الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حديقتا الخالدين والطفل فى المنوفية.. «خرابة»

حديقتا الخالدين والطفل فى المنوفية.. «خرابة»
حديقتا الخالدين والطفل فى المنوفية.. «خرابة»




المنوفية – منال حسين

 

تعد قرية فينسيا السياحية الموجودة بمدينة شبين الكوم، التى افتتحت عام 1995 من أشهر الأماكن السياحية الموجودة بمحافظة المنوفية، حيث عمل بها أكثر من حوالى 300 موظف وعامل، وبها عدد من الشاليهات، وقاعتان مجهزتان على أعلى مستوى لإقامة الأفراح والمؤتمرات، وحوالى 20 غرفة للإقامة، ومجموعة من الألعاب المائية والملاهى والكافيتريات، ناهيك أنها يأتى إليها المواطنون من المراكز المختلفة بمحافظة المنوفية للاستمتاع بالمناظر الخلابة الموجودة بها، حيث إنها تعتبر شبه جزيرة بين تقاطع بحر شبين الكوم، ودليل قنطرة طنطا الملاحية، بل تعد أحد أبرز وأنجح المشاريع القومية بالمحافظة على مدار 20 عاما.
ففى عام 2012 قرر المستشار أشرف هلال، محافظ المنوفية السابق، توقيع بروتوكول تعاون مشترك بين وزارة الرى ومحافظة المنوفية بهدف استغلال وإدارة محافظة المنوفية للقرية على مساحة 11 ألفًا و512 مترا مربعا، تم من خلالها الاتفاق على قيام أجهزة محافظة المنوفية بالاستفادة من قطعة الأرض وما عليها من منشآت دون إسناد إدارتها للغير أو التأجير، وذلك بعد قيام الوحدة المحلية بشبين الكوم بإجراء مزاد علينى لأحد المستثمرين لإنشاء مشروع استثمارى بها لمدة 10 سنوات دون الرجوع لوزارة الموارد المائية والرى، وتمت إقامة أسوار ومبان زيادة عن المساحة المحددة لها، ما دعا لجنة الفتوى والتشريع بمجلس الدولة لإلغاء إشراف الوحدة المحلية على القرية، وتم إخلاؤها على يد القوات المسلحة وقوات الأمن بمحافظة المنوفية.
أما عام 2014 فطالبت محافظة المنوفية وزارة الرى بالاستغناء عن مساحة الأرض المقام عليها القرية وقدرها حوالى 6256م2 بحوض جودة نمرة 19 بكفر طنبدى وبحر شبين، وذلك بالقرار الوزارى رقم 585 لعام 2013 الذى اشترط ترك مسافة 10 أمتار فى مواجهة حدود القرية تجاه بحر شبين وقناة طنطا الملاحية لاستخدامها فى أعمال صيانة المجارى المائية.
ناهيك أنه حين استلام المحافظة للقرية تبين أن المساحة الفعلية المقامة عليها تزيد على المساحة الفعلية الواردة بالقرار الوزارى بحوالى 3992م2، صدر بعدها قرار الدكتور أحمد شرين فوزى، محافظ المنوفية السابق، رقم 137، الذى طلب فيه ضرورة الاستغناء عن باقى المساحة لتمكين المنوفية من استغلال القرية تجاريا بأفضل ما يكون.
الكارثة أن «فينسيا» المنتجع السياحى الأول بل والوحيد بالمنوفية، لم تغفل عنها يد الإهمال من قبل المسئولين وصناع القرار الحاليين، بعد أن قرروا وبعمد قتل كل مظاهر الحياة وكل ما هو جميل ومبدع بها، فبعد أن كانت تحيطها المناظر الخلابة والأشجار الكثيفة، أصبحت مناظر القمامة هى السائدة بالمكان، وبعد استنشاق روائح الزهور والياسمين التى كانت تشم من على بعد من القرية، أصبحت تنتشر الروائح الكريهة إثر تواجد الحيوانات النفاقة الموجودة على ضفاف نهر النيل.
وما زاد حسرة الأهالى، أن القرية بعد أن كانت مزارا سياحيا مزدحمًا بالمواطنين الوافدين من جميع أنحاء المحافظة وطلاب المدارس والجامعات، أصبح الهدوء يخيم عليها، علاوة على وجود الحيوانات الضالة والبوم والحشرات، وكأنها مستعدة ومجهزة لاستقبال الزائرين لتصيبهم بالأمراض والحساسية المزمنة.
ومؤخرا قرر الدكتور هشام عبدالباسط، محافظ المنوفية الحالى، إخلاء القرية من جميع متعلقاتها من أجهزة كهربائية كانت موجودة بالغرف والشاليهات، والكراسى والمناضد والمراوح والتكييفات الموجودة بالقاعتين، ونقل عدد من العاملين بالقرية للعمل بالمشروعات المختلفة بالمحافظة وتسريح البقية منهم، بالإضافة لإلغاء حجز قاعتى الأفراح، واسترجاع قيمة الحجوزات لأصحابها.
يقول عاطف حسين، مهندس: إن قرية فينسيا أحد أهم الأماكن السياحية بالمنوفية تم تدميرها عمدا مع سبق الإصرار والترصد، وذلك نتيجة طبيعية لسياسية المحافظ الحالى فى القضاء على الحدائق والمنتزهات، خاصة بعد إهمال حديقة الخالدين، ثم القضاء على حديقة الطفل واستبدالها بموقف استثمارى للسيارات، وقبلها حديقة الاستاد الرياضى بشبين الكوم، والآن جاء الدور على المنتجع السياحى الذى كان فخرا لمحافظة المنوفية على مدار سنوات طويلة.
وتستنكر هدى السيد، إحدى الأهالى: ما يتم فعله بالقرية السياحية الأولى بالمحافظة، محملة محافظ المنوفية المسئولية كاملة عما يحدث من تدمير للسياحة الداخلية بالمنوفية، بدلا من تطويرها والارتقاء بها، منوها إلى أن تلك القرية لها مكانة خاصة عند الكثير من المواطنين، ولهم ذكريات جميلة اغتالها «عبدالباسط» بما يفعله فى القرية وحق الأهالى.
ويلفت أحد العاملين بالقرية إلى أن فينسيا كانت تتبع مستثمرًا وأحد رجال الأعمال المشهورين بمحافظة المنوفية، كانت معه على أعلى مستوى وشهدت تطورًا ملحوظًا فى جميع منشآتها، والإقبال عليها لم يحدث فى أى مكان آخر، وكانت نسبة توافد المواطنين على قاعات الأفراح طوال أيام السنة، فضلا عن أن الإيرادات كانت عالية وغير مسبوقة.
ويشير حسان إلى أن ذلك الوضع كان مستمرا حتى قررت المحافظة منذ 4 سنوات استرداد القرية، ومنذ ذلك التاريخ والقرية فى تدهور ملحوظ، وتناوب على القرية 4 مديرين لم يقدموا جديدا يخدم الأهالى، وتم إغلاقها منذ أكثر من 3 أشهر، متسائلا: لماذا يقتل محافظ المنوفية السياحة الداخلية؟ وأين ذهبت متعلقات القرية من المراوح والتكييفات والترابيزات الخاصة بالقاعات؟ والسراير والطاولات الخاصة بالغرف والشاليهات؟
وتقول إلهام فتحى عبدالغنى، إحدى العاملات بالقرية: إن المحافظة قامت بتسريح جميع العاملين الموجودين بالقرية وتوزيعهم على المشاريع الأخرى بحجة أن العقد انتهى ولم تعد لنا صفة قانونية للعمل فى مشاريع المحافظة، باستثناء 6 أفراد من العاملين هم «خالد العدوى – طارق عبدالله- أمل رمضان - سماح بسيونى  وليد عبدالرحمن - إلهام فتحي».
ويوضح خالد العدوى، أحد المضارين، أن المحافظة أبرمت عقودًا لـ6 عاملين قيمة العقد 350 جنيها لمدة 6 أشهر انتهت 10/8/2015 ولم يتم انذارنا بانتهاء العمل، وطبقا للمادة 108 من قانون العمل الذى ينص على أنه إذا انتهى عقد العمل المبرم بين الطرفين لإنجاز عمل معين واستمر طرفاه فى تنفيذ العقد بعد إنجاز العمل اعتبر ذلك تجديدًا للعقد لمدة غير محددة.
وتطالب سماح بسيونى، متضررة، الدكتور هشام عبدالباسط، محافظ المنوفية، بالنظر إليهم بعين الرحمة وضرورة توزيعهم على أحد مشاريع المحافظة إسوة بزملائهم وتطبيقا للقانون، حيث لا يوجد لهم مصدر رزق آخر، فضلا عن أن جميع الأبواب أغلقت فى وجوههم ولم يلتفت أحد من المسئولين إلى شكواهم.