الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«دفتر النائم».. رحلة إبداعية بين الوعى والأحلام

«دفتر النائم».. رحلة إبداعية بين الوعى والأحلام
«دفتر النائم».. رحلة إبداعية بين الوعى والأحلام




كتبت - رانيا هلال

 

أقام مختبر السرديات فى المنصورة ندوته الشهرية لمناقشة مجموعة «دفتر النائم» للكاتب شريف صالح وذلك فى قاعة الضيافة فى جامعة المنصورة.
أدار الندوة الكاتب د.أحمد الزلوعى وشهدت حضورًا لافتًا وأكثر من ثمانى دراسات وقراءات بدأها الروائى فكرى عمر بقراءة بعنوان «بين دفتى دفتر النائم: رحلة الحياة والموت» وهى رحلة ليست طقوسية تقدم نسيجًا سرديًا يعتمد على تقنيات الحلم وحكايات الطفولة وتتردد فى أصدائه ثيمات هزيمة الزمن وقهره للشخصيات والفقد حيث تظهر القصص كصور مختلفة لشيء واحد، أو مرايا بأحجام مختلفة لمعنى يلح على نفس الكاتب. ومع استكمال رحلة متنوعة الرغبات نصل إلى آخر قصة «بحيرة الطين» مادة الإنسان الأولى ومنتهاه.
أما الكاتب والناقد ممدوح رزق فتناول المفهوم الأدويبى من خلال دراسة بعنوان «يقظة القص الأوديبى» ركز فيها على ذلك المفهوم السيكولوجى وتجلياته فى نصوص كثيرة عن علاقة الراوى الطفل بأبيه وأمه وهو ما يظهر فى قصص مثل «رحلة النهار والليل»، و«كوخ ست الحسن» و«تووت»، و«قصر الأموات»، و«قطعان الليل والنهار». وتطرق رزق إلى مفاهيم أخرى مرتبطة بدراسته مثل الشعور بالذنب مشيرًا إلى إصرار البطل الراوى على الانتقام من الأب الذى ترتبط سلطته بمفهومى «القوة» و«المعرفة» ورأى أن «الدفتر» فى العنونة يدل على فضاء مراوغ تغيب فيه الفواصل القاطعة بين التدوينات.
بدوره ناقش القاص حسام المقدم مستويات الحلم فى نصوص المجموعة ورأى أن هناك ثلاثة مستويات، بعضها ينبع من عمق اللاوعى مثل «حقك من الدنيا» و «إحياء الطفل» وبعضها يأتى من منطقة وسطى يسعى فيها الوعى لإعادة التوازن إلى البناء الحلمى كما فى قصة «هروب جسدى» أما المستوى الثالث فيبتعد عن الأحلام وغرائبيتها ويقترب جدًا من سطح الوعى مثل «الخالة اليابانية» و»زيارة صاحب العمل».
وفى قراءته ركز القاص رضا ياسين على بساطة اللغة وشفافيتها وبعدها عن الاستعارات والمجازات.. أما الناقد محمود الزيارت فقدم قراءة تحيط بأهم ملامح المجموعة ورأى أن ما بها من عوالم ودوال لا يمكن قراءتها إلا عبر تقنيات تفسير الأحلام. فيما رأى الشاعر عماد مجاهد أن المدخل فى قراءة النصوص هو مفهوم «خلخلة اليقين» لأننا إزاء قصص لا تقدم لنا إجابات ولا معنى جاهزًا بل تترك لنا مهمة التأويل والتفسير، وحرص مجاهد على قراءة قصة «خطاب شكر للرواد الخمسة» وهو من أطول نصوص المجموعة.
فيما أشاد القاص نبهان النبهان بقدرة الكاتب شريف صالح على التغيير والتجريب من مجموعة لأخرى حيث تأتى «دفتر النائم» مغايرة فى لغتها وعوالمها مقارنة بمجموعته السابقة «بيضة على الشاطئ». وهو ما أكد عليه أيضًا الكاتب أيمن باتع الذى قرأ من نصوص المجموعة قصتى «أسرة أمام التلفزيون» و«ضحية آخر الشارع» فيما قرأت الشاعرة أمل مشالى قصة «تووت» وأشادت بمستوى المجموعة خلال تعقيبها.
وكانت هناك تعقيبات مهمة لعدد من الكتاب أبرزهم د.عبد المنعم الباز ود.أشرف حسن والفنانة التشكيلية هناء درويش.. إلى جانب حضور عدد كبير من المبدعين أعضاء المختبر منهم: محمد الخميسى، د.محمد إيهاب إسماعيل، طارق مايز، آية البحقيرى، د.صلاح شفيع، فيصل عبده، محمد طه شلبي، وحسين عبد العزيز.
وحرص الكاتب شريف صالح فى نهاية الندوة على شكر «مختبر السرديات فى المنصورة» والذى سبق أن استضافه وناقش مجموعته «بيضة على الشاطئ».. وأشار إلى أنه يتكئ كثيرًا على تقنية الحلم فى معظم أعماله لكن ميزة «دفتر النائم» أنه العمل الوحيد الذى تأسست جميع نصوصه على أحلام حقيقية كان يدونها فور استيقاظه من النوم ثم أعاد الاشتغال عليها بشكل قصصي.. مشيرًا إلى أنه يترك مهمة تفسيرها وتأويلها إلى كل قارئ حسب مستدعياته الخاصة وإسقاطاته على الأحلام/النصوص.
والمعروف أن صالح أصدر ست مجموعات قصصية، ونال جائزة دبى الثقافية عن مجموعته «بيضة على الشاطئ» وجائزة ساويرس عن «مثلث العشق».. كما نال جائزة الشارقة للإصدار الأول عن مسرحيته «رقصة الديك». وأحدث مجموعاته «دفتر النائم» تتضمن 24 نصًا وصدرت عن قطاع الثقافة فى مؤسسة الأخبار.