الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«مراثى الدمى» رواية تنقب عن الإعلام العالمى وتأثيره على البشر

«مراثى الدمى» رواية تنقب عن الإعلام العالمى وتأثيره على البشر
«مراثى الدمى» رواية تنقب عن الإعلام العالمى وتأثيره على البشر




كتبت – مروة مظلوم


عن دار الربيع العربى صدرت مؤخرا رواية بعنوان «مراثى الدمى» للكاتب ميسرة الهادى.
الرواية تبحث فى قضية الإعلام العالمى المعاصر وتأثيره على الجماهير والشعوب، تنقسم الرواية لثلاثة أقسام معنونة بالخوف والكراهية والكذب على الترتيب، القسم الأول يمسك بدواخل الإنسان ويبحث فى دوافعه العامة ويدرسه من حيث النشأة والمجتمع وعلاقته بالدين والجنس والذات والله فالخوف يسيطر على المشاعر لجميع الشخصيات، إما الخوف من الله أو الخوف من الحب أو الخوف من النظام بشكل عام، طوال القسم الأول يشعر الأبطال – الذين يعمل معظمهم إعلاميين – بأنهم مراقبون مراقبة كلية، أحيانا بشكل مَرضى يصل إلى حد أن أحدهم يعانى فوبيا البط، هذا الخوف هو الذى يدفع الإنسان للكراهية كما سيظهر فى القسم الثانى حيث ننتقل هناك إلى بغداد لدراسة معاصرة للإعلام الأمريكى والعراقى وتعاملهم مع غزو العراق فى 2003، هذا القسم يشبه ساحات الحرب فى فقرات سريعة قصيرة تشبه الومضات أو مشاهد الأفلام القصيرة، يبرز الصراع الطائفى فى العراق ما بين السنة والشيعة والذى نرى أنه ينبع فى الأساس من الكراهية المبنية على مخاوف يبثها الإعلام فى كلا الطرفين ويشحذها فقط لتظل الشعوب ممزقة تحت سكاكينها، وتظل محكومة دائما خائفة وخانعة، تم الاعتماد فى هذا القسم على مصادر عديدة وتوثيق لشهادات لكثير من العراقيين ومشاهدات واقعية من اليوتيوب ومذكرات من حضروا الغزو، للوصول لحالة من التعبير عن حال العراق أثناء الغزو وما بعده وأثناء حكم صدام حسين أيضا، وكيف تعامل إعلام صدام حسين مع غزو العراق ومع حرب إيران من قبل، وفى أثناء ذلك نبحث فى قضية حيادية الصحافة أو الإعلام، ودورها الحقيقى هل هو يكون بنصرة المظلوم؟ أم مجرد عرض جاف للحقائق؟ وهل هناك إعلام حقيقى محايد؟ القضية الواهية الكاذبة عن وجود أسلحة نووية فى العراق والتى اليوم يعتذر عنها تونى بلير وعصابته، هذه القضية التى ضخمها الإعلام الأمريكى والبريطانى وبخاصة الأول، وجعل منها حقيقة لا جدال فيها، وشحن المواطن الأمريكى ناحية الغزو كأمر مسلم به تماما بل رغبة فيه أيضا فأظهر أمريكا وجيشها بمظهر المخلص الذى جاء لينقذ العراقيين، ولكنه فى الحقيقة ما جاء إلا ليستبيح حرماتهم وينتهك أعراضهم وينهب ثرواتهم، الجمهور الأمريكى فى معظمه وبحسب الدراسات هو مغيب تماما يلتقم ما يدره ثدى الإعلام بعيون ناعسة دون تفكير أو رؤية حقيقية، بل إن معظمهم وبحسب الدراسات أيضا لم يكن يعرف موقع العراق على الخريطة من الأساس، من هذا المنطلق نصل إلى القسم الثالث وهو الكذب، وهو قسم التحولات الكبرى فى الشخصيات، فكل منها يُمنى بهزيمة على المستوى الشخصى تدفعه للتردى فى المهنية والتحول إلى دمية فى أيدى المارشال أو للأدق فى أيدى السلطة الرأسمالية الممثلة برجال الأعمال العالميين الذين هم فى الحقيقة من يحكمون من خلف المارشال ويعلقون له المشنقة فى أى لحظة فإن شاءوا أبدلوه بآخر وهلم جرا، فى هذا السياق يوجد نص موازى للرواية وهو عبارة عن مسرحية سريالية تمثل العلاقة بين المثقف والسلطة بشكل عام وتبحث فى قضية تغلب الأيديولوجية على الروح الحقيقية للمبادئ العليا من الخير والحق والعدالة فى سبيل تحقيق مصالح شخصية أو مكتسبات واهية، هى جزء حقيقى من رسالة الإعلام، فلو أن المثقف قام بدوره الحقيقى بالتوعية الشعبية وتعبئة الجماهير لاستطاعت الجموع أن تدرك الكذب المذاع أمامها على الشاشات ليل نهار، الرواية هى صرخة فى وجه المثقف أولا، وفى وجه الغافلين ثانيا أن يفيقوا من دوامة الوهم والهراء، وهو مرثاة لغزو العراق التى تكالب عليها كلاب الأمم.