الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

التحالفات العسكرية العربية إلى أين؟

التحالفات العسكرية العربية إلى أين؟
التحالفات العسكرية العربية إلى أين؟




خالد عبد الخالق  يكتب:

شهدت المنطقة العربية خلال السنوات الاخيرة الماضية سلسلة من التحالفات العسكرية هدفت فى ظاهرها مكافحة الارهاب، لكن فى باطنها اهداف اخرى، والتحالفات تعد السمة السائدة للمنطقة العربية فى كل عقد من عمرها، وكان لكل تحالف مسمى وهدف مختلف عن الآخر. حقبة التسعينيات شهدت تحالف عاصفة الصحراء لتحرير الكويت من الغزو العراقى وانتهى التحالف خلال شهور لكن لم تنته مأساة العراق الى يومنا هذا ومنذا هذا التاريخ والعراق خارج السيطرة العربية وكان من ضمن العواصم العربية التى سيطرت عليها ايران على حد قول المسئولين الايرانيين. وفى الثمانينات كان هناك تحالف عربى خليجى داعم للعراق فى حربه مع ايران والتى امتدت لثمانى سنوات، انتهى التحالف وانتهت الحرب ولم يحسم اى من المتخاصمين نتائج تذكر – جدير بالذكر ان هناك دولا عربية كانت تدعم ايران ضد العراق. السبعينيات شهد تحالف الردع العربى لمواجهة الحرب الاهلية اللبنانية 1975 وانتهى بانسحاب اغلب القوات العربية المشاركة وبقاء القوات العسكرية السورية فى لبنان الذى امتد لسنوات، الستينيات كان هناك التحالف الابرز والذى تم فيه توزيع الأدوار بين الدول العربية، اذ تحالفت الدول العربية لدعم دول المواجهة «مصر وسوريا» فى حربها ضد اسرائيل. الخمسينيات ظهر حلف بغداد المكون من العراق وايران وتركيا وباكستان الا ان العراق لم يستمر فيه طويلا وبعد الاطاحة بنورى السعيد وتولى عبدالكريم قاسم الحكم فى العراق اعلن انسحاب العراق منه.
لكن التطورات التى شهدتها المنطقة العربية من احداث سواء ثورات او حروب اهلية او انتشار لجماعات ارهابية وسيطرتها على مدن عربية دفعت دول المنطقة العربية الى تشكيل تحالفات عسكرية فيما بينها او مع دول اخرى بالمنطقة «اسلامية سنية». باكورة تلك التحالفات كان فى العام 2015، حين اعلن عن تحالف عاصفة الحزم لمواجهة الحوثيين والمد الشيعى الايرانى فى اليمن وبالرغم من ان التحالف بدا فى بداية الامر انه تحالف عربى مكون من 9 دول عربية الا انه فى نهاية المطاف تحول الى تحالف ثنائى مكون من الامارات والسعودية.
وعلى الرغم من استمرار الضربات العسكرية الجوية حتى الآن الا انه لم يستطع ان يحقق الهدف الذى أنشئ من اجله، واصبح فى اليمن الآن حكومة شرعية ورئيس شرعى ممثل فى عبدربه منصور هادى، ومجلس رئاسى آخر تشكل مؤخرا مكون من الحوثيين وانصار على عبدالله صالح وذلك بعد اخفاق مفاوضات الكويت والتى امتدت قرابة الشهرين ولم تستطع تلك المفاوضات ان تحقق اى تقدم يذكر.
وبعد تحالف عاصفة الحزم بشهور اعلن عن التحالف الاسلامى المكون من 34 دولة اسلامية وشاركت تلك الدول بقوات عسكرية فى مناورة هى الاكبر فى تاريخ المنطقة وفقا لما اعلن فى التقارير الاعلامية التى واكبت المناورة والتى اطلق عليها رعد الشمال. وبالرغم من حالة الزخم الاعلامى التى رافقت تلك المناورة والتى استمرت ايامًا الا انها انتهت ولم تعد شيئا مذكورا.
تلك التحالفات بدأت ونشأت بهدف محاربة الارهاب كحالة التحالف الاسلامى او عودة الشرعية فى اليمن كحالة تحالف عاصفة الحزم ؛ لكن ايا من الهدفين لم يتحققا لا الشرعية عادت لليمن ولا الارهاب اندثر فى المنطقة. ولعل هذا يدفعنا الى التساؤل حول جدوى تلك التحالفات فى المنطقة العربية التى اصبحت دولها مهددة فى وجودها وليس فى حدودها كما كان فى السابق.
كان لمصر فكرة تحولت الى مقترح لمواجهة التحديات التى تواجه المنطقة العربية ألا وهى «القوة العربية المشتركة» لكن حتى الآن لم يدرك الكثير رؤية مصر والتى دائما ما تكون هى الاصلح لأمن المنطقة العربية، لان الخبرة التاريخية اثبتت ان مصر كانت دائما الفاعل فى اى تحالف فى المنطقة واكدت التجارب السابقة ان مصر ان لم تكن فاعلة فى اى تحالف فانه يكون عديم الجدوى وان لما تشارك مصر فيه بفاعلية فانه محكوم عليه بالفشل والاندثار.