الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«عبد القوى» يرصد آثار بنى سويف وعمائرها بين دفتى كتاب

«عبد القوى» يرصد آثار بنى سويف وعمائرها بين دفتى كتاب
«عبد القوى» يرصد آثار بنى سويف وعمائرها بين دفتى كتاب




كتب - علاء الدين ظاهر


تشتهر محافظة بنى سويف بآثارها المصرية القديمة (الفرعونية) إذ تمتلك مواقع أثرية عظيمة وتراثـًا معماريًا يعود إلى فترات مُتعددة من العصر الإسلامى، سواء كانت عمائر دينية إسلامية أو قبطية قائمة، بالإضافة إلى الآثار المدنية الدراسة وأهمها الأسبلة، وقد تعرَّضت الدراسات الأثرية السابقة من قِبل الباحثين فى مجال الآثار بكثرة إلى آثار مدينة القاهرة وبعض محافظات الصعيد.
ولأنه لم يتم التعرُّض لدراسة آثار بنى سويف فى العصر الإسلامى فى عمل علمى دعا ذلك د.أحمد عبد القوى محمد أستاذ مساعد العمارة والآثار الإسلامية بكلية الآثار والإرشاد السياحى جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا لأن ينشر كتابه الجديد الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، والذى يدور حول آثار محافظة بنى سويف فى العصر الإسلامى ممثلة فى المساجد وأيضًا الكنائس القبطية بمدن وقرى المحافظة.
 وقد زوَّدَ المؤلف الكتاب بالأشكال واللوْحات لتوضيح أفكار الكتاب إذ يحوى الكتاب 46 شكلا  و127 لوحة متمنيًا أن يكون هذا الكتاب إضافة  إلى المكتبة الأثرية والمكتبات العامة عن إحدى محافظات مصرنا الحبيبة ليكون نواة لبداية دراسات بتلك المحافظة التى تحتاج إلى تنمية سياحية كأحد روافد الدخل القومى.
 ويتعرض الكتاب لتاريخ بنى سويف والتطور الإدارى لها خلال العصر الإسلامي، وأهم المدن القديمة بها مثل دلاص وأبو صير والفشن وببا والواسطى وغيرها من المدن القديمة التى تضمها بنى سويف، ويتعرض الباب الأول المساجد الأثرية ببنى سويف، وقد قام المؤلف بتقسيمها إلى طـُرُز وأنماط. ففى الباب الأول تناول المؤلف المساجد ذات التخطيط النبوى أو التقليدى وهى المساجد التى تتكون فى تخطيطها من صَحن أوسط مكشوف وأربعة أروقة، وهو مُكوَّن من فصلين، الفصل الأول جامع العجمى بمدينة بنى سويف، والفصل الثانى يتناول جامع بيليفيا بقرية بيليفيا، وهى المساجد الكبيرة ذات التخطيط النبوى المكون من صحن أوسط وأربعة أروقة.
 أما الباب الثانى فيتناول مساجد الأحياء ويتكوَّن من فصلين؛ الفصل الأول عن  مسجد الغمراوى بمدينة بنى سويف والفصل الثانى عن مسجد مصطفى طاهر بتزمنت الغربية وهى مساجد صغيرة المساحة لكنها أتقنت عمارتها وظهر فيها إتقان مهندسيها لحداتها المعمارية خاصة المآذن.
ويتناول الباب الثالث المساجد ذات الأروقة دون الصحن أو «الدرقاعة» -كلمة مؤلفة من «در» وتعنى باب و«كاه» وتعنى مكان وكانت تعنى ردهة التوزيع التى تحفظ الخصوصية داخل البيوت، وهو مُكوَّن من ثلاثة فصول؛ الفصل الأول عن مجموعة السيدة حورية بمدينة بنى سويف، وهى مُكوَّنة من مسجد ومكتبة وقبة ضريحية، والفصل الثانى يتناول جامع أبو النيل بمدينة الفشن، أما الفصل الثالث فخُصِّص لجامع الديرى بمدينة بنى سويف.
والغريب كما جاء فى الكتاب أن معظم هذه المساجد غير مسجل فى عداد الآثار الإسلامية، مما يجعلها تتعرض لعوامل التغيير بحسن النية من قبل فاعلى الخير من طلاءات حديثة وغيرها لكن ما يبعث على الأمل هو عدم التغيير فى عمارة هذه المساجد سواء فى الوحدات أو العناصر المعمارية مما يبعث الأمل على إمكانية تسجيلها.
ويتعرض الباب الرابع للعمائر الدينية والمدنية الإسلامية الدارسة والوحدات المعمارية المكونة لمساجد بنى سويف وقراها وتم تقسيمه إلى ثلاثة فصول؛ الفصل الأول يتناول العمائر الدينية الدارسة، مثل جامع قمن العروس ومئذنة دلاص التى تبقت من جامع دلاص، بينما يتناول الفصل الثانى العمائر المدنية المتمثلة فى الأسبلة. أما الفصل الثالث فيتناول الوحدات المعمارية المكوِّنة لمساجد بنى سويف وقراها من خلال المساجد موضوع الدراسة.
 ويتناول الباب الخامس دراسة للعمائر القبطبة ببنى سويف وقراها ويتكون من أربعة فصول. يتناول الفصل الأول دراسة لكنيسة الأنبا أنطونيوس بمدينة بوش، ويتناول الفصل الثانى كنيسة الأنبا بولا بنفس المدينة مع نبذة عن التبعيات الديرية إذ كانت هاتان الكنيستان من التبعيات الديرية لديرَيْ الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر. ويتناول الفصل الثالث دراسة لكنيسة السيدة العذراء ببوصير الملق، بينما يتناول الفصل الرابع الوحدات المعمارية المكوِّنة للأديرَة والكنائس
 أما الباب السادس فيتناول دراسة تحليلية للوحدات والعناصر المعمارية للمساجد والكنائس موضوع الدراسة وهو مكوَّن من ثلاثة فصول؛ الفصل الأول يضم التخطيط ومواد البناء، والفصل الثانى يتناول العناصر المعمارية مثل الواجهات والنوافذ والروافع والتغطيات والشرافات، أما الفصل الثالث فيتناول الحِليات المعمارية والكتابات والنقوش على عمائر بنى سويف وقراها.
واختتم الكتاب بأهم التوصيات للحفاظ على آثار بنى سويف الإسلاميَّة والقبطية، وعلى رأسها تسجيل المنشآت غير المسجلة فى عداد الآثار وهى كثيرة قبل تعرضها لعمليات تجديد أو هدم لعدم خضوعها أو تسجيلها لرقابة المجلس الأعلى للآثار وهناك أمثلة كثيرة لمساجد غير مسجلة فى عداد الآثار وهى عرضة للتجديد والتغير منها على سبيل المثال جامع العجمى مسجد وقبة (مجموعة) السيدة حورية بمدينة بنى سويف ومسجد مصطفى طاهر ومسجد أبو النيل بالفشن، وذلك للحفاظ على هذا التراث المعمارى بمحافظة بنى سويف والحفاظ عليه من الإهمال والضياع أو تغيير معالمه.
كذلك ضرورة الاهتمام بعمليات الترميم لآثار الأقاليم حتى لا تتغير معالمها وذلك بتحليل المواد الخام المكونة لها والعمل على توفيرها من نفس بيئة المنشآت لضمان عمليات ترميم ناجحة لا تغير فى مضمون وشكل الآثار، والمتابعة المستمرة للمنشآت وخاصة منشآت الأقاليم وذلك لكثرة عمليات التجديد والطلاء التى يقوم بها الأهالى والمتبرعين بطرق عشوائية غير خاضعة لعمليات ترميم علمية مما يغير فى شكل ومواد الخام المكونة للمنشآت.
وشددت توصيات الكتاب على ضرورة أن يشمل تسجيل المنشآت فى عداد الآثار الملاحق والأراضى التابعة للأثر وعدم استحداث أية مبانى على تلك الأراضى مما يشوه بانوراما الأثر وقد يؤدى فى أحيان كثيرة إلى حجب الرؤيا عن الأثر والأخطر من ذلك تشكيل خطورة على الأثر من خلال الأنشطة البشرية، وابرز مثال على ذلك مئذنة دلاص التى تعد أقدم أثر إسلامى ببنى سويف التى يقع إلى جوارها مبنى يستخدم مدرسة ذات الفصل الواحد وقد أصاب المئذنة بسبب ذلك رطوبة تسربت إلى بدن المئذنة اتضح أثناء الترميم أنها بسبب وجود خزان تابع للمدرسة.
واختتمت الكتاب توصياته بضرورة التنسيق مع المجلس الأعلى للآثار عند إقامة مشروعات حديثة إلى جوار أو على أراضى الآثار وذلك للحفاظ على تراث مصر الحضارى خاصة فى ظل الانفتاح على الاستثمار مما قد يضر بالمنظر العام والروح التاريخية للمنشآت الأثرية.