الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المواظبة على العبادات وفعل الطاعات سلاح العائدين من الحج للحفاظ على ثواب حجهم




يتساءل كثير من الحجيج عقب عودتهم من الحج : هل تقبل الله حجنا ؟ ولماذا نشعر بعدم قبول الحج ؟ وهل صحيح أن الله لا يقبل إلا حج القليل منا؟ وما علامات قبول الحج؟ وأسئلة كثيرة تنتاب الحاج بعد رحلة شاقة ادى فيها فريضة الحج.
 
 

 
 
كل هذه التساؤلات اجاب عنها العلماء مؤكدين ان الشعور ليس وحده دليلا على قبول الحج، كما ان المحافظة على الثواب اولى من التفكير فى الاستشعار بقبول الحج ، لأن المسلم أدى الفريضة وسقطت عنه.
 
بداية يؤكد الدكتور محمد مختار المهدى الرئيس العام لجمعية العاملين بالكتاب والسنة والأستاذ بجامعة الأزهر- أنه لا يمكن الموافقة على جعل شعور الشخص الذى أدى فريضة الحج بالرضا والقبول دليلا على قبول الله للحج؛ لأن ذلك اختصاص إلهى لا علاقة للعبد به،كما أن تغير سلوك الحاج ليس له علاقة بقبول الحج من عدم قبوله، وإنما له علاقة بما يعتقده الشخص تجاه ربه.
 
أضاف أن الثقة بالله وتعميق الأمل برحمته من شأنه أن يحقق رضا الحاج بما أداه من فريضة الحج، مشيرا إلى أن من لا يستشعرون هذا الرضا فعليهم بأمرين الأول: تعميق الصلة بالله من خلال البحث عن الذنوب والعادات السيئة، وجعل إرضاء الله سبيلا للبعد عنه والأمر الثانى استصحاب حسن الظن بالله دائما،وعدم التفريط فى واجب من الواجبات يستشعر الإنسان أنه من ضروريات الدين.
 
ويقول الدكتور محمد مختار المهدى :" إن الشعور بعدم قبول الله للحج إلى الشخص نفسه، والإنسان الذى يستشعر هذا الشعور عليه أن يراجع نفسه حتى يعرف السر وراء مايشعره؛ فقد يكون قد حج من مال حرام؛ ولذلك فهو يعلم أن حجه مشكوك فيه؛ لأن الله طيب لا يقبل إلا طيبا،وبهذه المراجعة يستطيع الإنسان أن يعرف خطأه ويتوب إلى الله"
 
وأشار أن علامة الحج المبرور هى أن يعود الإنسان من حجه راغبا فى آخرته منصرفاعن دنياه، وأن تحقيق ذلك يتطلب الشعور بالشوق للعبادات،وإن كان مفتقدا فعلى العبد أن يتكلف فى ذلك أولا حتى يصبح هذا الشوق شيئا أساسيا.
 
من جانبه يؤكد الدكتور سعد هلال أستاذ الفقه بجامعة الازهر.  ان أداء الحج مثل الصلاه أى عندما يتم تسجيلها لا تنتفى ، وارتكاب الإثم لا يلغى ثوابها او يقلل منها وسحب الماضى لا يتم اطلاقا ، ولذا يكون دور الحاج بعد عودته أن يراعى الآداب اللازمة للحج ويكون ذلك بتذكر انه ضحى بماله وامواله وأهله من اجل طواف البيت واعلن توبته فى ساحة الحرم فى ارض الوحى، بالإضافة إلى الحفاظ على   الفروض.
 
 

 
واضاف ان من توجه للحج بهدف ارضاء الله عليه فعليه ايقاظ ضميره فى حالة اقترافه المعاصى بتذكر مشهد الكعبة واحتساء ماء زمزم وجمال أرض الوحى فعلى الحاج ان يوقظ ضميره وذلك بمراعاة صلة رحمه وجيرانه وان يكون ودودا مع الزملاء ولا يكون ذلك فترة ما بعد عودته فقط كما يعتقد المعتمرون  بل ان يكون على الدوام ، كما يجب عليه أن يختار بعض الآيات من القرآن الكريم لكى يكون معها علاقة بقراءتها يوميا  ومواظبتها بشكل دائم.
 
واكد د. سعد انه من المستحيل الاعتقاد ان يتحول الحاج لملاك بعد عودته لان سنة الحياة ان نرتكب الذنوب ونخطئ ونرفض الرهبنة التى يحاول بعض المسلمين اقامتها بعد عودتهم خاصة، والمفترض ان نعود لحياتنا ونمارس اعمالنا واذا نسى الانسان عليه تذكر البركات والنفحات فى ارض الوحى فضلا عن الورد اليومى القرآنى الذى يكون بمثابة سلاح ايمانى
 أما الشيخ محمود عاشور وكيل بالازهر الشريف السابق فأكد أن الحج فريضة سنة وعلينا المحافظة عليها وذلك بأداء الفرائض من صلاة وصيام وزكاة وعدم أكل أموال الناس فلقد قال رسول الله:" من غشنا فليس منا"، موضحا أنه على المؤمن ألا يكون كاذبا فلقد روى ان رسول الله سئل أيكون المؤمن جبانا قال نعم ، ايكون بخيلا قال نعم ،أيكون كذابا قال لا ولذلك هناك ضوابط  لابد أن تطبق فى حياة الانسان للحفاظ على أعماله الصالحة وهى الالتزام بتعاليم الاسلام ويتعامل  بالمعاملة الطيبة، حيث قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم "ليس الايمان بالتمنى ولابالتحلى ، ولكن ماوقر فى القلب وصدقه العمل] ، كما ينبغى اتباع سنة رسول الله وتذكر أحاديثه بشكل متواصل لان المؤمن ملتزم منضبط.