الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«الفوالة».. ملاذ الفقراء.. ومقصد العرائس بـ«بنى مزار»

«الفوالة».. ملاذ الفقراء.. ومقصد العرائس بـ«بنى مزار»
«الفوالة».. ملاذ الفقراء.. ومقصد العرائس بـ«بنى مزار»




المنيا ـ علا الحينى
 

مع اقتراب كل موسم يقبل المواطنون على شراء الملابس للأطفال والكبار، لكن ارتفاع أسعار الأقمشة بشكل خيالى، علاوة على تكاليف الحياكة، وما لاحظه المواطنون أن الأقمشة الموجودة لدى الباعة لا تكون كمثيلاتها المستخدمة فى الملابس الجاهزة فى النوع والخامات والشكل، ناهيك أن سوق الفوالة للأقمشة ببنى مزار يعتبر الوحيد بمحافظة المنيا الذى يبيع الأقمشة المتبقية من التصنيع بأكبر المصانع بأرخص الأسعار.
فعلى بعد أمتار قليلة من سوق الفوالة للخضار غرب مدينة بنى مزار تجد سوق الأقمشة، حيث يفترش أغلب الباعة الطرقات، وقبل شقشقة النهار تجد البضائع متراصة بشكل مميز، يستمر حتى الساعة الثانية عشرة ظهرا على الأكثر، والغريب أن الأجواء الحارة أو البرد القارس لم يمنع البائعين والزوار على حد سواء من التواجد يومين من كل أسبوع «السبت» و«الأربعاء».
والمنظر العام يوحى بأن أغلب بائعى السوق من السيدات المقيمات بقرى بنى مزار، اللاتى وجدن فى هذه التجارة مكسبهن الذى يساعدهن على المعيشة، ليجد المواطن المنياوى سوق الفوالة لبيع بواقى أقمشة المصانع ملاذه فى الحصول على نفس خامات الملابس الجاهزة بأسعار زهيدة، بل وهناك بعض الملابس نصف المصنعة التى تحتاج فقط للتجميع، علاوة على الكلف والخردوات اللازمة للخياطة.
بداية تقول إحدى الزميلات، معلمة: إننى عرفت السوق من خلال زملاء لها عندما زارتنى لأول مرة وجدت أفضل الأقمشة المستخدمة فى الملابس الجاهزة لموديلات الموسم بأرخص الأسعار وبالكيلو، منوهة إلى أن البلوزة التى يتعدى سعرها 150 جنيها تجد نفس القماش المستخدم بها بالكيلو أو قطع تسمى كما يطلقون عليها بالسوق أقمشة «الكارتلة» وهى أقمشة العينات، حيث تستطيع أن تحصل على قماش بلوزة بسعر 15 جنيها ويتم خياطتها بنفس القيمة لتحصل عليها بإجمالى لا يتجاوز 30 جنيها.
وتضيف هالة أحمد، من رواد السوق، إنها تحاول أن تحصل على احتياجاتها هى وأسرتها من الأقمشة بالسوق، خاصة أن أن سعر الكيلو لا يتعدى 30 أو35 جنيها، لكن هناك اختلافًا فى التكلفة بحسب وزن الأقمشة، فالاقمشة الصيفية خفيفة الوزن وبالتالى تجدها رخيصة للغاية، فمن الممكن أن سعر طول قطعة القماش الصيفى وزن كيلو جرام إلى 11 مترًا، لكن الأزمة هى أنك تبحث وسط أكوام الأقمشة المفروشة على الأرض على القطعة والمساحة التى ترغبها حتى لا تهدر أموالًا أو أقمشة دون داع.
وتلفت هناء محمد، من أبناء بنى مزار، إلى أن السوق مفيدة جيدا لمن يجيدون فنون الخياطة لأنهم سيحصلون على الأقمشة المطلوبة بأرخص الأسعار ولا بد أن يكون لديك فكرة عن المطلوب لأنك تجد قطعًا صغيرة جدا من الأقمشة، لكن يتم الاستفادة منها على أساس كلف للموديل، قائلة: «أحضر إلى السوق شهريا أنا وبناتى لنحصل على احتياجاتنا وكل مرة نجد كل ما هو جديد».
السيدة أم جمال، كما ينادون عليها زبائنها، تفترش الأرض، وأمامها بعض بواقى الأقمشة، وخلفها أتواب من القماش الموجود بها بعض العيوب، حيث تحصل على بضاعتها من خلال نجلها الذى يعمل بالقاهرة ويقوم بالحصول على القماش المتبقى من المصانع وتأتى السوق مرتين أسبوعيا لبيعه لتحقيق هامش ربح تستطيع الإنفاق منه هى وأسرتها، مؤكدة أنها لا تعرف كيف يستخدم هذا القماش؟، لكن الخياطين يستطعيون أن يتلاشوا هذه العيوب، وكل دورى هو أن أضع كل مجموعة متشابهة من الأقمشة مع بعضها لتحديد سعر الكيلو.
أما آمنة بكر، ومعها شقيقتها وزوجة شقيقيها، وجميعهن من قرية شلقام، لا يعلمن استخدامات هذه الأقمشة، لكنهن يفترشن 3 فرشات للبيع: واحدة لبيع أقمشة الملايات، وأخرى لأقمشة الجيل واللكرا، والثالثة لبواقى التفصيل، مشيرة إلى أنهن يحصلن على القماش من خلال تاجر كبير بالمركز، يبعن لحسابه الشخصي، وفى آخر ساعات السوق يأتى ليحاسبهن على ما تم بيعه ويأخذ باقى الكمية أو يتركهن يستكملن بها أياماً أخرى من الأسبوع الثانى «وكله حسب السوق والإقبال عليه».
شهيرة سيد، تعمل بمجال الخياطة، تؤكد أنها تأتى أسبوعيا لشراء احتياجاتها وبدأت باعتمادها على القماش أو بواقى التصنيع من القطع المطبوعة التى يتم تجميعها وتقوم بتصنيعها وبيعها كملابس جاهزة، لكن بأسعار رخيصة مقارنة بالموجود فى الأسواق من الملابس المصنعة، منوهة إلى أن السوق فرصة كبيرة لمن يرغب فى عمل مشروع، لكن لا بد أن يجيد تجهيز الموديلات لكى يحصل على المطلوب فقط من الأقمشة.
ويقول محمد أحمد، صاحب أحد محلات الأقمشة: إن الملابس الجاهزة لا تجد نفس أقمشتها لأن أصحاب المصانع عند تصميم أى موديل يتم الحصول على جميع الأقمشة من المصانع لاستخدامها فى التصنيع فقط، والموجود دائما تختلف أشكاله عن تلك المستخدمة فى الجاهز، لكنها تسد طلب الزبون، مضيفا أن أقمشة الجينز هى الوحيدة المتوفره، لكن تم  رفع سعرها عليهم كتجار جملة، الأمر الذى عكس بدوره زيادة فى أسعارها على الزبون، بينما أقمشة الدانتيل فغير موجودة بالسوق بخلاف بعض الكميات المتبقية من العام الماضى.