الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الإسماعيلية تقصر خدماتها للمرضى على «الموت السريع»

الإسماعيلية تقصر خدماتها للمرضى على «الموت السريع»
الإسماعيلية تقصر خدماتها للمرضى على «الموت السريع»




الإسماعيلية – شهيرة ونيس

ترتفع أيادى المرضى من الفقراء، إلى السماء تطلب الرحمة من الله، مما اقترفته أيادى الأطباء فى حقهم وحق الإنسانية بوجه عام فى محافظة الإسماعيلية «المحافظة الصغيرة»، التى تحولت إلى «كهل عجوز» يفتقر جميع سبل الرعاية الصحية، ويقترب من الانهيار لحظة تلو الأخرى، علاوة على سوء تعامل الأطباء مع المرضى، وافتراش الطرقات لعدم وجود مقاعد للمتوافدين على المستشفى يوميا.
«روزاليوسف» رصدت حالات عديدة تعرضت للإهمال الطبى، سواء من ضعف الإمكانات الطبية، أو تقصير الأطباء فى التعامل مع الحالات المرضية..
من ضمن الحالات التى رصدتها الجريدة «هبة محمد»، حيث بدأت قصتها منذ اكتشافها إنها «حامل فى الشهر الأول»، وبدأت تلملم من قوتها وضروريات حياتها اليومية حتى توفر تكاليف عملية الولادة داخل المستشفى الجامعى بمحافظة الإسماعيلية، ولم تكن تدرى أن هذه الأموال التى تدبرها لإجراء العملية ستحول حياتها إلى جحيم.
وتضيف ضحية الإهمال الطبى: بعد مرور شهور الحمل التسعة توجهت إلى المستشفى لإجراء عملية الولادة، وبالفعل أدخلنى الممرضات غرفة العمليات، وتم حقنى بـ«حقنة الظهر»، وفور الولادة شعرت بأن قدمى لم تعد تتحملنى، إلى جانب آلام شديدة فى الظهر لا أعرف سببها، وحينما شكوت تلك الأعراض لم أجد من الأطباء سوى رد واحد فقط «الأعراض عادية ولا داعى للقلق».
وتستطرد قائلة: توجهت إلى منزلى وأنا أعانى من حالة إعياء شديدة، استمرت لمدة 7 أيام، وفى اليوم الثامن لم أستطع السير على قدمى أو حتى الجلوس ومنذ تاريخ هذه اللحظة وأنا طريحة الفراش منذ أكثر من 3 سنوات، مطالبة بضرورة محاسبة المقصرين، والمتسببين فى حصد أرواح الأبرياء أو إحداث عاهات مستديمة بهم.
أما عن مصطفى محمد، عامل باليومية، فيقول: منذ أكثر من سنة توجهت إلى مستشفى الحميات بالإسماعيلية، حيث كنت أعانى من ارتفاع شديد فى درجات الحرارة، أفقدتنى الوعى تماما، وبعد عرضى على أحد كبار الأطباء قام بتوقيع الكشف الطبى وكتب روشتة علاج، ومع صباح اليوم التالى فوجئت بطفح جلدى انتشر فى جميع أنحاء جسدى، وجعلنى طريح الفراش حتى الآن، منوها إلى أنه لم يكن وحده الضحية، فضلاً عن أنه أصبح لا يمتلك قوت يومه وبدأت صحته فى الانهيار.
وتشير علا الشيمى، موظفة، إلى أنها لم تمر شخصيا بموقف، لكنها رأت العديد من القصص المأساوية التى تكشف عن إهمال وتراخى القطاع الطبى عامة، وبمحافظة الإسماعيلية على وجه التحديد، حيث إن الحالات إما تصاب بإعاقة جسدية أو أن تفقد حياتها، دون أن يقترف أصحابها أى ذنوب، سوى ثقتهم فى مستشفى لم يجدوا سواه لعلاجهم، فضلا عن فقرهم الذى ابتلتهم به الدنيا.
وتقدمت الإعلامية أمانى غباشى، ببلاغ للمحامى العام بالإسماعيلية، تتهم فيه أحد الأطباء بالمستشفى التخصصى التابع لجامعة قناة السويس، بالإهمال، الذى تسبب فى وفاة والدتها الملقبة بـ«أم الغلابة»، سوسن الكيلاني، أول برلمانية فى تاريخ محافظة الإسماعيلية.
وقالت غباشى فى البلاغ الذى تقدمت به إلى عبدالقادر هاشم، المحام العام، وحمل رقم 551 لسنة 2016، عرائض المحامى العام، بتاريخ 16/6/2016: إن والدتها المرحومة سوسن إبراهيم الكيلانى عانت من أزمة صحية قامت على أثرها بالدخول إلى المستشفى التخصصى التابع لجامعة قناة السويس بالإسماعيلية، وذلك بتاريخ 11/9/2015.
وتابعت: وبعد عمل الفحوصات اللازمة تم تجهيز الحالة لاحتياجها تدخل جراحى عاجل لإجراء عملية تثبيت بالمسامير للفقرات النهائية، إلا أنها فوجئت بعد 5 أيام من تلك العملية بتدهور حاد فى صحتها مع هبوط فى ضغط الدم وهبوط مستوى الهيموجلوبين مع خلل فى غازات الدم، دون أدنى اهتمام من الأطباء.
ولفتت غباشى إلى أن الكيلانى كانت من الشخصيات العامة، وكانت عضوًا بمجلس الشعب عن الدائرة الأولى بالإسماعيلية، لمدة تزيد على 20 عاما، منوها إلى أن طاقم الأطباء كان يجيب عن سبب تدهور حالتها بأنها تحت الملاحظة فى العناية المركزة لتوقف قلبها 4 مرات، علاوة على أنهم بحاجة لاستكشاف الأسباب التى دفعت لتدهور حالتها.
وأضافت: وبالفعل قاموا بإجراء تدخل آخر «استكشاف جراحى للبطن»، فتبين وجود التهاب ناجم عن امتلاء تجويف البطن بفضلات الطعام نتيجة ثقب الأثنى عشر أثناء التدخل الجراحى الأولي، الأمر الذى يؤكد وجود خطأ مهنى جسيم يسأل عنه الفريق الطبى القائم على تلك العملية، وعليه تم اتخاذ الإجراءات الطبية الآتية: غسيل تجويف البطن بمحلول الملح ـ خياطة الجزء المفتوح من الاثنى عشر ـ إجراء عملية توصيل المعدة بالأمعاء الدقيقة ـ عملية أخرى لتوصيل الأمعاء بالأمعاء.
ونوهت فى بلاغها إلى أن العمليتين استغرقتا وقتا طويلا لا يناسب الحالة الصحية للضحية، مشيرة إلى أنه بمرور الوقت وعدم تحسن الحال تبين وجود تسريب لإفرازات المعدة داخل التجويف البطني، ما أدى لإصابتها بناسور فى المعدة نتيجة عدم التئام الجراحة وتلوثها، وأسفر ذلك الفشل فى التعامل مع الحالة وفقا للقواعد العلمية الطبية المتعارف عليها عن التهاب برتونى حاد وصدمة تسممية أدت إلى الوفاة.
وأوضحت غباشى أنه بعد مرور أيام من الوفاة طالبت إدارة المستشفي، ورئاسة جامعة قناة السويس، بإعطائها الملف الخاص بوالدتها الذى يشتمل على جميع الأوراق المتعلقة بتشخيص الحالة والتدخلات الجراحية والعلاجية التى تم اتخاذها معها وأسباب الوفاة، إلا أنها فوجئت بالمماطلة والتسويف، الأمر الذى دعاها للجوء إلى بعض المتخصصين الذين أفادوا بتكرار مثل هذه الأخطاء بالمستشفى التخصصى والمستشفى الجامعى ومستشفيات الإسماعيلية فى غياب تام للرقابة على ما يحدث داخل تلك الصروح الطبية إضرار بصحة المواطنين وحياتهم.