الأربعاء 17 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

لولا.. وخوان!




من واجبنا أن نهنئ‮ (‬ريو دي جانيرو‮) ‬علي فوزها بتنظيم أوليمبياد‮ ‬2016‮..‬في انتخابات تابعها الملايين من كوبنهاجن مساء يوم الجمعة‮.. ‬وقد تكون تلك فرصة لكي نكشف بعض الكواليس في انتخابات اليونسكو التي خسرها فاروق حسني‮.‬

‮ ‬شيكاغو،‮ ‬مسقط رأس أوباما،‮ ‬كانت تنافس علي هذا الحلم‮.. ‬لكنها خرجت من جولة التصويت الأولي‮.. ‬غير مأسوف عليها‮.. ‬رغم أن أوباما ذهب إلي الدنمارك من أجل دعم ملفها‮.. ‬ومن حقي أن أسأل‮: ‬هل حجبت مصر صوتيها عن المدينة الممثلة للولايات المتحدة‮.. ‬ردًا علي الحملة التي دبرها سفير الولايات المتحدة في اليونسكو ضد فاروق حسني؟‮.. ‬لست أدري‮.. ‬لكن المؤكد أن مصر لم تعط تصويتًا إلي اليابان‮.. ‬وقد قيل لمن يمثلونها إن مصر لن تفعل ذلك لأن اليابان من المعروف أنها لن تصوت لفاروق حسني‮.‬

‮ ‬إذن لمن أعطت مصر تصويتها في اختيار مدينة الأوليمبياد عام‮ ‬2016‮ ‬من بين ريو دي جانيرو ومدريد‮.. ‬المدينتان تنتميان إلي دولتين صديقتين وشريفتين في صداقتيهما لمصر‮.. ‬وكلتاهما وقفت بنبل وعزم وراء مرشح مصر في اليونسكو‮.‬

‮ ‬الملك خوان كارلوس هاتف بنفسه قيادات عدد من دول أمريكا اللاتينية‮.. ‬كما سبق وأشار زميلي وصديقي الأستاذ محمد علي إبراهيم رئيس تحرير الجمهورية في مقال سابق‮.. ‬وأجري الملك اتصالاً‮ ‬شخصيا برئيسة الأرجنتين لنفس الغرض‮.. ‬والرئيس البرازيلي‮ (‬لولا‮) ‬كان موقفه معروفًا‮.. ‬وداعمًا ومعضدًا‮.. ‬بل سعي بين دول أمريكا اللاتينية لنفس الغرض‮.. ‬كلاهما يتميز بمنهج واضح بعيد عن ضغوط ومصالح اللوبي اليهودي الدولي‮.‬

‮ ‬وإذا كان الشيء بالشيء يذكر‮.. ‬فإن لدي‮ ‬شيئين يجب أن يذكرا‮.. ‬الأول أن الرئيس الكوبي راؤول كاسترو‮.. ‬وقف معضدًا لمصر رغم الاختلاف الأيديولوجي بين البلدين‮.. ‬لكنه ساندنا‮.. ‬لسببين ربما كان لهما ثالث‮.. ‬الأول ارتباط موقفه بزعامته السابقة لحركة عدم الانحياز التي تسلمت قيادتها منه مصر‮.. ‬والثاني لأنه خلال حضوره لمؤتمر عدم الانحياز في شرم الشيخ نشأت بينه وبين الرئيس مبارك تفاهمات عميقة علي المستويين الإنساني والسياسي‮.‬

الشيء الثاني أنه بعد أن هدأ‮ ‬غبار معركة اليونسكو لابد أن نشير إلي ملاحظة مهمة تتعلق بعدد الأصوات التي حصل عليها فاروق حسني‮.. ‬لقد دخل الوزير الجولة الأخيرة بعد تعادله مع بوكوفا البلغارية بـ29‮ ‬صوتًا لكليهما‮.. ‬ويفترض الكثيرون أن الوزير حين حصل في التصويت الأخير علي‮ ‬27‮ ‬صوتًا يكون بذلك قد فقد صوتين‮.. ‬واقع الأمر ليس كذلك‮.. ‬بل إنه خسر في ليلة أربعة أصوات علي الأقل‮.. ‬وإن كان قد كسب اثنين جديدين‮.‬

وأما الصوتان فقد جاءا إلي مرشح مصر نتيجة لجهود كل من خوان كارلوس وتأثيراته علي أمريكا اللاتينية دون أن نغفل تأثيرات الرئيس لولا‮.‬

طبعًا أنا قلت شيئين سأذكرهما‮.. ‬وقد ذكرتهما‮.. ‬لكن أسمح لي أن أذكر شيئًا ثالثًا‮.. ‬ضروريا جدًا‮. ‬وله علاقة بعمليات التصويت‮.. ‬ففي مارس الماضي جرت انتخابات حامية علي منصب مدير عام وكالة الطاقة الذرية الذي يشغله حتي‮ ‬30‮ ‬نوفمبر المقبل محمد البرادعي‮.. ‬وهو منصب أهم سياسيا ودوليا بكثير‮ - ‬مع كامل الاحترام‮ - ‬من منصب مدير عام اليونسكو‮.. ‬وكان المتنافسان هما الياباني يوكيا أمانو والجنوب أفريقي عبدالصمد منتي‮.‬

‮ ‬من جانب حرصت مصر علي أن تساند المرشح الجنوب أفريقي التزامًا بقرار أفريقي موحد بالوقوف مع المرشح عبدالصمد‮.. ‬لكنني أتساءل لماذا تكون مصر ملتزمة إذا كانت أفريقيا لا تلتزم بإجماعها المقر مسبقًا؟ سؤال يحتاج إلي إجابة مطولة لها علاقة بطبيعة علاقتنا بأفريقيا وكيف يكون مستقبلها‮.. ‬وعلي الهامش من هذا إن كثيرًا من الدول الأفريقية خرجت عن التزامها بخصوص ترشيح فاروق حسني‮.‬

ومن جانب آخر سقط مرشح جنوب أفريقيا وفاز بها الياباني‮.. ‬وقد تعاملت الدولة الأفريقية مع الموقف بسلاسة‮.. ‬ولا أعتقد أن رد فعلها كان مماثلاً‮ ‬لرد فعلنا علي سقوط فاروق حسني في الانتخابات؟ فهل نحن نبالغ‮.. ‬بما في ذلك تعليقاتي الشخصية التي كنت قد كتبتها حول ذلك الأمر‮.. ‬أم أن معنا حقًا فيما ذهبنا إليه؟‮.. ‬لا أقصد طبعًا الحقائق المعروفة‮.. ‬ولكنني أقصد درجة التعامل العاطفي‮.‬
الموقع الإليكتروني‮:‬ www.abkamal.net

البريد الإليكتروني‮:‬ [email protected]