الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

البابا تواضروس الثاني في أول حوار له: «تهميش» الأقباط انتهي بعد ثورة يناير.. وسأكون أباً لكل المصريين




علي دقات أجراس دير الانبا بيشوي والألحان الكنسية،  اصطحب مجمع رهبان الدير البابا تواضروس الثاني وصولا للكنيسة لتلاوة صلاة الشكر وزيارة مزار البابا شنودة الثالث  حيث طلب البابا تواضروس من البابا شنودة ان يسانده في عمله
 
وأكد البابا تواضروس الثاني البابا ال118 انه استقبل خبر فوزه في القرعة بالدموع،  موضحا انه لن يطلب اي شئ  من الرئيس محمد مرسي عندما يقابله.
واشار إلي أن مشاكل الأقباط معروفة للجميع، مطالبا بأن يكون الدستور القادم يعبر عن كل المصريين، واوضح في أول حوار له ان البابا ليس منصباً خاصاً بالمسيحيين بل بكل المصرييين فبابا الكنيسة يحمل رسالة سلام ومحبة للجميع.
واكد  ان الكنيسة مؤسسة روحية في المقام الاول، وأنه علي الاقباط الاندماج في المجتمع وان يطبقوا الآية الكتابيه: «انتم ملح الأرض » كل هذا وغيره من التفاصيل في نص الحوار الآتي: كيف استقبلت خبر اختيارك البطريرك الـ 118 ؟
استقبلته بدموع وإحساس بجسامة المسئولية وذهبنا للكنيسة وصليت صلاة الشكر بالكنيسة وعملنا تمجيداً للقديس الانبا بيشوي  وقمنا بزيارة مزار البابا شنودة  وقلت للبابا شنودة من فضلك لا تتركني.
■ من هنأك بكونك البطريرك ؟
اعتقد كثيرون  حاولوا الاتصال إلا أن ضغط استقبال التليفونات  جعل هناك كثيروين لا يستطعون الاتصال، ومع ذلك تلقيت مكالمة سيادة اللواء وزير الداخلية ومحافظ البحيرة.
■ ما تقييمك للانتخابات الباباوية؟
 بداية أوضح أن هناك جيلاً كاملاً لم ير مثل هذا الحدث، فالبابا شنودة ظل بطريركا لمدة 40 عاملاً وقبلها بحوالي عشر سنوات كأسقف للتعليم  هناك  جيل كامل لم ير أحداث الانتخابات وماحدث شئ  جديد علي المجتمع المصري،  خاصة أنه أيام البابا شنودة لم يكن الإعلام منتشرا هذا الانتشار الكبير.
■ كيف تري اداء القائم مقام البابا، الأنبا باخوميوس في الانتخابات الباباوية؟
 - القائم مقام هو مايستروالكنيسة والحارس علي كل التقاليد الكنسية وهو أب لكل أبناء الكنيسة  وقد ظهرت حكمته واقتدار إدارته، والعالم كله يشهد بالانتخابات الباباوية  والعمل المنتظم الأنبا باخوميوس كان بارعاً. 
■ هل ستستعين بالأنبا باخوميوس في إدارتك للكنيسة؟
- بلاشك لا يمكن ان يستغني عن فكره ومشورته،  إلا أنه لا يميل لتولي مسئوليات معينة ولكنه يفضل تقديم خبرته وخدمته وحكمته،كثيرون يتساءلون «كان فين الانبا باخوميوس» نظرا لمهارته في إدارة المرحلة.
■ كيف تري دور الكنيسة في المرحلة القادمة؟
-الكنيسة مؤسسة روحية تهتم بالإنسان المسيحي لكي يكون له نصيب في السماء والآية الكتابية بتقول «هكذا أحب الله العالم» فللكنيسه رسالة محبة.. الكنيسة مؤسسة روحية في المقام الأول واجتماعية ثانيا  ويجب ان يكون الدور الروحي اكثر حضورا..   الكنيسة لها دور تحت بند المواطنة.
■ ماذا عن الدور السياسي للكنيسة؟
-الكنيسة ليس لها دور سياسي  فهناك أحزاب ومؤسسات مجتمع مدني تقوم بالدور السياسي.. عندما قامت الثوره كسرت حاجز الخوف وأطلقت  الحرية،  كما ان  الشباب لديه طاقة وأفكار، سواء كان علي مستوي الدولة او مستوي الكنيسة  وقديما عندما  كانت تحدث مشكلة يتجهون للكاتدرائية أما الآن فيتجهون لمؤسسات الدولة
 وعلي الشباب أن يندمجوا في الأنشطة الجامعية  والاندية  والأحزاب السياسية  فالنص الكتابي يقول «انتم ملح الارض» انتم  نور العالم « ولكي يؤدي الملح دوره لابد ان يذوب ويتفاعل   ولذلك نحن نشجع الدور التفاعلي داخل المجتمع.
■ هل ستقوم بإعادة هيكلة النظام داخل الكنيسة ؟
«إعادة هيكلية» كلمة ليست دقيقة ولكن عملية ترتيب من الداخل من ناحية المسئوليات وتحديد الاشخاص المسئولين،  فعندما يتولي شخص مهمة إدارية لفترة طويلة لا يجدها في مابعد..
 اثناء تولي الانبا باخوميوس القائم مقام  اهتم بأن تظهر الطاقات والخبرات،  لقد اكتسبت خبرة خلال سفري لأستراليا ضمن الوفد الثلاثي  الذي أرسله الأنبا باخوميوس لبحث مشكلة معينة  وقضينا هناك 12 يوما أعطوا خبرة كبيرة ، مؤكدا أن الكنيسة بها  قامات ومواهب كثيرة  من أعضاء المجمع المقدس والأراخنة.
■ تعديل لائحة 57 مطلب هام فكيف ستقوم بذلك ؟
طبعا  لابد من تعديل اللائحة  وقد ناقشها المجمع بشكل مفصل طوال عملية الانتخابات،   مضي علي عمل اللائحة  أكثر من 55 سنة  وخلال هذه المدة تغيرت وضعية الكنيسة  وسوف اعطي مثالاً صغيراً بالرعية القبطية بالمهجر،  وعلينا اثناء تعديل اللائحة  ان نفكر في المستقبل ايضا وليس اليوم فقط.
ماذا عن القرعة الهيكلية؟
القرعة الهيكلية رائعة كما أن العملية الانتخابية بشكلها في التدرج في اختيار المرشحين والتي بدأت بتلقي ترشح 17 ثم الوصول للقائمة النهائية بخمسه أشخاص ثم الانتخابات والتي تخرج ثلاث شخصيات  ثم القرعة والتي يأتي بها البطريرك، كما  أن الهدوء والتدريج فيه راحة للناس  وبهذا التدرج نعطي خطوة للبشر وخطوة لله.
■ هل سيتم استحداث منصب «نائب بطريرك» ؟
- لا، فالكنيسة القبطية  الأرثوذكسية  مؤسسة مجمعية وهي مؤسسة أبوة  هل يمكن ان نعمل لأي أب نائباً له داخل الاسرة؟
■ ماذا عن تعديل لائحة 38 للأحوال الشخصية ؟
مفهوم الزواج الثاني  غير واضح فنص شريعة الانجيل  واضح بأنه لا طلاق إلا لعلة الزني ولكن هناك  مايسمي «بالتطليق» وتعني ان الزيجة بنيت علي أساس خاطئ وتسمي «بطلان زواج».
..مشكلات الاحوال الشخصية محتاجة نوعاً من الدراسة، هناك القانون الموحد للأحوال والذي  مضي عليه 35 سنة  في أدارج وزارة العدل ولم يبت فيه، وهذا أمر عليه علامة استفهام كبيرة  أن لائحة 38 قام بعملها المجلس الملي لا المجمع المقدس ولم تكن مدققة كنسيا.
■ كيف تري مفهوم «الفتنة الطائفية» ؟
- كلمة الفتنة الطائفية غير محددة، فهناك حقوق وواجبات ودستور وعلينا ان نقوم بتوعية  الصغار من أول المدرسة ونعلم الأطفال كيف يكون هناك احترام للآخر بالاضافة الي الدور الهام للإعلام والأسرة  أن التنوع قوة وغني  بينما الشكل الواحد  «فقر»  وعلينا ان نحيا حياة الشركة وعمل مشترك بصرف النظر عن الشق العقائدي أو الديني، فالفتنة الطائفية تسئ لمصر في الخارج  وهي « شئ بغيض »  ويؤثر علي السياحة والاقتصاد  وعلي الدولة، الدولة تحمي رعاياها داخل الحدود وخارجها.
■ ما مشاكل الاقباط ؟
- مشاكل الأقباط واضحة ولن اتحدث عنها، فهناك لجان شكلت وقدمت تقارير لم يأخذ بها  ومشكلات الاقباط واضحة إحدي المشكلات الرئيسة هي بناء الكنائس والمجتمع الذي يريد ان يعيش في سلام لايصنع مشاكل يبقي علي أسباب المشكلة بلا مبرر  «انا مش شايف اي ضرر من بناء كنيسة سواء كانت بمنارات أجراس وقباب أو كانت مجرد قاعة فما يحدث يخلق أزمات ولها حلول كثيرة.
■ كيف تري عمل اللجنة التأسيسية للدستور ؟
-الدستور مظلة كل القوانين  ويجب أن يقوم علي منهج المواطنة، غير ذلك لايبقي  دستور يمكن أن توجد شريعة في حياة الناس وتكون في حياتهم بينهم وبين من يعبدون،
الدستور اللي يجمعنا «العيش المشترك» اي تلميحات تخلي الدستور يأخذ شكلاً ثانياً مرفوضاً من أطياف كثيرة للمجتمع وليس الكنيسة فقط  نحن بحاجة الي «العيش المشترك»  فالاقباط جزء أصيل من المجتمع، السلام الاجتماعي تحت مظلة دستور وطني معاصر  هو مطلب للجميع.
■ ماذا ستطلب من الرئيس محمد مرسي في أول مقابلة؟
 - لن أطلب منه شيئاً فسيادة الرئيس جاء بالانتخاب وعملية ديمقراطية واصبح  رمزاً وهو رئيس لكل المصريين الكنيسة بتتعامل بطريقة صنع المحبة وتقديم السلام ونتعامل بكل شفافية ونزاهة ونترجي دائما احترام الحقوق والواجبات والاقباط بصفة عامة يحفظون  الحقوق.
■ هل  تشعر أن هناك إقصاء للأقباط ؟
 نشعر ان هناك إقصاء وتهميش للاقباط  منذ انتهاء الملكية في عام 52  وعندما جاءت الثورة أصبح هناك فرصة للأقباط للمشاركة المجتمعية  من خلال مؤسسات المجتمع المختلفة والاحزاب السياسية.
■ من وجهة نظرك ما دور البابا؟
-البابا مواطن مصري ولا يخص الاقباط والكنيسة وانما كل مصر،  واكبر دليل علي ذلك انه في جنازه البابا شارك  3 ملايين شخص مسلم ومسيحي  كما ان البابا هو اب للجميع والابوة  تحمل معاني الرعاية والحماية،  بابا الكنيسة هو بابا لكل مصر انا مواطن مصري اعشق تراب بلدي واحب اخدم بلدي.
ماذا  تفعل مشاركة الاقباط في المجتمع؟
- لابد من تشجيع الاقباط علي المشاركة السياسية من خلال الاحزاب والأسر الجامعية،  نتيجة لعشرات السنوات من التهميش والديمقراطية الورقية الامر يحتاج الي مدي زمني وتشجيع اكثر وكلما كان المجتمع عادلا والديمقراطية تبني بطريقة جيدة كانت المشاركة أكبر.
■ كيف تري التعاون بين الأزهر والكنيسة؟
- التعاون مهم وخاصة أن هناك عدة تحديات تواجه الشباب مثل الإدمان، الإلكتروني والبطالة والإدمان، ودور الكنيسة  مع الأزهر فعال وقوي وهناك التعاون المبني علي المحبة.
■ ما الرسالة التي تحب ان توجهها؟
 - بداية اشكر ربنا مسئولية جديدة وكبيرة وخطيرة واهتمام المجتمع  بالانتخابات الباباوية يظهر الطبيعة الجميلة للشعب المصري، لان الموضوع يخص المجتمع  ككل والبابا يحمل  رسالة حب وسلام وقلبي مفتوح للجميع واثق ان نعمة الله تسندني واثق في  محبة الشعب وأطلب صلوات الشعب المصري من أجلي.