الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

سلماوى فى صالون الأوبرا الثقافى: نعيش وضعاً ليس له علاقة بالثورة نهائياً




«قلت للرئيس مرسى فى لقائه بالمثقفين: أنت تتحدث عن النهضة دون أن تذكر المثقفين… رغم أنهم هم صناع النهضة الحقيقة، وهذا التهميش لدور المثقف سيؤدى إلى تراجع دور مصر… ويكفينا عهود كثيرة من الاعتقالات والقمع»، هكذا لخص الكاتب والروائى محمد سلماوى رئيس اتحاد الكتاب رأيه فى دور المثقف فى المجتمع، ورؤيته لموقف الرئاسة من المثقفين، فى اللقاء الذى أقيم بصالون الأوبرا الثقافى بالمسرح الصغير، وأداره أمين الصيرفى، وجاء قلة عدد الحاضرين فى صالح اللقاء، حيث أتاح الفرصة لتبادل الأسئلة.
 
 
 
 
قال سلماوى: الثقافة هى القوة الناعمة، القوة التى صنعت مجد مصر على مدى تاريخها، فمصر لم تصنع قيادتها ورياديتها على مر تاريخها، بالجيوش والقوة، لكن غزت العالم العربى فى الستينيات ثقافيا، وانتعشت الأغنية الراقية والقصيدة والكتاب والفيلم السينمائى واللوحة الفنية… وهى كما نرى أمور صنعها المثقف.
 
وعن دور المثقفين أكمل: المثقفون فى مصر يؤدون دورهم فى الثورات والحركات الوطنية، فهم ليسوا كما يقال عنهم نخبة منعزلة، وإلا لما تعرضت أنا وغيرى من المثقفين للاعتقال والموت والتعذيب، فاتحاد الكتاب هو أول من أصدر بيان تضامن مع شباب ثورة يناير يوم 26 يناير ثانى أيام الثورة، واستضفنا الشاعر أحمد دومة بالاتحاد ومعه شباب كثيرين، فنحن لسنا بعيدا عن الشارع، الثورة تبدأ فى العقول قبل أن تنزل إلى الأرض للتنفيذ وهذا هو الدور الرئيسى للمثقف.
 
وعن العلاقة بين المثقف والسياسى قال: اعتبرها علاقة جدلية ضرورية، الاثنان آراؤهما غير متطابقة، المثقف يناقش هل هذه السياسية تفيد الدولة مستقبلاً أم لا، والسياسى يرى أن هذا الجدل مع المثقف يعطله عن هدفه، وهو مجرد كلام، مع أن الأفعال لا تحقق بدون نقاش يسبقها.
 
وقال عن السلطة الحاكمة الآن: السلطة الموجودة الآن تستخدم نفس وسائل النظام السابق فى إحكام سيطرتها على المؤسسات، وهذا حدث فى مجلس الشورى، وتعيين رؤساء التحرير الجدد، نفس سياسة الحزب الوطنى فى الاستحواذ، هم متعطشون للسلطة، ولم نر أى بوادر تغيير.
 
وعلق على الخطاب الذى أرسله الرئيس مرسى لبيريز وكتب فيه صديقى العزير، قائلا: هذا عادى لأن الإخوان يجيدون كل اللغات، ولكن الذى يحتاج إلى وقفة ونقاش هو أن السفير المصرى قدم أوراق اعتماده فى القدس المحتلة وليس «تل أبيب»، رغم عدم اعتراف أمريكا نفسها بالقدس كعاصمة لإسرائيل حتى الآن، والمعروف دبلوماسيًا أن أوراق اعتماد السفراء يجب أن تقدم فى العاصمة وليس فى أى مكان آخر.
 
وأكد سلماوى فى حديثه أن الإخوان لم يكونوا موجودين من أول يوم فى الثورة، وشاركوا عندما تلقوا أوامر قاداتهم، ولا جدال فى هذا الموضوع، والأدلة عليه موجودة ومسجلة وبدأت تظهر مع الوقت، فقد كانوا رافضين الخروج على الحاكم، واليوم سرقوا الثورة ويدعون أنهم من قام بها، نحن الآن فى وضع ليس له علاقة بالثورة نهائياً، وأخشى أن ندخل مرحلة المماليك أو «النفق المظلم»، لكن رغم ذلك أنا متفائل بحالة الوعى اليوم بالشارع الرافض للإخوان، وأعتقد أنها سوف تتسع أكثر، لأن حكم الإخوان يخطئ أكثر وأكثر..وأضاف: الثورة تعثرت ولم تنته بعد ومازالت مستمرة، وسوف يكملها الشباب لتحقيق أهدافها، فقيمة الثورة ليست فى إسقاط مبارك فحسب، وإنما قيمتها فى هذه القوة الجديدة والوعى الذى خرج من عقل الشعب المصري، ومن ضمن المتغيرات التى كنا ننظرها حذف خانة الديانة فى البطاقات، حتى نقضى على استثمار الفتنة الطائفية فى افتعال أزمات، فى العالم كله لا توجد خانة الديانة فى الأوراق الرسمية، وحين نسأل أحداً عن الديانة يعاقبه القانون بشدة، فهذا مبدأ من مبادئ حقوق الإنسان عالميا، فالاعتناق حرية شخصية، والعقيدة علاقة خاصة بين الإنسان وربه، وليس بين الإنسان والحكومة.. وفجر سلماوى مفاجأة عندما قال بوضوح ردا على سؤال الحاضرين عن الطرف الثالث، وقال بنبرة عصبية: أنا لا أتكلم إلا عندما أتأكد بأدلة كثيرة تحدثت عنها جهات موثوق فيها، الطرف الثالث هو الإخوان، لم يكن مجهولا كما كنا نظن، بدءا من محمد محمود ومجلس الوزراء والمجمع العلمي، ومسرح البالون وماسبيرو، وفى آخر أحداث لهم كانوا موجودين فى التحرير وكسروا المنصة للشباب، هم الذين أعلنوا عن أنفسهم، هذا الطرف الثالث كان فعالا جدا يؤدى دورا مقصودا فى عرقلة الثورة، ودائما ما يختفى هذا الطرف الثالث فى الانتخابات أو الفعاليات التى تخصهم، والمجلس العسكرى لم يتعرض لهم، حقيقة مؤكدة ومعروفة أن الإخوان عندهم ميليشيات مسلحة، وأقاموا لها عرضا شهيرا بجامعة الأزهر تسبب فى قضية خيرت الشاطر.
 
وعن الدستور قال سلماوى: إذا لم يخرج الدستور مدنيا يليق بمصر وحضارتها وتطلعاتها إلى المستقبل بعد الثورة، ستكون معركة حياة أو موت إذا طرحوه للاستفتاء الشعبى بشكل لا يرضى المصريين، من المؤكد أن الشعب لن يصمت لأن فى الأشهر الأخيرة الشعب بكل طوائفه أدرك الخطر.
 
وأكد أن داخل التأسيسية هناك مجموعة مناضلين من بينهم عمرو موسى، وقال إنه تحدث معه تليفونيا وقال له: لماذا لا تنسحب من التأسيسية؟ المواد المطروحة لا تليق بمصر بعد الثورة، وقال لى موسى: كل معارضتكم تفيدنا فى إعادة الصياغة، وبالفعل عدلنا الكثير، لدرجة أن السلفيين هم الذين يقفون الآن ضد الدستور، إذا لم يكن الدستور بالكامل يحقق الدولة المدنية فلن يضع توقيعه على وثيقة لا ترضى المصريين، وأننا كممثلى التيار المدنى داخل الجمعية سيكون موقفنا واضحًا ومحددًا لرفض المسودة إذا استمر الوضع.