الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مسلسل حرب أكتوبر
كتب

مسلسل حرب أكتوبر




 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 04 - 11 - 2009


هل ننتظر العمل العظيم في رمضان المقبل؟


1


المشهد الأول: صحراء سيناء تحت الشمس الحارقة، وصفوف طويلة من الدبابات المصرية تحترق، وتحوم حولها طائرات العدو الإسرائيلي، مثل الصقور الجائعة التي تنهش جثثاً متعفنة.


من بعيد تأتي طائرة هليوكوبتر، وبجوار قائدها امرأة تحمل مدفعاً رشاشاً، تصيد به الجنود المصريين الفارين في الصحراء، بعد الانسحاب العشوائي.
الصحيفة البريطانية التي نشرت الصورة كتبت تحتها تعليقاً يقول: "إسرائيل أحق بالبقاء"، وسخرية واستهزاء وشماتة، وجرح كبير ينزف في قلب مصر.
2
المشهد الثاني: جمال عبدالناصر يلقي خطاب التنحي، وتخرج المظاهرات العارمة في الشوارع، تطالبه بالاستمرار وتكملة المشوار وإزالة آثار العدوان.
أيام سوداء وحالكة الظلام، لم تذق فيها مصر النوم، وأخذت تغني وتبكي لسيناء، بينما كان أولادها الذين ظلموا، يسابقون الزمن لتحرير الأرض واسترداد الكرامة.
حرب الاستنزاف.. الصدمة التي أذهلت إسرائيل، فبعد أن تصورت أن مصر هزمت إلي الأبد، أفاقت علي كابوس مزعج، المصريون لن يتركوا ثأرهم.
3
المشهد الثالث: السادات يتولي الحكم، ويبدأ في تجهيز البلاد للحرب، رغم أنهم لم يصدقوه.. واستخدم كل طرق الخداع الاستراتيجي المعروفة في الحروب ضد إسرائيل.
السادات ملك الصدمات الكهربائية يتخذ قراراً بطرد الخبراء السوفييت، مما جعل خصومه وفي صدارتهم إسرائيل يؤكدون أن هذا الرجل لن يدخل الحرب أبداً.
السادات يقوم بعملية الخداع الاستراتيجي الكبري ويعطي إجازات للضباط والجنود، ويجهزهم لموسم الحج، ويفرج عن المتظاهرين، وغيرها من القرارات التي تؤكد أنه دخل عاماً جديداً من الاسترخاء.
4
المشهد الرابع: رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير توقظ وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر من النوم وتقول له: "أنقذنا.. أخشي أن سيناء قد ضاعت".
رد عليها كيسنجر: "بل أخشي أن إسرائيل قد تضيع"، وفتحت أمريكا مخازن السلاح، لترسل إلي المنطقة أسلحة لم يستخدمها الجيش الأمريكي نفسه.
السادات المنتصر في مجلس الشعب، زاده النصر إيماناً وتواضعاً، وفي أوج الانتصار عرض السلام، سلام الشرفاء المنتصرين وليس المهزومين.
5
المشهد الخامس: الضربة الجوية.. والسادس: بناء حائط الصواريخ، السابع: خراطيم المياه التي اخترقت خط بارليف.. الثامن: عبدالعاطي صائد الدبابات.. التاسع: محمد أول من رفع العلم.
المشهد العاشر: خزانات النابالم الإسرائيلية تحت القناة.. الحادي عشر: الثغرة.. الثاني عشر: بطولات الصاعقة.. الثالث عشر: قصة إنشاء الكباري العائمة.. الرابع عشر: يوم العبور العظيم.
الخامس عشر: معركة الدبابات وأسر عساف ياجوري.. السادس عشر: أفراح المصريين.. السابع عشر: السادات يحتفل بالنصر في مجلس الشعب.. الثامن عشر: مصر عادت شمسك الذهب.
6
آلاف المشاهد العظيمة التي تشكل الوجدان الوطني لهذا الشعب دخلت دائرة النسيان، لم نعد نتذكرها إلا من أكتوبر لأكتوبر، ثم ننسي من جديد.
أولادي وأولادك وشباب مصر لا يعرفون شيئاً عن ذلك ومنهم من يقول: إن حرب أكتوبر وقعت في يناير، شباب لا يعرفون، فكيف نطلب منهم أن يثقوا في المستقبل؟
إنني أصرخ بأعلي صوتي وأطلب من التليفزيون المصري من الآن أن يبدأ في إعداد مسلسل عظيم يذاع في رمضان المقبل عن حرب أكتوبر الخالدة.
7
نريد مسلسلاً وطنياً إنسانياً عاطفياً حماسياً صادقاً، يجعلنا نعود من جديد إلي روح الانتصار، مسلسلاً يشترك فيه كوكبة من فناني مصر الكبار والشبان.
مسلسل يشترك في كتابته وإعداد السيناريو والحوار، فريق من كتاب مصر الكبار يحشدون فيه كل إمكانياتهم الإبداعية، لاسترجاع أعظم الأيام في تاريخنا.
نريد ذلك بشدة.. نريد أن نحمي أنفسنا وشبابنا من افتراءات المشككين ومزاعم الحاقدين.. نريد أن نسلحهم بالوعي والحقائق ليواجهوا الحملات الظالمة.
8
عندنا إمكانيات ضخمة وهائلة، ولابد من توظيفها في شيء يعيدنا إلي أمجادنا، نريد عملاً يعيد إلينا الروح.
أمامنا أكثر من عشرة شهور حتي يأتي رمضان، ويجب أن تكون الهدية التي يقدمها التليفزيون للشعب المصري، هي هذا العمل العظيم، والانتصار الذي حدث في الشهر المبارك.
نريد مسلسلاً يصور الأحداث في أماكنها الطبيعية، وأن تسخر له الدولة كل إمكانياتها المادية والمعنوية وأن تعلن الأجهزة المختصة حالة الطوارئ القصوي للانتهاء من ذلك.
9
أناشد الرئيس ورئيس الوزراء ووزير الدفاع ووزير الإعلام أن يصدروا توجيهاتهم لإنتاج عمل فني عظيم في حجم الانتصار، ويعكس ثقل مصر وإمكانياتها الكبيرة.. مسلسل علي غرار فيلم الناصر صلاح الدين.
شبابنا يريدون من يلتفون حوله، ويبحثون عن المثل والقدوة، ويمكن أن نشحنهم بالعزيمة والإصرار وأن نعيدهم إلي وطنهم العظيم مصر.
أعيدونا إلي مصر المنتصرة القوية الصامدة، التي يتحول شعبها إلي جسد واحد وروح واحدة لحظة الانتصار.


E-Mail : [email protected]