الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
استقالة المرشد وحرب النقاب
كتب

استقالة المرشد وحرب النقاب




 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 22 - 10 - 2009


كسبت الفضائيات وخسر الوطن والقادم أسوأ


1


- "شالوا عاكف حطوا حبيب، شالوا حبيب حطوا العريان" النتيجة لم تتغير، لأن المسألة ليست أكثر من مجرد "توزيع أدوار" علي الطريقة الإسرائيلية بين قيادات المحظورة لتحقيق عدة أهداف.
- أولاً: تحقيق دعاية إعلامية هائلة نتيجة هرولة الفضائيات المهزوزة وراء أي إثارة، تحقق لها نسبة من المشاهدة في المساحات المسائية المتخمة بالبرامج والصراخ والرغي.
- ثانياً: إطلاق قنبلة دخان للتغطية علي مرشحي المحظورة في انتخابات الشوري والشعب المقبلة، وحجب الأسماء المجهولة التي يتم ترشيحها مثلما حدث في انتخابات مجلس الشعب الأخيرة.
2
- ثالثاً: الحصول علي اعتراف إعلامي لشرعية المحظورة، في مواجهة الحظر الدستوري والقانوني، وتكريس عجز الدستور والقانون في مواجهة الأمر الواقع الإعلامي، التوك شو أقوي من الدستور.
- رابعاً: جس نبض الرأي العام بشأن الأسماء المطروحة، وقياس أيهما يحوز علي القبول للدفع به في الانتخابات المقبلة ليقود مجموعة المحظورة في البرلمان.. هل هو العريان أم حبيب؟
- خامساً: إعطاء مزيد من الجرأة والشجاعة لقيادات الصفين الثاني والثالث من المحظورة للظهور العلني وتعميم كلمة "الإخوان" وتداولها وكأنها حزب سياسي له جميع الحقوق.
3
- سادساً: الاستفادة من الضجة الإعلامية الكاذبة حول استقالة المرشد في تطوير الهجوم علي الدولة والنظام والتنديد بحملة الاعتقالات ضد عناصر المحظورة.
- سابعاً: كسب بعض التأييد السياسي، بإشاعة أن هذه الجماعة تريد أن يكون لها مكان في العمل السياسي، ولكن القمع القانوني هو الذي يحول دون ذلك.
- ثامناً: محاولة التنسيق مع الأحزاب السياسية بشكل ودي يتيح للجماعة الحصول علي تأييدها دون أية استحقاقات مستقبلية تلزم المحظورة بأية مواقف.
4
- هذه هي الأهداف التي حققتها المحظورة بإطلاق حملة استقالة المرشد، وخرج النبأ من مكتب الإرشاد، وبعد لحظات تم نفيه من مكتب الإرشاد، وتولي المكتب إدارة الفرقعة.
- كالعادة لم تجد القنوات الفضائية الخاصة ما تجذب به مشاهديها، سوي الجري وراء هذا الدخان الكاذب.. والذي تشاهده هنا، تشاهده هناك.. أشياء مكررة عشرات المرات.
- إنها المعدة الإعلامية الشرهة التي تهضم نفسها إذا لم تجد ما تهضمه، هكذا تحولت القنوات الفضائية في مصر، وأصبح دورها العشوائي في منتهي الخطورة علي مستقبل البلاد.
5
- قد يأتي وقت تجد فيه الرأي العام ينساق تماماً وراء المحظورة، بفعل الإلحاح الإعلامي المستمر، وحدث عكس ذلك مع الحزب الوطني والحكومة، وتحولت إنجازاتهما إلي فشل وخراب.
- لم يصدقونا حين صرخنا من خطورة ترك الرأي العام لسيطرة الإعلام الفضائي العشوائي، وبرر بعضهم ذلك بأنه يضرب قناة الجزيرة بعشرات الفضائيات الخاصة المصرية.
- لم يضربوا الجزيرة، وتوحشت الفضائيات الخاصة واستطاعت أن تتحكم في توجهات الرأي العام وتحركها بالريموت كنترول، وتفرض عليها "المزاج" الذي تريده.
6
- لعبة الترويج الإعلامي للمحظورة أشد خطورة من عملية ضرب الحكومة والحزب الوطني، لأن الضرب هذه المرة في عصب الدولة وأعمدتها الرئيسية التي يقوم عليها نظام المجتمع.
- إنها تضرب فكرة مدنية الدولة، في أجواء مضطربة تنتصر فيها ثقافة النقاب وتكسب مساحات جديدة، بعد أن حسموا تماما تلك المعركة وكفروا من يقترب منها.
- الخطوة المقبلة هي الخروج بالمحظورة إلي مرحلة المواجهة العلنية، مواجهة تستهدف اضفاء الشرعية علي جماعة غير شرعية وهذا هو شر ختام.
7
- كسبت الفضائيات مساحات محدودة من الرأي العام ولكن خسر الوطن كثيراً، بسبب تضليله وتشتيت انتباهه في قضايا وهمية ابتدعتها المحظورة، وابتلعتها الفضائيات.
- في المرة المقبلة سوف يطرحون "لغم الحزب الديني" ويغلفونه بسلوفان براق من المناظرات والأطروحات التي تدس السم في السم وليس في العسل.
- وفي المرة التي بعدها وبعدها، سيتم تطوير الهجوم في اتجاهات أخري، وقبل أن يحدث ذلك عليكم أن تفكروا: ما هو سر التزامن بين استقالة المرشد وحرب النقاب؟
E-Mail : [email protected]