السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الرئيس وجيشه المنتصر
كتب

الرئيس وجيشه المنتصر




 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 28 - 10 - 2009


لماذا لا يحضر هيكل مثل هذه الاحتفالات؟


1


- المكان: مسرح النصر شرق القناة بالجيش الثاني الميداني.. لا يوجد أروع ولا أجمل من هذا المكان في الدنيا، المسرح أشبه بمدرجات استاد الكرة، وخشبته هي أرضية الملعب الكبير الذي شهد العرض.

- المناسبة: احتفال القوات المسلحة بالذكري 36 لانتصار أكتوبر، الذي شرفه الرئيس مبارك وكبار رجال الدولة، وسعد الجميع بأوبريت السلام عايز سلاح.
- علي يسار المسرح توجد قناة السويس، والضفة الغربية، حيث تترامي مدينة الإسماعيلية مثل لؤلؤة جميلة أثناء الليل، ومياه القناة تبرق مثل الفضة عندما تصطدم بها أنوار الكشافات.
2
- الليلة برمتها نزلت علي المشاعر بفيض من ذكريات الماضي، وطقوس الانتصار العظيم، الذي أعاد الروح إلي هذا الوطن.. ولولا أكتوبر ما كانت الإسماعيلية ولا القناة، ولا هذا النماء الكبير الذي يدب في كل شبر.
- لا يستطيع أحد أن يتحكم في مشاعره وهو يستمع إلي سيل متدفق من الأغاني الوطنية، التي تشكل جزءاً من وجدان كثير من المشاركين في الاحتفال، الذين عاشوا مرارة الانكسار وروعة الانتصار.
- الأغاني الوطنية هي التي تعيد شحن الروح المعنوية للمصريين، فهي ليست مجرد كلمات وألحان، وإنما عرق ودماء وتضحيات، وفيض متدفق من أنشودة الحياة.
3
- المؤكد أن نصف الحضور علي الأقل قد سرحوا بخيالهم لذكريات الحرب وهم يتابعون أوبريت الانتصار.. هذا المكان بالذات الذي يشغله الجيش الثاني، كان مسرحاً لمعركة الدبابات التي انتهت بأسر عساف ياجوري.
- شتان بين المشهد الذي نراه اليوم، وسيناء تحتضن الضفة الأخري، والضفتان تتباهيان بالنور الساطع، ومشهد أيام الهزيمة ثم الانتصار.
- المؤكد أن هذه المنطقة كانت مظلمة مثل السواد، لا تري إلا المجنزرات والدبابات، وصوت الانفجارات التي ترج السماء، ولا يسكنها إلا الجنود والأشباح، وأرواح الشهداء التي تنتظر الثأر.
4
- دع سمائي فسمائي محرقة، دع قناتي فقناتي مغرقة، واحذر الأرض فأرضي صاعقة.. كلمات نسمعها اليوم فتطربنا، ولكنها كانت بالأمس ناراً تحرقنا، لأن جزءاً من الوطن الغالي ينام في أحضان المحتل.
- كلمات كتبت بالدم وأرواح الشهداء، وانصهرت مثل الليل الذي يلفظ أنفاسه علي خيوط الفجر القادم من أحشاء النكسة، يصرخ فينا قوم يا مصري.. مصر دايماً بتناديك.
- أبناء مصر استجابوا للنداء، وأقسموا بالله والأرض والعرض أن تظل رايات هذا الوطن خفاقة في السماء، يدافعون عنها بأرواحهم ودمائهم.
5
- الرئيس ..القائد.. يجلس بين جنوده المنتصرين.. يسرح قليلاً في أجواء وطنية رائعة، انتشلته من الأحزان وأعادته إلي الميدان، يضرب ضربته التي كانت فاتحة الخير.
- ستون عاماً لم يذق فيها طعم الراحة، أشغال شاقة في خدمة الوطن الذي لم يعشق سواه، وأقسم بالله أن يجعله آمناً مطمئناً ويحميه من التآمر والمكائد.
- ستون عاماً، لم يضع يوماً فيها هباءً، كل يوم يشهد بناءً فوق بناء وأراضي خضراء تنشق عنها الصحراء، ومزارع ومصانع ومساجد وكنائس، وخير ونماء.
6
- تمنيت لو أن دعاة الفوضي والممسكين بفزاعات القلق علي المستقبل، أن تتم دعوتهم لمثل هذا الاحتفال، حتي يطمئنوا تماماً أن مصر يحميها شعب يحب وطنه وجيش قوي وكبير.
- السلام عايز سلاح، والدولة القوية هي التي تستطيع أن تحمي شعبها، وتصون أرضه وعرضه وممتلكاته، وقواتنا المسلحة هي الدرع والسيف والأمان.
- لولا هذا الجيش وهذا النصر، كانت مصر مازالت تشرب من كأس الأحزان، تجتر الألم والهزيمة.. لكن عاشت مصر لأن هؤلاء هم أبناؤها المخلصون.
7
- أعود لأجواء الاحتفال.. وأقول حفظ الله مصر وشعبها وزعيمها، وكل الشكر والتقدير للقوات المسلحة والمشير طنطاوي الذي يعيدنا دائما إلي أجواء الفرحة والوطنية والحماس.
- ليت هيكل كان معنا، وكلي ثقة أن مثل هذه الأجواء تُفتت الصخر في القلوب، وتعيد اكتشاف الروح، التي تصدأ أحياناً في دوامات الحياة.
- ليت كل من يشكك في قوة هذا الوطن، وسيفه ودرعه أن يأتي ليشاهد الحماس في القلوب والعيون، حماس لمصر العظيمة التي نقسو عليها أحياناً.


E-Mail : [email protected]