الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
من وحى استقالة منصور !
كتب

من وحى استقالة منصور !




 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 27 - 10 - 2009


إعلانات التلميع لا تنفع في اليوم الأسود


1


- علي طريقة المثل الذي يقول اللي معاه قرش محيره، يجيب حمام ويطيره فعلت الحكومة في رمضان.. أما الحمام الذي طيرته فكان هوجة الإعلانات الحكومية في الفضائيات.


- ملايين مملينة كما يقول المثل تم تطييرها في الهواء، كان من الممكن أن تفيد في حل الأزمات وتفريج الكرب، خصوصا في ظل الأزمة الاقتصادية وأنفلونزا الطيور.
- كان من الأفضل توجيه هذه الملايين إلي الخدمات والمرافق أو للفقراء والأسر الأولي بالرعاية أو لمشروع الألف قرية.. أو لأي شيء مفيد، غير السفه الذي حدث في الإعلانات.
2
- لا نعرف كم مليوناً طيرتها الحكومة في رمضان فهذا سر حربي لن يتم الكشف عنه أبداً، ولكن المؤكد أنها ثروة باهظة لأن الإعلانات لم تنقطع لحظة واحدة طوال الليل والنهار.
- السؤال هنا: هل تحولت الحكومة إلي تاجر أو مستثمر وتريد الإعلان عن بضاعتها أو ترويج مشروعاتها؟ ماذا كانت تُسوق؟ وهل نجحت في تحقيق أهدافها إذا كانت هناك أهداف؟
- أقول بالفم المليان لا لأن هناك فارقاً كبيراً بين أن تُسوق وأن تسوء.. إعلانات قوامها الفهلوة والسذاجة، وليس الخبرة والحنكة والدراية، إعلانات تستهزئ بالمصريين.
3
- أولا: كثيراً من الإعلانات استهدفت الهجوم علي المواطنين دون مبرر، واتهامهم بالنصب والاحتيال والتزويغ وافساد الممتلكات العامة، وجرائم أخري يعاقب عليها القانون.
- هل من المعقول أن 40٪ من راكبي القطارات هم من المزوغين من التزويغ أو المسطحين من التسطيح وأن هؤلاء هم السبب الحقيقي وراء تدهور الخدمة في القطارات؟
- لو صدقنا ذلك فمعناه أن كل شيء تمام والقطارات منتظمة المواعيد وكاملة الأبواب والشبابيك والتكييف عال العال، ولكن الغلط في الناس ولاد الأبالسة.
4
- ثانيا: حكومة رأسمالية بشعارات اشتراكية.. الحكومة تريد بإعلاناتها أن تعلم الشعب الأدب والنظام وحسن التعامل مع المرافق العامة، مثلما كانت تفعل الأحزاب الشيوعية في الماضي.
- هل يتصور من صمم هذه الإعلانات بشعاراتها المضحكة أن المزوغين سيحتشدون فوراً أمام شبابيك التذاكر؟ ثم لماذا لايزوغ الركاب في المترو ويزوغون في القطارات فقط؟ أليسا أولاد عمومة؟
- تفتكر الحكومة علي حق.. طبعا لأ.. لأنها حكومة تريد شعبا غير الشعب، وناسا غير الناس، تريد شعبا ألمانيا منضبطا، ولكن سوء حظها أوقعها في المصريين المسطحين.
5
- ثالثا: الإعلانات لاتحقق أي أهداف تسويقية.. لأن صور القطارات والمحطات والاشياء الأخري ليست واقعية ولا حقيقية ولكنها ألاعيب كمبيوترية.
- كان الأجدر أن يتم استعراض عملية تطوير محطة مصر - مثلا - أو افتتاح محطة الأقصر، وهناك آلاف المشروعات المضيئة التي ضاعت في ظلمات الإعلانات.
- إعلانات الاتحاد الاشتراكي العربي التي تعتمد علي الشعار القديم الاتحاد - النظام - العمل لاتصلح في العصر الراهن الذي سقطت فيه كل الشعارات وأصحابها.
6
- رابعا: كله كوم وعبدالقوي كوم.. وياساتر ياساتر من قنطرة الدفاتر والنوتة البمبي بمبي.. بمبي.. ولا تليق أبداً مع شنبات عبدالقوي.
- وعبده الأليط.. بتاع الضرائب العقارية لايختلف أبداً عن أخيه عبدالقوي، رغم أنه لن يدفع ضرائب عن شقته التي لاتصل إلي نصف مليون جنيه، منتهي تقل الدم!
- تقل الدم، خصوصا الرجل الذي يقول هو انت بتسأل ليه، انت أصلا مش خاضع للضريبة العقارية، مش حتدفع الضريبة من أصله.. ياسلام!
7
- السؤال: لماذا تريد الحكومة الإعلان عن نفسها في رمضان؟ وهل لديها فلوس كثيرة تريد بعزقتها؟ وهل من الأجدي أن يجري الوزراء وراء سياسات وبرامج أم أن يكون التنافس بالإعلانات السمجة؟
- لماذا رمضان بالذات؟.. هل لأنه شهر المسلسلات، وأرادت الحكومة أن تدعم بعض الفضائيات لتشد حيلها، وتنشط للهجوم عليها في برامج التوك شو بعد رمضان؟
- السؤال الأخير: تفتكر الإعلانات دي حتغير حاجة في الناس اللي بيعملوا كده؟.. طبعا لأ.. طب بيعملوها ليه.. الله أعلم!
--
طبق الأصل: مقال سبق نشره بتاريخ 22 سبتمبر الماضي، وأعيد نشره من وحي مأساة العياط وتقديم الوزير لاستقالته.



E-Mail : [email protected]