الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

هنا «تل أبيب» «ميت الكرما» قرية مصرية تصدر أبناءها لـ «إسرائيل»

هنا «تل أبيب» «ميت الكرما» قرية مصرية تصدر أبناءها لـ «إسرائيل»
هنا «تل أبيب» «ميت الكرما» قرية مصرية تصدر أبناءها لـ «إسرائيل»




تحقيق ـ سمر حسن - محمد السيد

قرية ميت الغرقا «الكرما» التابعة لمركز طلخا بمحافظة الدقهلية اسم على مسمى، حيث إن الكثير من أهلها غرقوا فى أموال إسرائيل بعد أن حطموا كل المواثيق العرفية والقانونية التى تحكم بر المحروسة، فالهجرة غير الشرعية عقوق للوطن وخداع للشباب، إلا أن تلك القرية تحافظ على مركزها المتقدم على مستوى الجمهورية فى الهجرة غير الشرعية لأوروبا منذ بداية التسعينيات.
عاش بعض أهلها حالة من السُعار للبحث عن المال بأى وسيلة حتى ولو كان مقابل طمس هويتهم المصرية، واللجوء للكيان الصهيوني، فبرغم معرفة الأهالى أن العمل مع إسرائيل يعد تطبيعا مع العدو الصهيونى.. ضرب هؤلاء بكل الأعراف عرض الحائط، ووجهوا قبلتهم للهجرة إلى تل أبيب لجمع الأموال، ولم يكتفوا بالسفر فى عرض البحر لأوروبا على مراكب متهالكة ليلقوا حتفهم غرقا فى سبيل حلم الثراء.

 

همست إحدى الشخصيات الشهيرة بالقرية هو ضابط إيقاع ويدعى «م. ع» بمساعدة سفير الهجرة غير الشرعية لإسرائيل «ح. شمعون» فى آذان بعض الشباب الذين يبحثون عن الثراء بأن فرصة العمر على أعتابهم، وأن أحلامهم قاب قوسين أو أدنى، وبالفعل بدأ الزحف من القرية لإسرائيل.
وصف القرية
على بعد 16 كيلو مترا من المنصورة، و120 كيلو مترا من القاهرة تقع قرية «ميت الغرقا» وسميت بهذا الاسم عقب هزيمتها قوات الاحتلال الفرنسى وإغراق جنودها فى مياه النيل، والتى عرفت بعد ذلك بقرية «ميت الكرما» عقب عمليات التهجير لسكان مدن القناة فى عهد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر واستقبال أهلها للمهجّرين وكرم ضيافة، وتبلغ مساحتها 12 كيلو مترا مربعا، وعدد سكانها يصل إلى 30 ألف نسمة.
عندما تصل إلى القرية السالف ذكرها فلن تجد عقارات قديمة أو مبانى بالشكل الريفى المتعارف عليه، ولكن ستشعر أنك انتقلت إلى بلد أجنبي، فالبيوت فيها عبارة عن فيلات وقصور فبها قرابة 500 فيلا وقصر، أو منازل متعددة الطوابق ذات مساحات واسعة، وبعضها أقرب للأبراج ومحاطة بالأشجار والورود.. أكثر من 5 ساعات نتجول داخل القرية بحثا عن منزل مصرى ريفى فكنا أشبه بمن يبحث عن «إبرة فى كومة قش»، فالمبانى هناك مصممة على الطراز الغربى خاصة الأوروبى.
كما يتوافر بها جميع الخدمات، فبها مستشفى، و 3 مدارس للمراحل التعليمية المختلفة، فضلا عن المساجد الفارهة الموجودة بها والتى قام ببنائها العائدون من إسرائيل وإيطاليا كنوع من التباهى والتفاخر بالثراء، كما يوجد بها أسواق تجارية «سوبر ماركت» تباع فيها جميع المنتجات ومشروبات الطاقة الغالية والتى فى كثير من الأحيان لا تتوافر فى المدن نظرا لارتفاع سعرها وعزوف الناس عن شرائها، مما يدل على حياة الثراء والترف التى يعيشها أهل هذه القرية، والأغرب أن قرية بهذا الحجم الصغير يتوافر بها 3 شركات صرافة وجميعها تحقق عائد ربح مرتفعا، والمقابر هناك 7 نجوم ومزينة بالرخام والجرانيت والأحجار الكريمة إضافة إلى الماء والكهرباء.
الأهالى هناك لا يغلب عليهم لهجة الريف ولكن «الأمى» بينهم يتحدث اللغة الإنجليزية، والإيطالية «إيطاليانو»، والأغرب من ذلك أن فلاحى القرية يتحدثون العبرية بطلاقة، أما عن وسيلة التنقل فهى «التوك توك» وتجد أصحابه يضعون ملصقات تحمل علم إسرائيل كدليل على حلم الهجرة والزحف إليها، وإلى جانب ذلك فيوجد بالقرية 4 شركات سيارات ليموزين للتنقلات الخاصة.
اشتهرت ميت الكرماء بمهنة «الجزارة» ولكن حينما تصلها ستجد أن معظم محلات الجزارة مغلقة فبعضها هاجر أصحابها للعمل فى تل أبيب، وبعضهم عائد محملا بالأموال وترك هذه المهنة مع احتفاظه بالمحل كذكرى لمهنته الأولى، حيث إن البحث عن أكثر جزارى القرية ثقة وشهرة كان حجتنا للتجول داخل القرية ومعرفة حكاية الزحف إلى تل أبيب.
فى البداية واجهنا عزوفا ورفضا شديدا من أهل القرية عن الحديث برغم أننا لم نكشف لهم عن هويتنا، وبمجرد ذكر هذا الموضوع تجدهم يرتبكون وتبدو عليهم علامات الخوف والخزي، فبعضهم هاجمنا بشدة ظنا منهم أننا نتبع جهة أمنية ما، وأعينهم ترتقب تحركاتنا خصوصا استخدامنا لهواتفنا المحمولة خوفا من تصوير أى شىء داخل القرية.
اختلسنا بعض الثغرات لالتقاط صور تجسد حياة الترف التى يعيشونها، إلى أن التقينا ببعض الأهالى ممن اكتووا بنار الهجرة ليرووا لنا تفاصيل دقيقة تقلب الموازين رأسًا على عقب، مع حرصهم على عدم الإفصاح عن أسمائهم ووظائفهم خوفا من الفضائح ومن لومة أهل القرية لهم، مؤكدين أن الجميع فى القرية يعرفون بعضهم جيدا وإذا علموا بحقيقة أنهم من أدلوا بتفاصيل حول الهجرة إلى تل أبيب يصبحون منبوذين، وكان وقتها يراقبنا عدد من الأهالى وعندما تركنا الشهود التفوا حولنا وتعاركوا معنا، بل وصل الأمر للسطو على متعلقاتنا وكاميرا التصوير الخاصة بنا، وحاولوا أخذ هواتفنا المحمولة لكننا حاولنا تهدئة الأوضاع مؤكدين أننا لا نتبع أى جهة، لكن فقط لفت انتباهنا فكرة الهجرة لتل أبيب، وتوصلنا إلى حل وسط وهو ترك الهواتف والسماح لنا بمغادرة القرية دون أدنى مشكلة ولكن بشرط التأكد من عدم وجود صور على هواتفنا خاصة بقريتهم، حاولنا إخفاء جزء من الصور التى التقطناها عن أعينهم، وبالفعل بحثوا فى أجهزتنا المحمولة ومحو ما وجدوه من صور تخص القرية.
أهل القرية
قال موسى. م - 52 عاما عامل - إن الحكاية بدأت منذ أن سافر عدد من شباب القرية لتشجيع منتخب مصر لكرة القدم فى أوروبا عام 1990، فعاد الفريق ومكث الشباب هناك متخفين من الحكومة بحثا عن فرصة عمل واستكمال الإجراءات القانونية، وبالفعل حققوا ما يتمنون، وعند عودتهم للقرية وبحوزتهم حقائب هدايا لذويهم باهظة الثمن فضلا عن الملابس التى يرتدونها وهى غالية الثمن، انبهر شباب القرية والتفوا حولهم لمعرفة كيفية تحقيق أحلامهم، وذلك سبب اللهث وراء الهجرة.
والتقط أطراف الحوار عبد الكريم. ش - 55 عاما - والذى أكد ظهور سماسرة الهجرة الشرعية وغير الشرعية فى القرية، ولكن سرعان ما اتجه الشباب جميعا للهجرة غير الشرعية نظرا لانخفاض تكلفتها بـ 40%، وكان أشهر السماسرة آنذاك «ح. م» الشهير بـ« ح - شمعون»، وبمساعدة المهرب الأكبر أبو دبورة «م. ع» موضحا أنه متزوج من ابنة حلوانى شهير بالمنصورة، والكارثة الأكبر أن أبو دبورة كان من بين المرشحين فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة.
وروى لنا محمد. ن - 43 عاما - كيف تتم عملية التهريب إلى إسرائيل، قائلا شمعون كانت له علاقات ممتدة بشخص من محافظة بور سعيد، تعرف عليه أثناء فترة تهجير محافظة القناة ومن خلاله تعرف على شخص ليبي، والذى اتضح أنه على علاقة وطيدة بواحد من أبناء القرية «ضابط إيقاع» يدعى « م. ع» وهو المهرب الأكبر نظرا لموقع عمله على الحدود بين مصر وإسرائيل، والذى كان العامل الأساسى وراء تسهيل الهجرة غير الشرعية من مصر إلى إسرائيل.
وواصل: اشترى شمعون فيلا فى بورسعيد، وكان يصطحب فيها راغبى الهجرة غير الشرعية من شباب القرية، حيث يمكثون بها عدة أيام قبل الهجرة، وفى الوقت المناسب يتم تهريبهم عن طريق منطقة القنطرة ومنها إلى نفق الشهيد أحمد حمدى ثم إلى سيناء ومنها إلى الحدود ليتسلمهم «أبودبورة» ليسهل لهم طريق الهروب إلى إسرائيل مقابل 70 ألف جنيه مصرى.
وأوضح عبد العزيز. س - 53 عاما - بعض أسماء عدد كبير من المهاجرين لإسرائيل وهم «عبد النبى. م - 37 عاما - دبلوم تجارة» سافر من إيطاليا إلى إسرائيل تهريبا ثم عاد إلى العاصمة، وبعدها بدأ الزحف إلى إسرائيل تهريبا، وجمال. م «مبيض محارة» فر هاربا إلى تل أبيب ثم عاد بعد فترة إلى أرض الوطن جثة هامدة، و «أ. ع» 57 عاما عامل، و شكرى. هـ «52 عاما عامل»، وعبد المنعم. ح «45 عاما سائق»، ورمضان. ر «30 عاما دبلوم تجارة» ومازال فى تل أبيب، هؤلاء جميعا من أصحاب المهن والأعمال الحرة، ولكن الأغرب من ذلك أن من ضمن الهاربين موظفين يعملون بالمؤسسات الحكومية بالدولة المصرية ومازالوا يتبعون هيئات عملهم وهم « م. م - 45 عاما» بالمجلس المحلي، و «ع. م «55 عاما» بالتموين، وعزمى. ع «59 عاما» بوزارة النقل، متسائلا: كيف لهم الذهاب والإياب بهذا الشكل إلى إسرائيل وتغيبهم عن عملهم والجهات الحكومية وهيئات عملهم فى غفلة؟
وقال إن الهجرة لإسرائيل بدأت منذ عام 2001 حتى الآن، وكانت فى ذروتها منذ ثورة 25 يناير، لافتا إلى أنه ما زال هناك عدد كبير منهم هناك، بينما عاد عدد قليل والذى علم منهم طبيعة الأعمال التى يقومون بها وبعض طرق التهريب، مضيفا أن العمل بها لا يقتصر على مهن الشباب التى يمتهنونها وإنما العمل بأى شىء وإن كان مخالفا للقانون مقابل المال.
وذكر عدد من أهالى القرية محمد - ن، وعمر - ع ، وسيد - ل، وعلى - ج، وفؤاد - ش، سلبيات الهجرة غير الشرعية على القرية وأهلها، مؤكدين أنه من وقتها انقلبت الموازين على أعقابها، وأصبح الصغير يأمر وينهى وذا رأى يسرى على رقبة الكبير، واستكمل فالمعيار أصبح يقدر بالمال، ولقب حاج أو شيخ يطلق على مراهق ذو الـ18 عاما نظرا لثرائه وفقر شيوخ القرية، وأصبح الرأى والحكم والشورى فى المجالس وفى زواج الأبناء للمال وليس القيم والعادات والمبادئ.
أهالى المهاجرين
معظمهم من رفض التحدث وكانوا ضمن من قامو بالاعتداء علينا، وعدد قليل منهم من تلفظ بعدد من العبارات التى رأوا أنها السبب الرئيسى وراء الهجرة، فكان الفقر والبطالة وارتفاع الأسعار حجتهم ودافعهم للهجرة غير الشرعية لإسرائيل، والغريب أن آباء بعض هؤلاء الشباب أصاب قلوبهم الجمود والجحود فرغم وفاة ابن لكل منهم فى عرض البحر وأصبح وليمة لأسماكه إلا أنه على استعداد أن يرسل جميع أبنائه ولو مات جميعهم غرقا، مبررين ذلك بأن العمر واحد وأنه حتما سينتهى فى أجله ولو ظل فى المنزل، أما إذا عبر إلى إسرائيل سيرى الجنة على الأرض.
قال جمعة. ك - 48 عاما - لدى 4 أبناء، أحدهم مريض ويحتاج إلى جراحة تكلفتها 20 ألف جنيه، وبسبب ضيق الأحوال المادية لم أستطع أن أجريها له فتوفى فلذة كبدي، ومن ثم قررت الهجرة بحثا عن المال لتوفير حياة كريمة لباقى أبنائي، وهذا الشخص الوحيد الذى تحدث إلينا من أهالى المهاجرين.
أما ح. ش - أحد العائدين من الهجرة لإسرائيل - فروى لنا قصة هجرته، فقال: كنت أتجول فى شوارع الجيزة، وعند مرورى من أمام السفارة الإسرائيلية، وكان بحوزتى جواز السفر الخاص بي، صعدت إلى مقر السفارة، وكنت أرتدى جلبابا، وحينما وصلت إلى داخلها وجدت شخصا فى الاستقبال ومعه مجموعة من الاستمارات، أوقفنى متسائلا إلى أين تذهب؟ فأخبرته برغبتى بالهجرة إلى إسرائيل، تعجب من كلامى وانتظر برهة، ثم أمرنى بملء واحدة من الإستمارات التى كانت بحوزته، ظللت أبحث وأتساءل كيفية الوصول إلى القنصل الذى كان يحول بينى وبينه نافذة زجاجية لا تسمح لنا بالتحدث إلا من خلال سماعات.
فسألنى لماذا تريد أن تذهب إلى إسرائيل، فأخبرته بأننى أريد أن أذهب إلى إسرائيل لأنها رقم 1، وذلك بعد أن ترجم كلامى شخص يدعى محمد ويعمل بالسفارة، وتحدث القنصل مع المترجم وقال لى اذهب إلى النافذة التالية، فسألت لماذا؟ فأجابنى: مبروك حصلت على التأشيرة، وقمت بدفع 48 جنيها.
 واستطرد: سافرت عن طريق رفح، وتم التحقيق معى على الحدود قبل المغادرة لساعات، ودار حوار بينى وبين ضابط على الحدود وسألنى لماذا تذهب إلى إسرائيل؟ فكانت إجابتى بأننى فقير وأعول 5 فتيات بخلاف الذكور، فذهابى للعمل لا غير ذلك، فقال لى ولو لم يتوفر لك العمل فقلت أعود إلى مصر.
واستكمل: خرجت من البوابة المصرية وبعدها بأمتار دخلت البوابة الإسرائيلية لاختام الدخول، وهى محددة بمدد شهر أو 3 شهور أو سنة، ولهم حق الخيار فى مدة إقامتي، فقلت إسرائيل رقم 1، فختم لى بمدة سنة، فدخلت تل أبيب، وعملت فى محلات جزارة بجوار السفارة المصرية، وتعلمت اللغة العبرية، وحفظت الأماكن التى ذهبت إليها، وأثناء عودتى إلى أرض الوطن وجدت المعنية بمصر تعلم بكل صغيرة وكبيرة، حتى أننى فى يوم كنت فى عملى وأصبت فى إصبع يدى وقمت بخياطته، ومكثت فى سكنى 15 يوما، فسألنى ضابط التحقيقات بعد العودة عنها فذكرت القصة وأخبرته أننى بعدها قررت العودة إلى مصر، فقال لى لست صادقا لأنك عدت إلى عملك، ثم سألنى عن أجرى فى الساعة؟ فأجبته 10 شيكل، فقال تستمر فى كذبك، كنت تحصل على أجر يومى 25 شيكلا فى الساعة، ثم سألنى عن صاحب المحل الذى كنت أعمل به؟ فنسيت اسمه بسبب الموقف، فأجاب يدعى «لوفال».
وعندما سألناه كيف تعيشون وتعملون وتأكلون مع الأعداء؟ فكانت إجابته بأن الإسرائيليين يرحبون بالمصريين ويعشقون الجلوس معهم، ويقدرون كافة المؤهلات فهناك الأطباء والمهندسون والعمال.
الزواج من الإسرائيليات
ومن جانبه علق الخبير الأمنى العميد حسين حمودة - مسئول مكافحة الصهيونية بجهاز الأمن القومى السابق - أن هناك ثغرات أمنية اصطنعها الكيان الصهيونى تسمح بالعبور إلى أرضها، ولكن هى لم تفعل ذلك ولم تسمح به هباءَ، لكن لتكوين طائفة مصرية بها تندمج مع نسيج الكيان الصهيونى والزواج من بناتهم وإنجاب أبناء متعاطفين معهم ولا يدخلون الجيش المصري، وبعد ذلك يقومون بتجنيدهم فى مصر وخارجها، ولذلك يرحب الكيان الصهيونى بالمتسلل المصرى ويتم معاملته على أحسن ما يكون، لكن الجيش المصرى يبذل قصارى جهده للقضاء على الأنفاق الموجودة فى سيناء لمنع عمليات التسلل، وأوضح أن جميع الأشخاص الذين سافروا لإسرائيل بطريقة غير شرعية كان عن طريق التسلل عدا خبراء الزراعة الذين ذهبوا فى فترة التعاون بيننا وبين إسرائيل.
وأكد أن أحد أكبر وأشهر القبائل العربية فى سيناء تقوم بعملية التهريب، وأشار إلى أن السبب وراء الهجرة هو العامل النفسى والتقليد الأعمى لطرق الوصول إلى المال والثراء بطريقة سهلة، وبعد عودة المهاجر يتحول لسمسار، وشدد على ضرورة ممارسة المعابر الشرعية لدورها مع اتخاذ الإجراءات والاحتياطات الأمنية اللازمة، وأن تقام عملية تنمية شاملة لسيناء.
ومن جانبها أكدت السفيرة نائلة جبر - رئيس اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية - كان هناك تهريب إلى إسرائيل منذ فترة بعيدة، ولكن وفقًا لتصريح صادر فى فبراير 2015 يفيد بأن عدد المتسللين قل بشكل كبير، وأوضحت أن عدد المتسللين «9» أفراد فقط، علاوة على عدم شكوى إسرائيل من حالات تسلل، وأضافت أنها ليس لديها أى معلومات حول التسلل من خلال الأنفاق، ولكن بعد إنشاء القوات المسلحة للجدار العازل وهدم الأنفاق قل التهريب إن لم يكن انتهى تمامًا.
تواصلنا مع المستشار أحمد أبو زيد - المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية - للإفادة حول واقعة تسلل مواطنون من الدقهلية إلى إسرائيل، وجاء رده «الخارجية ليس لها علاقة بهذا الموضوع، وليس لديها أى معلومات عنه، وأضاف: منعرفش حاجة».
أما المحاسب حسام الدين إمام محافظ الدقهلية حاولنا الاتصال به يوميا عدة مرات ولمدة أسبوعين، وأرسلنا عدة رسائل على هاتفه الشخصى ولم يجب نهائيا، وتواصلنا مع مدير مكتبه وأبلغناه بحقيقة بالأمر وننتظر منه الرد، وأكد لنا أنه سيجيب خلال ساعة، ومرت ساعات وأيام واسابيع ولم نتلق منه ردا، ولم يعد يرد على اتصالاتنا.
إلى أن ذهبنا إلى مكتبة فى ديوان المحافظة وأوضح أن المحافظة تزيد من فرص عمل الشباب، وتفعل بقوة دور حملات التنمية البشرية فى المحافظات، أما عن مواجهتها الأمنية، فالقوات المسلحة ضيقت الخناق على كل محاولات التسلل والأمن يقوم بدوره على أكمل وجه.