السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

علاء بسيونى: ماذا ينتظر الرئيس من منظومة إعلامية لا تحكمها آليات؟

علاء بسيونى: ماذا ينتظر الرئيس من منظومة إعلامية لا تحكمها آليات؟
علاء بسيونى: ماذا ينتظر الرئيس من منظومة إعلامية لا تحكمها آليات؟




حوار- محمد خضير

تصوير- مهند هشام

 

 كشف الإعلامى علاء بسيونى نائب رئيس قطاع التليفزيون المصرى واقع  تجربته الإعلامية التى خاضها طوال عمله بالتليفزيون المصرى والتى تزيد على 32 عاما، حيث أوضح العديد من المواقف والقضايا من خلال تقلده مناصب مختلفة بالتليفزيون المصرى وكان شاهدا على عصور عديدة من تولى قيادات مختلفة أيضا بماسبيرو وساهم فى القيام بمواقف مهنية جيدة وقدم العديد من البرامج الدينية منها والمتنوعة، موضحا طبيعة العلاقة بينه وبين شقيقه الإعلامى تامر أمين ومدى ما يشهده الوسط الإعلامى وماسبيرو من تطوير فى الأداء على شاشة التليفزيون خلال الفترة المقبلة.
«صحيفة روزاليوسف» واجهت بسيونى بالعديد من النقاط وأيضا الاتهامات التى تعرض لها خلال عمله بالتليفزيون، وتعرفت منه على مشكلات وعقبات العمل بالتليفزيون المصرى وما يحمله من خطة لتطوير الأداء به ومدى عودة الريادة له مرة أخرى فى ظل تنافس الفضائيات الخاصة، والكثير من الموضوعات والأسئلة فى الحوار التالى:

■ حدثنى عن ابتعادك عن ماسبيرو قبل الثورة لفترة، وانتقلت للعمل فى قناة فضائية؟
ـ عندما حدث نوع من التضييق على البرامج التليفزيونية فى غيبة عن أهمية دورها اخذت تصريحًا للعمل فى القطاع الخاص وظللت لقرابة عشر سنوات اقدم برنامج «طريق الهداية» فى قناة دريم وحقق صدى جيدًا ونجاحًا على كل المستويات، وعندما حدثت العلامة الفارقة فى التاريخ المصرى من ثورة 25 يناير كلنا عدنا إلى ماسبيرو لنحميه لأنه بيتنا ونريد  أن ننقذه، وكنا نريد أن نشارك فى هذا الحدث ويعدها تولى اللواء طارق المهدى التليفزيون فترة والأستاذ أسامة هيكل تولى وزارة الإعلام لفترة أخرى جلسنا وتحدثنا معه وآخرين حول رؤى لماسبيرو وقدمنا خبرات كثيرة فى طرح بعض الحلول، ففى ذلك الوقت قال الأستاذ أسامة هيكل فى ذلك الوقت اخطر قناة محتاجينها هى القناة الفضائية المصرية وصورة مصر خارجيا التى يجب أن تنضبط وتصحح فقلت له انك لديك باع طويل وخاصة أن القناة مثل الصحيفة التى تصدر ولكن كل ساعة وليس كل يوم وبالتالى القناة كل ساعة تخرج ببرنامج جديد وبحدث وأخبار تغطية وتحليل، والتى كلفنى برئاستها رغم أنه كان هناك حالة رخاوة فى الدولة وواجهتنا كثير من المشاكل ولكن بعض المخلصين فى القناة وقفوا بجانبى وساعدونى فى  أن اغير الشكل واللون والطابع ومضمون القناة ونكون محتكين بالشارع ومتواصلين مع الخارج أكثر لأن هؤلاء هم جمهورى الأكبر.
 ■ حدثنى عن تجربتك فى العمل بالتليفزيون بعد ذلك فى عهد الإخوان المسلمين؟
ـ بعد تغير الظروف السياسية ومع وصول الإخوان إلى الحكم جاء صلاح عبدالمقصودة وزيرا للإعلام فكلنا تعجبنا وتيقنا أن الموضوع يقوم على فكرة المجاملات وفكرة أنه من يتبعهم وهو ما لا يحقق أى نجاح بغض النظر عن الايديولوجية أو الفكر، لكن فكرة أن يتولى شخص دون أدنى سابقة خبرة –وأول مرة يدخل فيها التليفزيون ولم يدخله كضيف، وكانت هذه عملية صعبة وبعد  أن اجتمع مع القيادات كنا نعرض أننا سوف نعمل بما عهدناه من بعد 25 يناير أن المواطن المصرى من حقه أن يعرف وأن تسمع جميع الآراء، ونعمل وفق الرأى والرأى الآخر وكل القضايا تناقش، فهذا الكلام لم يلق القبول بعد فترة، ووقتها كانت القرارات الرئاسية التى اتخذتها مؤسسة الرئاسة التى اتخذها الإخوان كان فيها نوع من الرجوع عن الاتفاق مع الشعب وعن شروط التعاقد، وبالتالى احتقن المجتمع أكثر فأكثر، واذكر فى ذلك الوقت أننى قلت رأيى بمنتهى الصراحة واعلنت أننى لو سوف يتم العمل بهذا الاسلوب المخل فسوف اقدم إجازة مفتوحة بدون مرتب ولن اكمل فى منصبى فى الفضائية المصرية.
■ وكيف تعاملت بعد ذلك ومدى اختلافك أو اتفاقك مع الإخوان فى ظل عملك كمقدم برامج دينية؟
وبعد هذا التباعد الفكرى وسط من كان ييردد أنهم يظنوا أننى تابع للإخوان أو متعاطف معهم فكريا باعتبار أننى اقدم برامج دينية وقلت إن هذا الكلام يتنافى مع فهمى للدين، لأنه ليس من حق أحد بعد الرسول «صلى الله عليه وسلم» أن يتبع جماعات تخص الإسلام لأن الإسلام جاء ليجمع المتفرقين، وجمع الصحابة حول الإسلام من رجال ونساء ومهاجرين وانصار والكل أصبح يحمل الهوية الإسلامية، ويأتى بعد ذلك اليوم من يخترع جماعات إسلامية وسلفية وإخوان مسلمين، فى حين أن كل المسلمين إخوان، فما هو معيار التفاضل لعمل هذه الجماعة فى المجتمع وعمل شكل دعوى إسلامى وتوجههم سياسى، وكنت اتعجب من هذا التصنيف الذى يرى الملتزم دينيا أو قلت رأيى مرجعية ودينية فيفسر ذلك بعدها أن تثار بعدها الشبهات بأن هيكل أنه إخوان مستتر وأنه جماعة سلفية أو غيره، فى حين أن من خلف الرسول «صلى الله عليه وسلم» بعد وفاته فى تحمل المسئولية لم يجرؤ أحد من الصحابة فى عمل جماعة باسمه أو طائفة خاصة به، فهذا يتنافى مع قناعاتى وفهمى لجوهر الدين، وفى ذلك الوقت إلى  أن وصل الصدام مع الوزير الإخوانى إلى آخر مداه خرج القرار لترقيات بعض الناس وتمت الاطاحة بى من منصبى كرئيس للقناة الفضائية المصرية الأولى لكى اتولى رئاسة الفضائية الثانية التى هى غير موجودة على النايل سات ولكن توجه ارسالها فى أمريكا لأنه كان هناك أحد القيادات يتطلع لكى يصعد إلى أعلى المناصب فى ماسبيرو تعاون مع الإخوان ولم يستطع أن يجعل قرارى غير وطنى أنا ومجموعة من الزملاء فى الفضائية وتصدينا لهذا الكلام، فكان البديل إنهم لم يعرفوا أن يتصدوا لنا فى الوقت الذى اصطدم فيه عصام الأمير مع صلاح عبدالمقصود وجلس فى بيته، وبالتالى كانوا يحتاجون إلى رئيس للتليفزيون وقالوا أن اسمى مرشح  أن اتولى رئاسة التليفزيون، وأن الوزير سوف يمضى قرارى، ولكن عندما رأيت أنه مطلوب منى أن اعمل لصالح أجندة غير وطنية اعتذرت عن المنصب، فكان الثمن  أن يقصينى عن مكانى لكى لا اكون مؤثرًا فى الفضائية المصرية وكان هذا بإيعاز من احد الشخصيات وأن ما حدث كان يحمل فى طياته نكهة المؤامرة سواء من الدول المحيطة بنا التى فقدت جيوشها وفقدت مقدراتها وثرواتها وأصبحت فى حالة اقتتال داخلى وفقدنا شوكة كانت فى ظهر الكيان الصهيونى الممسوك فى رحم المنطقة، وتم بعدها اختيارى كنائب لرئيس قطاع التليفزيون وبعدها اقنعت الزملاء فى  أن أعود ويكون لى برنامج دينى على الساحة لأنه فى هذه الفترة تم الضحك على الناس باسم المتاجرة بالدين ولدينا قصور فى أمور كثيرة من ضمنها الخطاب الدينى، والذى يتطلب ضبط المجتمع من خلال الخطاب الإعلامى والقوى الناعمة المصرية من ثقافة فنون محترمة والخطاب الدينى الذى يعنى بموضوعات الواقع ويطبق فقه الواقع وليس فقه الكتب والاهتمام بالتعليم والتربية التى اختفت، والتأهيل الفنى والصناعى لسوق العمل وفق استيعاب سوق العمل وتأهيل الشباب لهذه السوق وفق متطلباتها.
■ وكيف بعد ذلك نقلت برنامجك رمضان الماضى لتنقله من أمام الكعبة المشرفة بالسعودية؟
ـ قدمت ذلك من خلال بروتوكول التعاون الذى وقعه الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس عبدالفتاح السيسى كان من ضمنه بروتوكول تعاون إعلامى فارتأوا أن برنامج «الملتقى» هو أفضل من يطبق هذا الكلام وكما أن الكعبة المشرفة هى ملتقى المسلمين من كل بقاع العالم وملتقى لكل التطلعات والأفكار من هذه البقعة المقدسة، وكنت اتمنى  أن الفكرة التى اعددتها أن تطبق ولكن لضيق الوقت هناك لم يكن هناك التنوع الذى كنت آمل فيه، بأن يكون هناك علماء من السعودية ومن مصر وتونس والمغرب والجزائر والعراق والكويت والهند وباكستان وكل الدول، ونطرح مشاكل العالم الإسلامى بمنتهى الجرأة والحرية ونجمع الأفكار ولا نفرق المجتمعات، ولكن التجربة سوف تكون افضل فى المرات المقبلة.
■ وماذا عن ربط البعض لتقديم برنامجك «الملتقى» بانك تدعو للفكر الوهابى أو أنك وهابى وتروج لأفكار دينية موجهة؟
ـ قناعتى الشخصية أنه لا يستطيع أحد  أن يحتكر الإسلام ويقول أننى اتحدث باسم الدين، وأن من يتكلم باسمه هو القرآن الكريم بنصوصه المقدسة وبالسنة النبوية الشارحة لأحكام الدين، اما أن يأتى ويزعم أنه يعرف التأويل منفردا، فيكون بذلك لم يقرأ القرآن الكريم الذى قطع فيه الله الحقيقة بقوله «وما يعلم تأويله إلا الله»، وبالتالى ما يناقش دائما يتحرى الوسطية التى أمر بها الله وأمر بها الرسول «صلى الله عليه وسلم» ولا يجب  أن يأتى من يتحدث بغير ذلك، وقناعتى الدينية لا تلتصق مع فهمى الصحيح للدين سواء جماعة وهابية أو سلفية أو صوفية مع احترامى لهم، وبالتالى لا اروج لا لاتجاه ولا فكر معين بل نقاشاتى مع العلماء على الهواء تشى بهذا الأمر، وخاصة أننى اناقش أفكارًا عديدة ولا اتحيز لرأى معين.
■ وماذا عن رؤيتك للتليفزيون المصرى وإلى أى طريق تراه يتجه؟
ـ التليفزيون المصرى إلى مصير غامض، وأقول هذا الكلام لأنه لا ينقصنا لا الفكر ولا الرؤية، ودائما ما نسمع الناس تتحدث فى الصحافة أو البرامج أو على مواقع التواصل الاجتماعى ويقولوا أن ماسبيرو فقد تأثيره، وهنا نسأل من افقده دوره أو تأثيره؟، هى حقيبة يحملها ماسبيرو وتحملها معه الدولة، وخاصة أن قناعتى التى أحدث بها تنطبق من خلال ملفات عديدة منها الديون السيادية المتراكمة التى تصل إلى 22 مليار جنيه والتى انفقت وفق تأثير تراكمى كبير جدا وانفقت على تغطية انشطة الرئاسة والحكومات المتعاقبة فى سنوات طويلة جدا وفى بطولات رياضية وتغطيات لاحداث ثقافية أو دينية وحفلات فنية متنوعة وهو ما يتكلف فلوس، وهو ما يجب أن يفهم عن مجتمع متخذى القرار بأن هذه الديون تكبل ماسبيرو، بالإضافة إلى أن ماسبيرو يحتاج إلى ثورة إدارية وتشريعية، لأنه عندما يتم أخذ أى قرارات ونبدأ فى تبرير عدم تنفيذها بأن هناك لوائح محددة مقيدة فلن نستطيع أن نحقق كل ما نتمناه، وعندما يتم إغلاق باب تجديد دماء ماسبيرو بأن هذا يضيق الخناق وعدم التعيين وعدم جلب شباب من جامعات خاصة أجنبية وكليات الإعلام وتدريبهم فى كل مجالات الإعلام لكى يتم تقديم شكل مختلف وفكر مختلف ويرفض ذلك وهو ما يضيق الخناق على ماسبيرو، كما أنه عندما نطلب تمويل بخلاف تمويل الأجور والمرتبات ويقال لا يوجد تمويل فذلك يساهم فى تقيد العمل فى حين أننا فى حاجة إلى إنتاج أعمال درامية تفعل القوى الناعمة الهادفة وتواجه الانتاج الذى يروج لكل النماذج الخطيرة التى تروجها الدراما من قوادين وعاهرات وبلطجة ومخدرات وغيرها من المساوئ التى تسوء سمعة البلد، ولذلك نكون فى حاجة إلى تمثيل إضافى فى ظل تراجع السوق الإعلانى الفترة الماضية كما  أن من محددات السوق الإعلانى انه يبحث عن برامج الكرة والمقالب والهيافة والترفيه فقط، وأى شىء ذى فيمة مضافة حقيقية أو تنوير أو توعية خارج حسابات السوق الإعلانى، ولذلك فأنا على قناعة أن ماسبيرو بقياداته المجتهدة منهم وصاحب الرؤية يحتاج إلى أن يضع يده ودراساته وخلاصة فكره مع الدولة لكى يتم إدارة ملف ماسبيرو صاحب الأجندة الوطنية الكبرى لصالح المجتمع المصرى، لأنه إذا تم انقاذ ماسبيرو سوف ينقذ ملفات كثيرة جدا تحتاجها مصر، وهذا هو التكاتف المفقود الذى يبحث عنه رئيس الدولة، عندما قال إننا نعيد الثقة بين الحكومة وبين المجتمع المصرى، وهنا يمكن أن يلعب ماسبيرو هذا الدور بجانب القنوات التليفزيونية الفضائية إذا كان أجندته وطنية فأهلا به.
■ وهل ترى أن مع تولى قيادة جديدة لاتحاد الإذاعة والتليفزيون يمكن أن تطبق خطة انقاذ وتطوير ماسبيرو؟
ـ نحن لا ينقصنا الأفكار، ولكن المشكلة هى استعداد المنظومة، وبعد التغيرات الأخيرة الأستاذة صفاء حجازى كزميلة عزيزة نعتقد  أن ما تعلمته من خبرات فى العمل الإعلامى وفى قطاع الأخبار وإلمامها بملفات السياسة بجانب ملفات الإعلام يجعلها على دراية بالتحديات التى تواجه ماسبيرو، بالاضافة إلى ما نراه من شخصيتها حيث نراها شخصية واضحة وصاحبة قرار وكلنا جنود فى ماسبيرو لا يعمل احد لحسابه الشخصى، ودارت بيننا حوارات كثيرة وهناك مناقشات مطروحة لإصلاح الكثير من الملفات التى لو ضبطت فسوف ينتج ماسبيرو منتجًا إعلاميًا أفضل من ذلك بكثير، ولكن العملية كما تأثرت بالسلب لسنوات طويلة فلن تنصلح فى ايام قليلة، وتحتاج إلى وقت والى دعم الدولة لادارته سويا.
■ وكيف ترى تأكيد رئيس الجمهورية أكثر من مرة على وجود سوء فى الخطاب الإعلامى وطلبه أن يكون هناك خطاب إعلامى هادف؟
ـ هناك من هم فى الوسط الإعلامى يريدوا أن يظل الخطاب الإعلامى فى فوضى إعلامية، فماذا ينتظر رئيس الدولة من منظومة من آليات لا تحكمها آليات ولا ضوابط ولا قواعد، وبالتالى أى وسط بدون ضوابط لابد أن تضربه الفوضى ومنتجاته يكون تأثيرها فوضويًا وهو ما يحدث فى الوسط الإعلامى ونحن ليس لدينا ميثاق شرف إعلامى وما نص عليه الدستور من استحداث كيانات جديدة تضبط الصحافة والإعلام وتهيكل اتحاد الإذاعة والتليفزيون ليصبح هيئة وطنية للإعلام لم تر النور وكذلك نقابة الإعلاميين لم تر النور التى تضبط الأداء الإعلامى فى الحقوق والواجبات وتحدد مواثيق وآليات العمل التى تضمن للإعلامى حريته وحقوقه وواجباته، ووضع اسقف وليست حرية مطلقة لانها مفسدة مطلقة، وحريتى تقف عند حدود حرية الآخرين أو حرية مجتمعى، مع ضمان الشفافية وحرية تدتول المعلومات والإفصاح من الجهات التى تمثل الدولة وتتعاون لتؤدى الرسالة ويكون الإعلام رقيبًا على كل أدوات المجتمع التنفيذية لصالح المجتمع المصرى، وتحديد من الإعلامى وشروطه ومواصفاته لكى لا يكون الصالح والطالح اختلطا فى معين واحد وبالتالى المنتج ايضا يكون فاسدا، وهذه قناعة يجب أن يروج لها إعلاميا وصحفيا كان من صالح الدولة أن يكون لديها إعلام وطنى وواع ويكون عين الحكومة بوجود قصور ما أو ملحوظة ما أو فكرة أو مبادرة، وليس مجرد النقد أو السخرية، ويمكن أن يقوم بصد حروب الجيل الثالث التى تعمل وتكون بذلك المنتج أفضل بكثير لو وضع لهذا الملف هذه الضوابط.
■ وماذا عن رؤيتك لمدى إلغاء أو عودة منصب وزير الإعلام؟
ـ إلغاؤه كان قرارًا متسرعًا وغير مدروس، لأنه لم يتم إصلاح كل شىء يعد الثورة ولم يظل سوى هذا المنصب لإصلاحه، وعدم إرداك  أن الإعلام مثل ما هو سلاح صد وتغيير قناعات وشكوك وحروب إرادة، هو ايضا سلاح الآخرين فى  أن يهدموك مجتمعيا ويثيروا الشكوك والاشاعات وتشابك الناس بعضها ببعض، وهو ما يحتاج وزير إعلام فى هذا الوقت أكثر من أى وقت مضى لكى يجلس مع مجلس الوزراء ويواجه الحروب الإعلامية ويضع استراتيجيات والعلاقة بين الدولة والمجتمع والعلاقة بين الإعلام العام والخاص، وبين الإعلام ودورة فى الخارج، وخاصة أن الدستور نص على استحداث كيانات جديدة لضبط الأداء ولم يقل إلغاء منصب وزير الإعلام، هو ما كان يجب أن يتم عمل منصب وزير دولة يكون همزة الوصل بين الدولة والوسط الإعلامى لضبط المنتج الإعلامى الذى يصب فى صالح المجتمع.
■ وما رؤيتك لعمل القنوات الفضائية ومدى سحبها البساط من تحت أقدام ماسبيرو؟
ـ القطاع الخاص لديه منظومة غير متوفرة لدى ماسبيرو سواء تمويل من أصحاب رؤس أموال -البعض يطلق عليها أموال سياسى والبعض يقول إنها أموال قادمة من جهات معينة -ولكن فى النهاية هى تصب فى صالح السياسات والقناعات خاصة بالقناة وإدراتها، وتقوم بأختطاف نجوم ماسبيرو تعطى لهم فلوس أفضل ليس فقط مذيعين بل مصورين ومخرجين وغيرهم، وبالتالى ماسبيرو فرغ من نجومه وليس لديهم الطاقة الكبيرة الموجودة بماسبيرو ولكن يقوم بتشغيل العدد الذى يحتاجه فى العمل وموارده موجودة واستديوهاته وسقف الحرية أفضل من الموجود فى ماسبيرو قبل الثورة وكل الموضوعات تناقش وتفتح، وبالتالى حتى لو ماسبيرو كان منتجه متميزًا جدا فعدم وجوده منفردا فى السوق الإعلانى فسوف يكون هناك نسبة تشاهده وأن يصدر منتج وطنى بغض النظر عن السوق الإعلانى، ولدينا أفكار عديدة يمكن  أن تطرح وتنفذ فى التليفزيون.
■ سبق أن صرحت أنك وشقيقك تامر أمين مختلفان تماما عن بعضكما، فكيف هى العلاقة بينك وبينه؟
ـ تامر أخى الصغير بينى وبينه 11 سنة ولسنا مختلفين بل طريقة نظرتنا لبعض الأمور أحب أن يكون هناك رسالة ايجابية دائما وهو ليس بشخص شرير مثل ما يحاول البعض أن يهاجمه ودائما ما يكون مقصده جيدا، ولكن أحيانا يكون ما فى قلبه على لسانه ويقول ما هو مقتنع به، وعندما اتحدث معه يقول إنه لم يطلب  أن كل الناس تقتنع به وأن لديه من يحييه على مواقفه وهناك من لا ترضيه، ولكن ما يستوقفنى هو أنه لا يصح  أن يصل النقد أو الهجوم إلى الشتائم بالأب والأم والسباب، وخاصة  أن هذه السباب لا تغيير فى المواقف ولا تعبر عن رأى أو نقد، ومنطقى أن يكون لى مواقفى ومنطقى، وبالتالى تامر له اسلوبه وأنا لى اسلوبى وفى النهاية ما يطرح يجب أن يكون عرضة للنقاش ولا يكون عرضة للشتائم، وأن يكون النقد بناء وليس هدامًا، وخاصة أننى أوجه له دائما النصيحة، ونتحدث فى موضوعات عديدة بينى وبينه ولا انتقده بشكل علنى، واتمنى أن يكون إنسانًا ناجحًا يضيف إلى مجتمعه دون أن يكون هناك خروج على المواثيق الإعلامية ودون التهجمات على أحد بأساليب مستفزة، واعتقد  أن الوسط الإعلامى كله سوف تتغير محدداته.