الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

كتاب السكك!




‬ما أنا بالمسيح لكي أعطي خدي الأيسر لمن‮ ‬يتجرأ علي عائلتي‮.. ‬وهو يدعي أنه ينتقدني‮.. ‬لا هم يتحملون تبعات مواقفي‮.. ‬ولا عقدت مجلس عائلة لكي أستشيرهم فيما أتبني من اتجاهات‮.. ‬فكيف أترفع إذن علي‮ ‬المنحط الذي شط؟‮! ‬وكيف يطالبني الناس بالتعالي علي مجموعات الحشاشين والمرتشين والقابضين والطامعين والمجاملين علي حساب أسرتي‮.‬

‮ ‬ليس أسهل من أن تفضح الذين يظنون أن أدخنة الغبار الأزرق تسترهم‮.. ‬وليس أيسر من أن تحصل علي معلومات تأتي بهم من جذور البيئات المبتذلة في الشرقية أو الإسكندرية والصعيد والعباسية‮.. ‬وما أبسط أن تصلني المعلومات من مقهي مواجه للقنصلية المصرية في تل أبيب ومقهي الهندي في المنشية بالإسكندرية وحواديت الليل في مقاهي الزمالك والمهندسين وغيرها‮.. ‬ولا توجد صعوبة إطلاقًا في أن تعثر علي ما دار بخصوص صفقات الأراضي‮.. ‬ومقابلات رجل الأعمال الباريسي ورئيس التحرير الخاص لإتمام الاتفاقات‮.. ‬وأن تعرف مواعيد رحلات العلاج ونوع المرض الذي أصاب رجل أعمال مشهورا‮.. ‬وبما في ذلك عدد أطقم الألماس التي تملكها زوجته‮.. ‬وكل شيء‮.. ‬وبما في ذلك الصور التوضيحية المؤكدة‮.‬

‮ ‬لكن المتجرئين لا يتعظون‮.. ‬يظنون أن انشغالي بأمور مهمة قد ينسيني أن أرد الصاع صاعين‮.. ‬وأن يعرفوا أحجامهم‮.. ‬فنحن في زمن القبح الذي لا يصلح معه تطبيق حكمة الأستاذ مصطفي أمين الشهيرة‮: ‬قف علي شتائمك تطول قامتك‮!.. ‬ أقف علي شتائمي‮.. ‬نعم‮.. ‬ولكن علي‮ ‬أن أفعصها هي ومن تجرأ بها‮.. ‬خاصة إذا قاربت أهلي‮.. ‬ولم تجد شيئا في سيرتي فراحت تستدعي أشقائي‮ ‬وبقية أسرتي إلي معاركي‮.. ‬ألا يمكنني أن أستحضر أبناءهم وبناتهم وأعلن كلاً‮ ‬منهم علي بيت أقاربه‮.. ‬وفيهم من أدين في أحكام شيكات‮.. ‬ومن تبدو سيرته خصيصا عارا لأهله‮.. ‬ولو دقق أبناؤه فيما يقدمه له من طعام لأدركوا أنه من سحت حرام‮.‬

‮ ‬ليس علي رأسي بطحة‮.. ‬ولا في جانبي خنجر‮.. ‬ولا‮ ‬يفلح معي ابتزاز‮.. ‬ولا يجرحني استفزاز‮.. ‬ولكني لن أترك حقي من أي شخص أمسكوه قلمًا علي كبر وكانت آخر علاقة له به في المدارس الابتدائية‮.. ‬لن أدع الكاشير أجير المليونير الهارب في لندن‮.. ‬ولا التابع المخلص لصاحب العبارة الغارقة‮.. ‬ولا العقاري الذي يظن نفسه مختفيا في مغارة‮.. ‬ولا بائع الجاز‮.. ‬ولا الحشاش الذي قضي عمره في حارة اليهود بالإسكندرية‮.. ‬ولا من يحركه‮.. ‬ولا من يشجعه‮.. ‬وليس في ذلك عيب‮.. ‬إلا إذا كان الناصحون يريدون لأسرتي أن تغتم بدورها من أن تجد سيرتها في مقالات التافهين‮ .‬

‮ ‬وليس هذا التوعد بشاغل لنا عن مهامنا‮.. ‬للنقاش الجاد وقته‮.. ‬وللموضوعية قدرها‮.. ‬وللرد علي الشخصانيين القذرين وقتهم‮.. ‬ونشكر الله أنه أعطانا القدرة لكي نوفي كل أمر حقه‮.. ‬ذلك أن البعض يظن أنك يمكن أن تخشي علي ملابسك من قاذوراته فيستمرئ في قضاء حاجة أفكاره‮.. ‬متخيلاً‮ ‬أن أحدًا لن يقاربه‮.. ‬ولن يرد عليه وأن الترفع سيكون وسيلة التعامل معه‮.. ‬هؤلاء بشر يخافون ولا يختشون‮.. ‬لا أخلاق ولا قيم ولا أصول ولا قواعد‮.. ‬كُتاب سكك‮.. ‬إن لم تلقمها حجرًا فإنها تهرول خلفك‮.. ‬تعتقد أنك سوف تسكت حين تعضك‮ .‬

‮ ‬‮ ‬لقد قلت إنني‮ (‬لن أدخل الحارة‮).. ‬في سلسلة مقالات ردًا علي متطاول سابق‮.. ‬لا قيمة له في الصحافة أو السياسة أو حتي الشرف‮.. ‬ولكن عدم الانجرار إلي معارك صغيرة لا يعني أننا نقف عاجزين أمام الانحطاط‮.. ‬وأمام الاختلاق‮.. ‬خصوصًا إذا تخطي الأمر حدود الشتم اليومي إلي التطاول علي الذمة وعلي الشرف،‮ ‬بل إرسال شكاوي وخطابات مجهولة بقصد إحداث الضرر العمدي والمادي‮.. ‬والله خير حافظ‮.‬

‮ ‬هذا زمان انتشر فيه البلطجية‮.. ‬علي النواصي في الحارات‮.. ‬وعلي الصفحات‮.. ‬فإذا سكت لبلطجي لم يردعه قانون ولم يتعظ من وقائع الحياة‮.. ‬فإنه بعد أن يشتمك سوف يقذف عليك في المرة التالية ماء نار‮.. ‬وإذا سكت لأحد من هؤلاء فإنه يظن أن تلك فرصة مناسبة لكي يقتحم الباب بحماره‮.. ‬باعتبارهم‮ (‬كارو‮) ‬المهنة‮.. ‬وتباعيها‮.. ‬وحشاشيها‮.. ‬وقد أعذر من أنذر‮.. ‬والتحذير لا يخص واحدًا بعينه‮.‬

‮ ‬لا أنا وزير أخشي علي منصب‮.. ‬ولا ملياردير أخشي من خبر علي أسهم البورصة‮.. ‬ولا قديس يمكن أن أحتمل التطاول‮.. ‬ولا زعيم علي أن‮ ‬أتجاوز عن شطط الصغار‮.. ‬وحين سكت الإمام الأكبر شيخ الأزهر علي المتقولين عليه جعلوه حديث الناس وقبلة اللعنات،‮ ‬بينما ما نقل عنه كان كذبًا في كذب‮.. ‬إن لكل منهم عندي كومة أحجار وليس حجرا واحدًا‮.. ‬واحد لا يكفي‮ .‬
الموقع الإليكتروني‮:‬ ‮‬www.abkamal.net

البريد الإليكتروني: [email protected]