السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«ليل الغنا والذهب» يستقطب جمهور القومى للمسرح

«ليل الغنا والذهب» يستقطب جمهور القومى للمسرح
«ليل الغنا والذهب» يستقطب جمهور القومى للمسرح




تجربة مسرحية شديدة الخصوصية، قدمها المهرجان القومى فى دورته التاسعة، بعرض «ليل الغنا والذهب» التابع لقصر ثقافة حلايب وشلاتين، وعلى الرغم من تواضع التجربة إلا أنها تعتبر خطوة مهمة لهذه البلدة النائية فى مجال الفن على وجه العموم والمسرح على وجه الخصوص، فهذه هى المرة الأولى التى يحتك فيها سكان شلاتين بشكل مباشر بمهرجان فنى بالقاهرة، وعن التجربة وخصوصيتها قال مؤلف العرض الأسوانى أحمد أبو خنيجر:
انتج هذا العمل العام الماضى مع المخرج محمد فؤاد، وكانت سبقت لى تجربة مع نفس الفريق فى عرض «نشل البير» عن صراع القبائل على بئر المياه والوديان، وبحكم أننى أعلم الكثير عن عادات هذا المكان وطبيعة سكانه جمعت بعض الحكايات المتفرقة ثم قمنا بعمل ورشة على ضوئها كتبت نص «ليل الغنا والذهب» .
     ويضيف: دعما للتجربة كانت قد أرسلت هيئة قصور الثقافة المخرج محمد شحات وأسامة عبد الرؤف بصحبة محمد فؤاد  لتطوير العرض للمرة الثانية، لأن الفريق مازال خبرته ضعيفة وأغلبهم لم يعمل فى مجال المسرح من قبل، وكان الأهم هو فكرة مشاركتهم بشكل فعال بمهرجان المسرح فى القاهرة وإمكانية احتكاكهم بشكل مباشر مع المهرجان، لكن فى رأيى هم ليس فى حاجة لإقامة عروض فنية بقدر احتياجهم للتدريب، وإقامة ورش لتدريب الممثل، وطرحنا مشروع على الدكتور سيد خطاب لعمل أتوبيس مكتبة متنقلة فى الأودية، يقدم عروض عرائس وفن تشكيلى وجمع التراث ومخرجين يختارون عناصر للتدريب على التمثيل بشكل شهرى حتى تخرج عنه نتائج مرضية كما أنهم فى حاجة ماسة لرفع مستوى التعليم والوعى.
 ويواصل: كانت فكرة التمثيل بالنسبة لهم صدمة كبرى خاصة للنساء حتى أن بعضهم اعترض قائلا إنكم ستسيئون لسمعة شلاتين بهذا العمل، لكن بعد جلسات طويلة معهم وحضورهم البروفات أعجبوا بالعرض للغاية وأرادوا المشاركة فى المرات القادمة وهذا ما يؤكد على تعطش الناس للعمل والتطور لذلك لابد من توافد القوافل الثقافية والفنية عليهم لمساعدتهم فى هذا المجال عن طريق الورش لأنها أهم من إقامة عرض مسرحى، كما أنهم يعانون من أزمة أخرى، وهى أزمة الانتماء الكامل لمصر، وكانت قصور الثقافة فى تسعينيات القرن الماضى قد أرسلت حملة كبيرة من الباحثين لهذه المنطقة فى جمع التراث الشعبى وسجلوا أشياء لكن نتاج هذه الحملة لم يتم نشره حتى الآن..!!
وعن العرض والفريق قال خنيجر: يتناول العرض دورة الحياة لهذه البلاد الفرح ولحظة الموت والعزاء وصنع الجبنة «البن» وطقوس صناعته، بجانب طقوس السمر ما بين الشباب، ومن المقرر أن تكون فرقة شلاتين قائمة وتابعة لقصر الثقافة هناك، لكن لابد من توافد آخرين على سبيل التجربة، لأنهم يحتاجون تنوعًا فى تقديم التجارب والأفكار والاحتكاك بفنانين مختلفين، كما أن هذا العمل يحتاج إلى جولة فى الأقصر وأسوان والوادى، لأن هذا سيولد رغبة وحافزًا لغيرهم فى المشاركة والتفاعل، وللأسف كان من بين عيوب المهرجان أنهم سافروا بعد العرض مباشرة، فكان يجب استضافتهم لمشاهدة عروض المهرجان المتبقية كى تحدث حالة من التفاعل والحراك بينهم وبين الفنانين فى القاهرة.