السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

سامح سيف اليزل: مصر تشهد تأسيس الجمهورية الإخوانية الأولى فى العالم






أكد اللواء سامح سيف اليزل الخبير الاستراتيجى والأمنى ورئيس مركز دراسات الجمهورية على ضرورة التوصل بسرعة إلى الاستقرار الأمنى فى سيناء لعدم تعميق فكرة استباحة هيبة الدولة، مطالبة بتلغيم الحدود المصرية الليبية لمنع تهريب الأسلحة إلى الداخل المصرى.


وقال سيف اليزل أن مصر تشهد الآن تأسيس ما سماه بالجمهورية الإخوانية الأولى فى العالم فلم تنشأ دولة سيطر عليها الإخوان بهذا الشكل مشيرًا إلى أن التجربة التونسية تختلف كثيرًا عن مصر التى لا يوجد فيها قوى تعادل سيطرة الإخوان،
 
 



■ كيف تقيم الوضع فى سيناء؟
 
- الوضع فى سيناء بالتأكيد لم يستقر بعد وأنا قلق من استمرار الوضع بهذا الشكل، والمفروض أن نقصر مدة إقرار الأمن فى سيناء لأقل فترة ممكنة حتى لا تستباح هيبة الدولة، وبالتالى قد يكون من المناسب عمل خطط جديدة لمحاولة وضع الأور فى نصابها، والمسألة كلها أن هناك بعض الجماعات تكفر الحاكم وتكفر الدولة وتكفر الشرطة والقوات المسلحة، وتؤمن بالعنف كوسيلة للتغيير فى أغسطس الماضى تمت العملية نسر 2 استكمالاً للعملية نسر 1 التى بدأت فور استشهاد الـ16 جنديًا من القوات المسلحة وبالتالى ترى القوات المسلحة أنها تأخذ الخطوات المناسبة، وكل ما أطالب به هو التعجيل بفكرة محاولة ترسيخ مفهوم الاستقرار الأمنى داخل سيناء.
 
■ هل تنجح إسرائيل فى استغلال ما يجرى فى سيناء ضد مصر؟
 
- رجعت قريبًا من مؤتمر انعقد فى أذربيجان شاركت فيه 86 دولة وجميعهم سألوا عن ماذا يحدث فى سيناء؟ ولماذا عدم الاستقرار بهذا الشكل؟ وأيضًا فكرة وجود عناصر مسلحة بكميات كبيرة من الأسلحة تم تهريبها من الحدود الغربية من ليبيا.
 
■ هل يؤثر تهريب الأسلحة من ليبيا على الوضع فى سيناء وكيف يمكن مواجهة ذلك؟
 
- يجب تشديد الإجراءات الأمنية الفعالة على الحدود الشرقية والغربية بين مصر وليبيا لمنع تدفق الأسلحة إلى سيناء .
 
واقترحت مسبقًا أن يتم تلغيم الحدود بين مصر وليبيا وهذه أسهل وأسرع طريقة حاليًا مع وضع اللافتات المناسبة والتى تشير إلى أن هذه المنطقة يوجد بها حقل ألغام، كما توجد طرق أخرى ولكنها غالية مثل استخدام طائرات بدون طيار.
 
■ إلى أى مدى تستطيع الشرطة الآن حفظ الأمن فى ظل الانسحاب التدريجى لقوات الجيش؟
 
- انتهى دور الجيش وحاليًا يتم تقليصه بشكل كبير وسحبه تمامًا من الأماكن المتواجد بها وإحلال الشرطة التى بدأت تتعافى فعلا وأرى تحسنًا فى أدائها ولديهم أولويات وضعوا خطة لها ولن تصل إلى الكمال ولكنهم يحتاجون إلى معدات وإمكانيات ولم تتوفر بشكل كامل نتيجة للأزمة الاقتصادية الموجودة فى مصر.
 
ومن أهم ما حققوه النزول إلى الشارع ومواجهة مواقع الإجرام والبلطجية المحترفين له مردود جيد لدى الرأى العام.
 
■ كثرة الاضطرابات فى مصر حاليا، إلا يجعل منها حقلا خصبًا لعمل أجهزة المخابرات الأجنبية؟
 
- ليس كل مراسل أجنبى جاسوسًا ولا يمكن أن نتهم بكل وسائل الإعلام الأجنبية أنه إعلام تخابرى أو جاسوسى، ولكن هل هناك محاولات لبعض أجهزة المخابرات فى مصر؟ نعم بالتأكيد، وهل هناك محاولات لتجنيد بعض المصريين ضعاف النفوس؟ نعم موجود، وسيستمر لأن مصر أصبحت الآن محل أنظار الجميع، ليعرفوا ماذا يدور فى مصر وما التوقعات المستقبلية للدولة؟ وستظل مصر محل أنظار أجهزة المخابرات المختلفة فى الفترة المقبلة.
 
■ كان هناك تخوف قبل تولى د. محمد مرسى منصب الرئاسة من استخدام تقارير المخابرات لصالح تنظيم الإخوان ما مصير هذه التخوفات؟
 
- المخابرات العامة المصرية بحكم القانون رقم 100 لسنة 1971، رئيس المخابرات العامة يتبع مباشرة رئيس الجمهورية، ورئيس الجمهورية هو من يستقبل تقارير المخابرات، فهذا طبيعى أن تتبع له المخابرات وأن يكون هو المسيطر عليها، وطالما أنها تستخدم لصالح الدولة فليس هناك مشكلات، والمعارضة والأحزاب المختلفة هى من عليها دور الوقوف أمام أى تجاوزات.
 
■ وهل ترى أن الأحزاب بشكلها الحالى قادرة على القيام بهذا الدور؟
 
- الإخوان يفرضون وجودهم الكامل فى المصالح والجهات المختلفة فى الدولة وحدث تغير كبير فى شكل الإعلام والسياسة التحريرية للصحف القومية، وأيضا بشكل عام يحاول الإخوان كفصيل سياسى وحيد قوى ولا يوجد أمامه من يعادله فى القوة أنهم يسيطرون على كل شىء وهناك من يطلق عليهم الجمهورية الثانية لمصر، ولكن أنا أطلق عليهم الجمهورية الإخوانية الأولى على مستوى العالم «فلم يحدث على مستوى العالم ومنذ نشأة الأرض ومن عليها إقامة جمهورية يحكمها «الإخوان المسلمين» بهذا الشكل..فالحكم فى تونس على سبيل المثال نجد أن الموقف مختلف تماما فلا توجد قوة واحدة فقط والمعارضة قوية جدا ورفضوا فى الانتخابات الأخيرة تواجد العناصر الإخوانية بكثرة فالتجربة المصرية تختلف عن التجربة التونسية، ففى مصر سيطر الإخوان بشكل كامل على جميع مقاليد الدولة والحل الوحيد هو تكوين فصيل سياسى جديد ينضم إليه ملايين المصريين سيجعل الدولة متوازنة فمثلهم مثل الحزب الوطنى كان لاعبًا واحدًا فى الملعب.
 
■ برأيك فى ظل سيطرة الإخوان على أمن الدولة هل سيعود إلى ما كان إليه سابقاً؟
 
- إذا قبل المصريون فرض القوة من الإخوان المسلمين أو غيرهم فإن الشعب المصرى حينها يصبح متنازلا عن ثورته، فلابد من مراقبة هذه النقطة وعدم قبول أى تجاوزات.
 
■ ما الفارق بين هيبة الدولة وعودة نظام ما قبل الثورة؟
 
- قبل الثورة كانت هناك تجاوزات واختراق للقانون وهذا كان أحد أسباب قيام الثورة والمطلوب الآن أن ينتهى هذا الأسلوب فى التعامل من قبل الدولة فهناك فارق كبير بين بطش الدولة غير المعتمد على القانون وفرض الهيبة بالقانون وأرى أن القوانين الموجودة كافية ورادعة ولكنها غير مفعلة بشكل كاف.
 
■ ما رأيك بشأن المقترح الخاص بالتدخل العسكرى فى سوريا وهل يقوم به الجيش المصرى.
 
- أنا ضد المساندة العسكرية على الأرض تماماً فهو أمر غير مستحب عسكرياً وتكتيكيا سواء كانت قوات مصرية أو عربية أو من أى جنسية أخرى وإنما المطلوب لسوريا الآن من وجهة نظرى هو فرض حظر جوى عربى على السماء السورية لمنع استخدام القوات الجوية السورية فى تنفيذ هجمات ضد المدنيين وهو كاف من وجهة نظرى لاسقاط نظام بشار فى وقت قصير جداً.