السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

النقابة تراهن على نجاحه.. والمستقلون يعترضون على تجاهل مشاكلهم




حالة من الجدل والخلاف أثارتها مؤخرًا نقابة المهن التمثيلية وعدد من المسرحيين بعد دعوتها للمؤتمر القومى للمسرح المقرر انعقاده 23 نوفمبر ولمدة 3 أيام، حيث كان عدد من المسرحيين قد أعلنوا اقتراحا بضرورة إقامة هذا المؤتمر للنظر فى حل الأزمات العنيفة التى يواجهها المسرح حاليا سواء الفنية أو المالية وأعلنوا فى بيانهم عن مجموعة من المحاور لمناقشتها خلاله، لكن فى المقابل اعترض البعض على ذلك وأكدوا عدم جدواه فى الوقت الحالى لأنه لن يغير شيئًا وكان على رأس المعارضين المخرج المسرحى سمير العصفورى الذى تساءل بسخرية عن فائدة هذا المؤتمر والمشاكل واضحة جدًا وقال: لماذا نقيم مؤتمرًا عن حل أزمة رغيف الخبز.. والحل ببساطة أن نوفر هذا الرغيف بدون مؤتمرات ومناقشات؟!!
 
واتفقت معه فى الرأى الكاتبة المسرحية رشا عبد المنعم التى قالت: لست ضمن المشاركين أو الداعين لهذا المؤتمر وغير موافقة على البيان الذى أصدره المسرحيون لأنه لا يصح أن يكون ضمن المشاركين بالحدث أشخاص كانوا سببا فى إفساد الحالة المسرحية، إلى جانب أن الذى حركهم عدم وجود ميزانية للمسرح بالبيت الفنى ففى النهاية هم تحركوا لمصلحة شخصية تخصهم ولم يهتم أحد بذكر المسرحيين المستقلين فهل المسرح المصرى قاصر فقط على البيت الفنى للمسرح ، وإذا كان كذلك فهذا المكان يعانى من أزمة طاحنة منذ فترة طويلة فلماذا تذكرنا أزمته حاليا كما أن البيت الفنى للمسرح أصبح يدمر نفسه بنفسه والعاملون به عندما شعروا بأزمة تطولهم فكروا فى مؤتمر.
 
وتضيف: أعتقد أنه لن ينتج عنه شىء جديد خاصة وأن التى ترعاه نقابة المهن التمثيلية التى تتجنب التعامل مع غير أعضائها لكن فى رأيى على النقابة أن تحل مشاكلها الداخلية أولا ثم تدعو إلى مؤتمر لإصلاح أحوال المسرحيين.
 
أما شادى سرور أحد المخرجين العاملين بالبيت الفنى للمسرح فقال:
 
بالطبع هناك أزمة يعانى منها المسرح ولكنها ليست مادية فقط بل هى أزمة أفكار وعروض مقدمة للأسف أصبحنا غير قادرين على عمل عروض جذابة وقوية وحتى إن وجدت الأموال فلا نفعل شيئًا لذلك أعتقد أننا يجب أن نضع حلولاً منطقية فلابد أن ندرس الموضوع بحكمة لأن الأزمة المالية فى مصر حاليا أصبحت عامة وفى كل شىء، فلا أعلم ماذا ستكون نتيجة هذا المؤتمر لأن كل شىء حاليا أصبح يدار بعشوائية وبلا تخطيط وفى ظل العشوائية وارد أن تحدث أشياء غير متوقعة فمن المحتمل أن ينجح أو العكس لكننى لن أشارك فى أى أحداث لأننى لا أهتم سوى بالعمل فقط والبحث عن أفكار جديدة فكل شخص له ميدانه الذى يحارب فيه والمسرح هو ميدانى!
 
لكن المخرج إسلام إمام كان له رأى آخر حيث قال:
 
أعتقد أن هذا المؤتمر حدث مهم و لابد أن نشارك فيه جميعا لأننا يجب بعد الثورة أن نتحدث بشفافية ونجيب عن كل التساؤلات التى يطرحها المسرحيون ورغم أننى غير معين بالبيت الفنى إلا أننى أقدم أعمالا به لأن البيت الفنى يتعامل أيضا مع غير المعينين، فعلى سبيل المثال هناك ما يشغلنا جميعا كمسرحيين فيما يخص ميزانية البيت الفنى سؤال مهم هو أين ذهبت بهذه السرعة لأنه من المستحيل أن تنتهى فى ثلاثة عروض فقط، فلابد أن يطرح هذا للنقاش ونعلم الحقيقة بمنتهى الشفافية ويحاسب من أخطأ.
 
من جانبه عبر الفنان سامح الصريطى وكيل أول نقابة المهن التمثيلية وأحد الداعمين لهذا المؤتمر عن استيائه الشديد من المعارضين له وقال:
 
أتحدى أن يجيبنى أحد من المعارضين متى حضر مؤتمرًا قوميًا للمسرح المصرى؟!! ، كان آخر مؤتمر جاد للمسرح عام 1974 بعدها لم تتم دعوة لأى مؤتمر من هذا النوع، فكيف يشكك البعض فى أهمية الدعوة له حاليا خاصة ونقابة المهن التمثيلية أحد الراعين له بشكل أساسى لأن هذا هو دورها وعندما وجهت النقابة الدعوة وجهتها للجميع سواء للمسرحيين المستقلين أو العاملين فى البيت الفنى للمسرح أو الفنون الشعبية أو مسرح النوادى والشركات وقصور الثقافة كل من له علاقة ومهتم بالمسرح فى مصر عليه أن يشارك برأيه ويقدم ورقة عمل واقتراحات لأن هدفنا الأساسى هو النهوض بالمسرح المصرى بشكل عام فنحن لا نتحدث عن قطاع بعينه، فهمنا هو إعادة الريادة للمسرح المصرى بين الدول العربية كما كانت من قبل والمحور الأساسى للمؤتمر هو مناقشة إعادة هيكلة مؤسسات الإنتاج المسرحى على اختلافها وتنوعها.
 
ويقول: من لديه مشاعر يأس من النهوض والإصلاح فعليه أن يتجنبنا لأننا لابد أن نعمل وأن نحاول وإذا كانت اللجان المسرحية فشلت فى حل أزمات المسرح فهنا أقول أننا لسنا مؤسسة تابعة للدولة مثل هذه اللجان بل نحن ندعو من خلال مؤسسة أهلية وهى النقابة وبالتالى الدعوة والعمل سيكون أقوى لأن هذا هو المسار الذى يجب أن نتخذه الفترة القادمة أن نعمل من خلال المؤسسات الأهلية كما أن هذا هو دور النقابة أن تحمى الفنانين من خلال إعادة هيكلة القوانين الخاصة بهم، فأتمنى أن يستجيب لدعوتنا الجميع وألا تسيطر علينا مشاعر الخوف واليأس ونعمل دون النظر للوراء.
 
وافقه الرأى المخرج المسرحى ناصر عبد المنعم الذى قال:
 
لا أفهم لماذا سنظل نشعر باليأس ونظن سواء فى كل محاولة للإصلاح، خاصة أن هذا المؤتمر كان أحد الأشياء التى بدأت العمل عليها منذ توليت رئاسة المركز القومى للمسرح فمنذ عام ونصف العام وكان هناك من يعمل على محاور هذا المؤتمر فالمسألة ليست مرتبطة بانتهاء ميزانية البيت الفنى على الإطلاق، وبعد أن تركت المركز توقف المشروع لكن أعيد إحياءه من جديد هذه الفترة وأعلنت النقابة عن دعمها ورعايتها له وهذا شىء فى غاية الأهمية أن تتبنى النقابة المؤتمر لأن هذا سيمنحه ثقلًا وقوة، لكننا نفاجأ بحالة إحباط من البعض تجعلنا قد نتراجع عن التفاؤل الذى شعرنا به ، لا أعلم لماذا التخوين والتشويه لكل شىء جيد فلابد أن نوسع النظرة للأمور وهذه المحاولات سواء المؤتمر أو غيره لن تنجح إذا لم تكن هناك حالة من التكاتف بين الجميع!