الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الصين "ملهاش حل" ! (2)




 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 09 - 11 - 2009



أحمد أبوالغيط يتحدث عن "الدور" والمخاوف والمستقبل
1
- رغم انشغال جدوله من الصباح إلي منتصف الليل، إلا أن وزير الخارجية أحمد أبوالغيط كان حريصا علي لقاء رؤساء التحرير الذين حضروا مؤتمر شرم الشيخ، ودار حديث طويل في قضايا متعددة.
- لن أكتب نصا ما صرح به الوزير، ولكن أتناول فقط بعض العناوين العريضة التي تحدث فيها، وكانت معظمها تنصب علي القمة الصينية الأفريقية التي استضافتها مصر في يومي 8و9 نوفمبر الجاري.
- العنوان الأول: مصر حققت مكاسب كبيرة من استضافتها القمة ووجهت رسالة لكل من يتحدث عن "الدور".. هي أن هذه الدولة الكبيرة تستطيع أن تستدعي دول العالم، مثلما حدث في مؤتمر غزة.
2
- 15 رئيساً أفريقياً بجانب رئيس الوزراء الصيني، ووزراء الخارجية والتجارة الأفارقة كلهم حضروا إلي شرم الشيخ وشاهدوا بأنفسهم الامكانيات الضخمة التي تمتلكها علي جميع المستويات.
- كلمات الرؤساء الأفارقة في الجلسة الافتتاحية، عكست الثقة الكبيرة التي يشعر بها زعماء القارة لمصر وزعيمها، والإشادة بدورها والاستعداد للتعاون معها.
- هذه الثقة بدأت تنعكس علي نشاط الشركات المصرية التي تعمل في أفريقيا في مشروعات بالمليارات، والمؤتمر يشجع رؤساء الدول الأفريقية للاستعانة بالشركات المصرية في المشروعات الضخمة القادمة.
3
- وزير الخارجية يواصل حديثه ويقول "داري علي شمعتك تقيد" وشركاتنا العاملة في الدول الأفريقية لاتعلن عن ذلك، المقاولون العرب -السويدي- وأوراسكوم وغيرها.
- يمكن أن نحقق استفادة كبيرة لو استطاعت شركاتنا أن تستثمر المظلة السياسية التي توفرها الدولة مع هذه الدول، وأن تكون لديها القدرة علي المنافسة.
- العنوان الثاني: التنسيق والتوافق مع دول حوض النيل حيث كانت القمة فرصة تاريخية لاستمرار التفاوض مع دول الحوض التي تختلف معنا في وجهات النظر.
4
- الرئيس مبارك أجري مباحثات مع رئيس رواندا الذي حضر قبل القمة بيومين، ورئيس تنزانيا التي امتدت زيارته بعد القمة يومين، والتقي نائب رئيس بوروندي ورئيس الوزراء الأثيوبي.. ورئيس وزراء الكونغو.
- القمة هيأت فرصة هائلة للقيادة المصرية لإذابة الخلافات مع دول الحوض، وشارك في الاجتماعات رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف ووزراء الخارجية والصناعة والري.
- دول الحوض لديها رغبة كبيرة في التهدئة وحل المشكلات العالقة بالحوار والتفاهم، ولكن لهم شكوي مرة من الإعلام المصري، ومن الضروري أن نراعي ذلك.
5
- يواصل وزير الخارجية حديثه: المياه مشكلة حساسة بالنسبة لنا ولهم، فهي بالنسبة لنا رخاء وحياة ونعتمد عليها بالكامل، وبالنسبة لهم هم يريدون استخدامها لمواجهة الفقر المدقع.
- هم يريدون الكهرباء وليس المياه لأن المياه تمر أمامهم ولم تستطع أن تنقذهم من الفقر المدقع، ولابد أن نلبي طلباتهم واحتياجاتهم.
- العنوان الثالث: التعاون مع دول حوض النيل قضية استراتيجية وأمامنا فرص هائلة للاستثمار، بحيث نضمن مد قنوات التواصل والتفاهم مع هذه الدول بشكل مستمر.
6
- وزير الخارجية يضيف: دول الحوض تريد تجارة واستثمارات فلماذا لانستورد اللحوم –مثلا- من أوغندا وكينيا وجنوب السودان وسوف تصبح علاقتنا معهم جيدة جداً.
- اللحوم في هذه الدول يمكن أن تصل للمواطن المصري بسعر 15 جنيها للكيلو، وهي من الأنواع الجيدة والنظيفة، ويمكن أن تلبي احتياجات قطاعات عريضة من الناس.
- الدولة المصرية لديها نية مؤكدة للمضي في هذا الطريق.. وعلينا أن نساعدها، وضرب الوزير مثلا بالحملات الإعلامية المدفوعة لضرب اللحوم الأفريقية لصالح جهات أخري مستوردة.
7
- يقول وزير الخارجية: لابد أن نتعامل معهم بخيال.. فلو لدينا شركة تسويق ضخمة، يمكن أن تصبح أفريقيا سوقاً رائجة لمصر، التسويق العلمي المدروس وليس العشوائي.
- العنوان الرابع: محاذير دخول الصين لأفريقيا.. لم يخف وزير الخارجية مخاوفه من أن يكون التعاون الصيني الأفريقي عقبة تحول دون وجود دور مصري فعال في القارة الأفريقية.
- البديل الوحيد للقضاء علي هذه المحاذير هو بناء تعاون مصري صيني قوي، واتفق رئيس الوزراء الصيني علي الانتهاء من مشروع شمال غرب خليج السويس في أقرب وقت ممكن.
8
- يضيف وزير الخارجية: لانريد أفريقيا أن تتحول إلي منطقة صراع بل تكامل اقتصادي.. فالصين دولة عملاقة لديها فائض من العملات الأجنبية قدره 2 تريليون دولار.
- الصين قامت برصف 60 ألف كيلو متر طرق سريعة في مختلف مدنها في الثلاث سنوات الأخيرة، وسوف ترصف 30 ألف كيلو متر إضافي حتي عام 2020 .. لأنها تمتلك إمكانيات هائلة.
- الصين يمكن أن تشكل مع الولايات المتحدة "مجموعة الاثنين"، وستنفق في الثلاث سنوات القادمة 600 مليار دولار للتغلب علي الأزمة الاقتصادية العالمية.
9
- لم ألمح في كلام وزير الخارجية أحمد أبوالغيط أنه منبهر بالتجربة الصينية، ولكنه يحللها كظاهرة لنشوء دولة عملاقة تتهيأ لأن تكون القوة الثانية الكبري في العالم.
- الوزير يري أن مصر ليست الصين، والصين ليست مصر، ولكننا نمتلك إمكانيات وقدرات هائلة لابد من توظيفها وحسن استخدامها تعظيماً لمكانة مصر وريادتها وتفردها.
- الملخص هو: النيل شريان الحياة، ويجب أن نفتح عيوننا عما يحدث في منابعه.


E-Mail : [email protected]