الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ابداع






 


شعراؤنا شموس فى سماء الإبداع ينيرون لنا ببصيرتهم الثاقبة غشاوة أبصارنا بإبداعهم الذى طالما كان شاهد عيان لأجيال لم تخبرنا ولن نخبرها، شموس لا تأفل وإن غابت تظل خالدة الذكر. تحتفى صفحة إبداع اليوم بمقاطع من قصائد جنوبيين «الخال» عبدالرحمن الأبنودى والراحل أمل دنقل علنا نوفيهما جزءاً من حقهما علينا ونذكر ونتذكر معهما المعاش واليومى من تاريخنا المعاصر كما رأته بصائرهما. 
 
 
 
 
 
يا أمة قومى
 
يا أمة قومى بقـي.. ده انتـى فضحتينـا...
الأمريكان سكنـوا مـش وسطينـا.. لأفينـا
والاّ اليهـود اللـى سرقـوا حتـى أغانينـا
حرتوا الأراضى وقتلـوا هنـاك أعـز الولـد
الشهدا أكوام علـى الأكتـاف.. إوعـى تعـد
أبـدان جميلـة.. بتاكلهـا النسـور والحِـدّ
إحنـا انتهينـا... تعالـوا ياللـى بعديـنـا
يا أمة قومـى بقـى لأحسـن فضحتينـا....
الأمريكان سكنوا مـش وسطينـا.. لأفينـا
ياللى فـى عُسـرى وضيـق اليـد نسيتونـا
أهى الفلـوس نفسهـا.. حاتـروح لأعادينـا
بترول أراضى العدو ده اللى فى أراضينـا.
شفتـوش كـده؟ والبـلاد ممنـوع نحميهـا
نحميها من مين؟ دى مش أراضينا.. أراضيها
هوه بسلاحه المميت.. جـاى ينـزرع فيهـا
وانتو.. بدخان صمتكـم يـا أهلـى عميتونـا
ياللى فـى عسـرى وضيـق اليـد نسيتونـا
أهو جه ياكلكوا اللى على حربه انتو لُمْتونا
يا أمة ترمـى ضميرهـا للكـلاب.. ببـلاش
يا أمة قبلـت مصيرهـا (خدمـة الأوبـاش)
كله كلام.. لا انتماء.. ولا وطـن.. ولا ديـن
قاعدين سنين تحلموا بظهور (صلاح الديـن)
ماكان ما بينكـم قتلتـوه انتـو يـا فالحيـن
كل اللى صدوا العدو.. راحوا ومش راجعيـن
ولا «صلاح دين» يا ناس ولا حتى زفت الطين
الحى ميت يا ناس أمـا اللـى ميـت عـاش
يا أمـة ترمـى ضميرهـا للكـلاب ببـلاش
يا أمـة قبلـت بفرحـة.. خدمـة الأوبـاش
ما اعادش إلا انتظار الموت.. يا إمـا نقـوم
نسجد فى ساحة النضال وعن البلاهة نصـوم
لو الدما تبقى بحـر.. فـى دمنـا.. حنعـوم
إزاى يعيش الوطن.. من غير رجال تحميـه؟
تموت وتحيا معـاه.. تمـوت وتحيـا ليـه..
كإن ابن العرب مولـود يـا نـاس.. مهـزوم
ماعادش إلا انتظار المـوت يـا إمـا نقـوم
نحمى الوطن بالصـدور.. ونفجـر المكتـوم
كل الشوارع بتصـرخ فـى المـدن بجنـون
توقّـف الحـرب.. تفضـح فكـرة المجنـون
فى أوروبا حتى ف أميركا.. لأ فى كل الكون..
إلا احنـا إرتحـنـا قــدام أى تليفـزيـون
آدى العـراق فـى طريقهـا للغـرق يـابـا
واحنـا حواليـه خُطبنـا فجـة... كـدابـة
نتخانقوا من غير سبب.. لأ فيه سبـب طبعـاً
وحنغرقوا فى الزمن.. يـا أمتـي.... جمعـاً
متملعنيـن... إنمـا... عدونـا..... ألـعـن
قدَّامُه حملان.. لكين.. على بعضنـا ديابـة
الكـل عايـز ساعـات المؤتمـر تمضـي..
علشان ما يجرى على دار العـدو.. يمضـي
كـإن بعضـى ينازعنـي.. علـى بعضـي..
معظمنا هوه العدو.. يعنى العـراق يـا هـوه
مش أمريكان وانجليز.. إحنا اللـى حنهـدوه
واحنا اللى بترولـه رايحيـن للعـدو نِهْـدوه
وبعده بترول جديد.. وبعـده بتـرول جديـد
وأنا منتظر مقتلـى وإيـدى علـى خـدي
الكـل عـاوز ساعـات المؤتمـر تمضـي..
علشان ما يجرى على دار العـد (يمضـي)
أنا باهيب بالشباب.. إنسوا اللى قضُّوا العمـر
يتكلموا ويخطبوا وسابوا سنينكو... تمُـر...
ده انتـو القلـوب الفتيـة والوجـوه السمـر
ترضـوا تبيعـوا الوطـن بتفاهـة الغايـات؟
وتبقـوا إنتـو وأعـداء الوطـن إخــوات؟
متربصـة بيـكـو أم العولـمـة والـجـات
تتمِسْحوا م الكون كما مسحوا الهنود الحمـر
أنا باهيب بالشباب انسوا اللى قضّـوا العمـر
يتكلمـوا ويخطبـوا وسابـوا سنينكـو تمـر
يا أمة قومي.. وانتى يا مصـر.. ماتونِّيـش
وإلا عشريـن سنـة.. حاتمـر زى مافيـش
تعـلا اليفـط أعـلا مياديـن أمـة الإسـلام
شركـة إسرائيليـة اهـه لصناعـة الأقـلام
واستديـو صهيـون هنـا لصناعـة الأفـلام
والمصنـع الإسرائيلـى لعلبـة الورنـيـش
يا أمة قومى وإنتـى يـا مصـر ماتونيـش
بغداد.. يـا أم التاريـخ والحكمـة والأشعـار
بغـداد يـا أم القصـور والنخـل والأنـهـار
ماعادش إلا الصمود الليل فـى آخـره نهـار
دافعى بشرف واتركـى للأمـة طعـم العـار
ملـو التاريـخ.. الفصـول صادقـة وكدابـة
سنتيـن تقـدَّم.. وألـف.. نعـودوا للغابـة
الأمـة فيـهـا فــرح لأزمـلـه نـدابـه
الدنيـا كلتهـا تهتـف باسـمِـك المظـلـوم
بكره الجراح تندمل.. عُمـر الظـلام مايـدوم
أطفالـك اللـى التاريـخ حيحكـى قصتـهـم
ونساكـى فـى صبرهـم. الدنيـا نسيتـهـم
يا دى العراق العريق صحّى العـرب م النـوم
يا طاعم المحرومين.. إزاى تبات محـروم.؟
ومهما كانـوا الطغـاة.. الـدار لأهـل الـدار
الـدار لأهـل الـدار ، الـدار لأهـل الـدار
 
عبد الرحمن الابنودى
 

 
ياعنكبوتة
 
يا عنكبوتة كملى عشك
لا حد حيزيحك
ولا يهشك
لمى مهاجرينك
وثبتى دينك
اتمطعي
وخدينا فى وشك
بلاد بلا عزة
ممكن تجيبى أجلها من هزة
بلا ضفة
بلا غزة
بالدم رشى اللى بماء رِِشك
وكملى عشك
لمى مهاجرينك
ولو ملايين
يا عنكبوتة
احنا مش فاضيين
مدى الخيوط خيط خيط
 واكسى كل الحيط
  نامى بأمان
واتمطعى بفرشك
من وشنا ما بنسمعوش وشك
لمى مهاجرينك
وتعاليلي
لا تهم تباريرى وتعاليلي
انا فى الخلا بنفخ شعاليلي
واوزن قوافى وتفاعيلي
اغش نفسى وعمرى ما اغش
واحش روس اهلى ولا احشك
حتعيشى أبد الدهر
حتوحديها انتى نهر ونهر
نشى اللى ما قدروش على نشك
أنا زى ما بعت السنين الخرس
ورضيت بربع الربع خمس الخمس
مجانى حوهبلك عيون القدس
مين اللى سألك تتركى عرشك؟
طب دحنا خدامك
فى النوم بنوحيلك باحلامك
واحنا اللى بنحققها قدامك
 
عبد الرحمن الابنودى
 
القلب الأخضرانى
 
أنا كل ما أجول التوبة يا بوى
ترمينى المجادير ياعين
وحشانى عيونه السوده يا بوى
ومدوبنى الحنين يا عين
متغرب والليالى يا بوى
مش سايبانى فى حالى يا عين
والرمش اللى مسهرنى يا بوى
ضيعنى وأنا كان مالى يا عين
أنا كل ما أجول التوبة يا بوى
ترمينى المجادير ياعين
وحشانى عيونه السوده يا بوى
ومدوبنى الحنين يا عين
يا رموش قتاله وجارحه يا بوى
وعيون نيمانه وسارحه ياعين
أد يكى العمر بحاله يا بوى
وادينى انت الفرحة يا عين
أنا كل ما أجول التوبة يا بوى
ترمينى المجادير ياعين
وحشانى عيونه السوده يا بوى
ومدوبنى الحنين يا عين
القلب الأخضرانى يابوى
دبلت فيه الأغانى ياعين
ولا قادر طول غيبتكم يا بوى
يشرب من بحر تانى يا عين
أنا كل ما أجول التوبة يا بوى
ترمينى المجادير ياعين
وحشانى عيونه السوده يا بوى
ومدوبنى الحنين يا عين
أنا كل ما أجول التوبة
ترمينى المجادير
 
عبد الرحمن الابنودى


خايف أموت
 
خايف أموت من غير ما اشوف تغيير الوشوش
خرج الشتا وهلِّت روايح الصيف
والسجن دلوقتى يرد الكيف
مانتيش غريبة يا بلدى ومانيش ضيف
لو كان بتفهمى الأصول
لتوقفى سير الشموس..
وتعطلى الفصول.
وتنشفى النيل فى الضفاف السود
وتدودى العنقود
وتطرشى الرغيف
ما عدتى متمتعة وانتى فى ناب الغول
بتندغى الذلة وتجترى الخمول
وتئنى تحت الحمول
وتزيفى فى القول
وبأى صورة ماعادش شكلك ظريف
***
دوس يا دواس
ما عليك من باس
واكتم كل الأنفاس.
الضهر مليئ بالناس
إللى حبيتهم دون ما يبادلوني
الإحساس.
وأنا عارف إنى ما باملكهمش
لأنى ما مضيتهمشى فى الكراس
الناس اللى دمغها الباطل دمغ
اللى بتنضح كدب وتطفح صمغ
اللى بتحشش
وما بتحسس
واللى بتضحك كل ما تنداس
***
الجامعة طالعة رايتها ضلتها
هدارة
جبارة
صادقة فى نيتها..
بتتجه..
يم الوطن والموت.
و"شبرا" زاحفة تأكد التهديد
وتجمع التبديد
وصلت ميدان الفجر..
فى المواعيد…
النهر.. والضفة.
نبت هلال العيد
ومالت الكفة
وصحيت الرجفة.
مصر اللى لا لحظة ولا صدفة.
ثورة ف ضمير النور.. بتتكون.
رايات.
بدم البسطا..تتلون..
سدوا الطريق..
كيف المؤامرة تموت؟
"فلتسقط الخيانة
والقيادات الجبانة
ندّاغة الإهانة
كريهة الريحة
كريهة الصوت"
***
الغضب..
بيوالى إنشاد البيان
والوجوه الصامدة فى وش الزمان.
والرحابة..
فى الصدور..وفى الليمان..
غابت الأسر الصغيرة فى الوطن
. استوى ع الأرض وعي.
صحيت الأمة ف هدير السعي.
الوطن.. مفهوم
وحلو
ويتحضن..
***
 
عبد الرحمن الابنودى
 


أوتوجراف
لن أكتب حرفا فيه
فالكلمة – إن تكتب – لا تكتب
من أجل الترفيه
( و الأوتوجراف الصامت تنهدل الكلمات عليه،
تحيّيه
و تطرّز كلّ مثانيه !
ماضيك
و ماضى الأوتوجراف –
بقايا شوق مشبوه
بصمات الذكرى فيك ، وفيه
وخطى العشّاق المحمومه أدمت كلّ دواليه
لكنّى أطرد كلّ ذباب الماضى عن بابي
فدعيه
غيرى قد يصبح سطرا من ورق
يقلّبه من يجهله أو من يدريه
غيرى قد ينبش تابوتا برّاق اللّون
تعفّن خافيه
لكنّى أطرد كلّ ذباب الذكرى
عن غدى المشدوه
عن ثوبى ، و طعامى ، و فراشي
عن خطوة تيهى
يا أصغر من كلماتي
لن أكتب فيه
فخطى العشّاق المحمومة أدمت كلّ دواليه !
 
امل دنقل
 

 
 
 
 
 
زهور
وسلالٌ منَ الورِد,
ألمحُها بينَ إغفاءةٍ وإفاقه
وعلى كلِّ باقةٍ
اسمُ حامِلِها فى بِطاقه
تَتَحدثُ لى الزَهراتُ الجميلهْ
أن أَعيُنَها اتَّسَعَتْ - دهشةً -
َلحظةَ القَطْف,
َلحظةَ القَصْف,
لحظة إعدامها فى الخميلهْ!
تَتَحدثُ لى..
أَنها سَقَطتْ منْ على عرشِها فى البسَاتين
ثم أَفَاقَتْ على عَرْضِها فى زُجاجِ الدكاكينِ, أو بينَ أيدى المُنادين,
حتى اشترَتْها اليدُ المتَفضِّلةُ العابِرهْ
تَتَحدثُ لي..
كيف جاءتْ إليّ..
(وأحزانُها الملَكيةُ ترفع أعناقَها الخضْرَ)
كى تَتَمنى ليَ العُمرَ!
وهى تجودُ بأنفاسِها الآخرهْ!!
كلُّ باقهْ..
بينَ إغماءة وإفاقهْ
تتنفسُ مِثلِىَ - بالكادِ - ثانيةً.. ثانيهْ
وعلى صدرِها حمَلتْ - راضيهْ...
اسمَ قاتِلها فى بطاقهْ!
 
امل دنقل
 

 
 
 
خيط
الليل جدار
إذا يدن الديك
يطلع عليه النهار
وتنفلت من قبضه الشرق
الحمامه أم الجناح
أم الجناح الابيض فى عيون الصغار
اه يا حبيبتى يا أم خصله مهفهفه
قلبى اللى مرعوش بالامان
لسه بيحلم بالدفا
والشمس كلمه طيبه وفيها الشفا
قلبى اللى كان قرب
يموت لسه بيحلم بالبيوت
زى الخرز
والدرب خيط حرير
ولاضم كل حيط وفى كل دار
يترش حب الحب غيط
يتنفس اللبلاب على الباب الكبير
وبرضه ملضوم بالحرير
يا ام العيون الدفاينين لو تعرفى من فين
سمار النيل ؟ منين ؟
اوعك تقولى ان جوفه عب طين
اسمر لا الشمس فوقه من سنين
لو تعرفى طول السنين
على شاب عريان البدن
ودراعاته مكشوفين
وانتى عينكى اسمروا من شيل الحنين ولأنهم متكحلين بشئ حزين
بشئ فى كل عيون صحابى الطيبين
اللى فى عينيهم انتظار واليل جدار
اذا يدن الديك من عليه يطلع النهار .
 
عبد الرحمن الابنودى
 
 
ضد من
 
فى غُرَفِ العمليات,
كان نِقابُ الأطباءِ أبيضَ
لونُ المعاطفِ أبيض,
تاجُ الحكيماتِ أبيضَ, أرديةُ الراهبات,
الملاءاتُ,
لونُ الأسرّةِ, أربطةُ الشاشِ والقُطْن,
قرصُ المنوِّمِ, أُنبوبةُ المَصْلِ,
كوبُ اللَّبن,
كلُّ هذا يُشيعُ بِقَلْبى الوَهَنْ.
كلُّ هذا البياضِ يذكِّرنى بالكَفَنْ!
فلماذا إذا متُّ..
يأتى المعزونَ مُتَّشِحينَ..
بشاراتِ لونِ الحِدادْ؟
هل لأنَّ السوادْ..
هو لونُ النجاة من الموتِ,
لونُ التميمةِ ضدّ.. الزمنْ,
ضِدُّ منْ..؟
ومتى القلبُ - فى الخَفَقَانِ - اطْمأَنْ؟!
بين لونين: أستقبِلُ الأَصدِقاء..
الذينَ يرون سريريَ قبرا
وحياتيَ.. دهرا
وأرى فى العيونِ العَميقةِ
لونَ الحقيقةِ
لونَ تُرابِ الوطنْ!
 
امل دنقل
 
قالت
 
قالت : تعال إليّ
واصعد ذلك الدرج الصغير
قلت : القيود تشدّني
و الخطو مضنى لا يسير
مهما بلغت فلست أبلغ ما بلغت
وقد أخور
درج صغير
غير أنّ طريقه .. بلا مصير
فدعي مكاني للأسى
وامضي إلى غدك الأمير
فالعمر أقصر من طموحي
و الأسى قتل الغدا
 ***
 قالت : سأنزل
 قلت : يا معبودتي لا تنزلي لي
قالت : سأنزل
قلت : خطوك منته في المستحيل
ما نحن ملتقيان
رغم توحّد الأمل النبيل
... ...
نزلت تدقّ على السكون
رنين ناقوس ثقيل
و عيوننا متشابكات في أسى الماضي الطويل
تخطو إليّ
 و خطوها ما ضلّ يوما عن سبيل و بكى العناق
و لم أجد إلاّ الصدى
إلاّ الصدى
امل دنقل