنوي للحزب، وأوضح أن أمانة السياسات بذلت جهوداً مضنية، وقضي أعضاؤها في مختلف اللجان مئات الساعات علي مدي عام كامل للإعداد للمؤتمر.
- الأعضاء مجموعة من خيرة العقول المصرية في مختلف المجالات، الاقتصاد والسياسة والخارجية والشئون الداخلية والمياه والشباب وغيرها، اجتماعات منظمة وجداول أعمال يجري تنفيذها بدقة.
- المسألة ليست مجرد أبحاث أو دراسات نظرية، ولكنها نتيجة اتصالات مباشرة بالوزراء والمسئولين بالحكومة لبحث مدي إمكانية تنفيذ الخطط والبرامج التي يتم الاتفاق عليها بين الحزب والحكومة.
5
- ألتقط من كلام جمال مبارك ما قاله حول أن كل الخطط والبرامج تستهدف الرعاية الاجتماعية وتوفير احتياجات محدودي الدخل، وهي تعليمات الرئيس الدائمة بأن يكون المواطن هو مصدر الاهتمام والرعاية.
- في هذا السياق يأتي مشروع الألف قرية الأكثر فقراً الذي سيغير وجه الحياة في مصر، وكلما ظهرت إيجابياته أمام الناس، سيفتح في وجوههم أبواب الأمل والثقة، ويعيد رسم خريطة القطر المصري.
- النقطة الأخري التي أكد عليها أمين السياسات أن الحكومة ستنفق عشرة مليارات جنيه في الموازنة العامة في المشروعات الخدمية والتي تحافظ في نفس الوقت علي حيوية النشاط الاقتصادي.
6
- نجيء للنقطة الأهم وهي خلق التواصل المستهدف بين الحزب والجماهير، ليشعروا بحقيقة الشعار المرفوع "من أجلك أنت" وأن كل السياسات والبرامج تصب في هذا الاتجاه.
- المهمة صعبة في ظل إعلام متحفز، لا يبحث إلا عن السلبيات، ويحترف التهييج والإثارة، ويناصب الدولة والحزب الوطني والحكومة العداء، لأسباب تتعلق بأجواء الاحتقان السائدة.
- والمهمة صعبة في ظل صحافة خاصة يتزايد وجودها وانتشارها بينما تلتزم الصحف القومية في غالبياتها مبدأ الحياد السلبي.. فأصبحت مثل هذه البرامج والسياسات لا تجد من يدافع عنها.
7
- المشكلة الرئيسية أن الحزب الوطني يمتلك شخصيات ووجوهاً وأسماء تستطيع أن تدافع عنه وتشرح سياساته، ولكن هذه الوجوه محرومة من الظهور الإعلامي بكل صوره.
- الوجوه التي تظهر للتحدث باسم الحزب الوطني يتم اختيارها من قبل المشرفين علي الأعمال التليفزيونية والقضائية بدقة، بحيث تؤدي إلي نتائج سلبية وتنفر الناس من الحزب.
- تشعر في كثير من الأحيان وكأن العملية مخططة، بحيث يتم اختيار أسوأ من يتحدث باسم الحزب وتزداد الصورة كآبة إذا حاصره الفضائيون علي طريقة ثلاثة لواحد.
8
- أعتقد أن أمين السياسات جمال مبارك كان يدون أهم الأسماء والأفكار والمقترحات التي قدمها أعضاء أمانة السياسات، وأعتقد أنه والأمين العام والحضور، لمسوا بأنفسهم وجود شخصيات حزبية رائعة.
- الذين تحدثوا في الاجتماع، معظمهم صورة مشرفة، قوة وعلم وخبرة وكبرياء، ولغة خطابية لا تعرف الممالأة ولا النفاق.. فأين هؤلاء ولماذا لانراهم.. وهل هم أعضاء الحزب الوطني السري؟
- ليس مطلوباً أن يتحرك أعضاء الحزب بالريموت كنترول أو أن يتحدثوا مثل شريط التسجيل، فلو انطلقوا كما سمعناهم في اجتماع الأمانة، لن يقف في وجههم أحد.


E-Mail : [email protected]