الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

18 الف مواطن بالفيوم يأكلون ويشربون من مياه ملوثة بالكيماويات




يعيش حوالى 18 الف مواطن بقرى كفر محفوظ وسعد روبى ومنطقة المسلات بمركز طامية بالفيوم مأساة حقيقية بسبب قيام العديد من المصانع بالمنطقة الصناعية بكوم اوشيم بالقاء مخلفاتها فى ترعة بحر يوسف وهو ما أدى الى دمار حوالى 1500 فدان بخلاف اصابة المئات من قطعان الماشية والابقار بالهزال نتيجة الملوثات التى ترد من هذه المصانع. والمأساة بدأت منذ سنوات كما يحكيها. شعبان عبد الله كامل من أهالى قرية قصر رشوان قائلا: منذ افتتاح مصانع الكيماويات والبطاريات والزيوت والصابون والبصل فوجئنا بمواسير مياه تصب بكثافة فى ترعة بحر وهبى والتى نروى منها زراعاتنا تشرب منها مواشينا ومن يومها وتبدل حال الحيوانات والزرع ولم يسلم منها المزارعون والاطفال مما أصابهم بالأمراض .
 
ويشير شعبان الى ان مخلفات صرف مصانع كوم أوشيم حولت حياتهم البسيطة الى جحيم بسبب الملوثات التى تقذفها عليهم يوميا .. مما أدى الى تلف الزراعات فور إنباتها.
 
ويضيف بشير عبد الونيس عبد من اهالى قرية سعد روبى ان المأساة قد انتقلت من الارض الى المزارعين حيث اصيب أغلبهم بحروق و تشوهات بالجلد نتيجة اختلاط مياه المصرف بملوثات المصانع المحملة بالمواد الكيماوية السامة ، كما تعرض الكثير من الاطفال الصغار الى عمليات قيء، كما أصيب العديد وهى فى بطن امهاتهن بتشوهات ...
 
ويعترف شعبان عبد الحميد مصطفى بالقيام بمحاولات متعددة من اجل سد هذه المواسير من قبل الاهالى ولكنهم عجزوا بسبب التدفق الشديد للمياه ويشير الى ان المواشى والابقار هى الاخرى لم تسلم من الكارثة حتى ان العشرات منها قد نفقت كما يحدث أيضا نفوق للاجنة بمجرد ولادتها وبدأ اهالى القرية يضعون «كمامات» على افواه الماشية أثناء خروجها خوفا من شربها المياه.
 
اوضح أن أهالى القرية قد يضطرون الى القيام بقطع طريق مصرالقاهرة الفيوم فى حالة استمرار المسئولين فى عنادهم وتجاهل أبناء المنطقة ..
 
والحل كما يراه عزت عزيز لطف الله من اهالى القرية هو نقل خط المياه من بحر وهبى الى مصرف البطس المهيئ لقبول مثل هذه المياه التى يتم معالجتهاكيميائيا خاصة ان مسافتها لاتتجاوز 700 متر حتى تسهم فى حل ازمة كبيرة لهؤلاء المواطنين وتنهى معاناتهم التى بدأت منذ اكثر من 10 سنوات .. من جانبه يرى اللواء محمد حسن حمودة رئيس مركز و مدينة طامية أن المشكلة قديمة و بدأت قبل عشر سنوات منذ إنشاء بعض المصانع التى تسخدم المواد الكيمائية و تقوم بالصرف على ترعة بحر و هبى من خلال مواسير ممتدة لمسافة 1000 متر وأن المسئولية تقع على أجهزة البيئة و مصلحة الرى و أنه خاطبهم كثيرا لحل المشكلة إلا أنهم يخشون سطوة أصحاب المصانع .