الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
لحوم فاخرة بعشرين جنيهاً!
كتب

لحوم فاخرة بعشرين جنيهاً!




 

  كرم جبر روزاليوسف اليومية : 11 - 11 - 2009

 

 

لوبي المستوردين والإعلام يفسد الصفقة


1


- من حق المواطن المصري أن يأكل لحوماً نظيفة ورخيصة السعر، وهي متوافرة في أفريقيا.. ولكن المشكلة هي بعض المستوردين الذين يفسدون هذه الصفقات.


- المستوردون يلجأون إلي الصحف التي تنشر موضوعات كاذبة عن انتشار الأمراض والأوبئة في اللحوم الأفريقية، لصالح اللحوم القادمة من أمريكا الجنوبية مرتفعة السعر.
- الكلام السابق جاء بالمعني وليس بالنص علي لسان وزير الخارجية أحمد أبوالغيط في لقاء حضرته في شرم الشيخ.. وكان يتحدث - بين قوسين - عن الدور السلبي للإعلام في إفساد العلاقات.
2
- كلام الوزير يفتح جراحاً كثيرة ويطرح أسئلة أكثر أولها: هل تعجز الحكومة عن مواجهة مافيا مص دماء المصريين، واستنزاف ما في جيوبهم واستغلالهم بهذا الشكل البشع؟
- يحدث نموذج اللحوم أكثر من مرة، وعندما اتفقت هيئة السلع التموينية مع مصدري لحوم من السودان وأثيوبيا.. فشلت الصفقات قبل عيد الأضحي منذ حوالي خمس سنوات.
- ترددت أقوال بأن المستوردين المصريين ذهبوا إلي المصدرين في تلك الدول ودفعوا لهم مبالغ كبيرة تفوق أرباحهم، في مقابل عدم إرسال اللحوم إلي مصر.
3
- يمكن أن يقول المبرراتية - من التبرير - إننا نعيش عصر الانفتاح وقوانين السوق.. ولكن هذه النماذج ليست انفتاحاً، ولكنها احتكار وفساد، تجرمه القوانين الرأسمالية نفسها بعقوبات مشددة.
- الرأسمالية تحمي المستهلكين بالشفافية والمنافسة وعدم الاحتكار، وإن فقدت هذه العناصر تتحول إلي جهنم التي تكوي الناس بلهيبها.
- المستهلك المصري يكتوي بمثل هذا اللهيب، الناجم عن الفساد، والذي يحتاج إجراءات رادعة وتحركات سريعة وحاسمة لمقاومته بعد أن استفحل.
4
- وزير الخارجية أكد أن اللحوم الأفريقية يمكن أن تصل إلي المستهلك بسعر لا يزيد علي عشرين جنيهاً للكيلو، وتتم تربيتها في أجود وأنظف المزارع في العالم وخالية من الأمراض.
- مشكلة الدول الأفريقية أنها لا تجد من يشتري اللحوم والمنتجات الزراعية وغيرها، ولهذا تشتريها الصين بتراب الفلوس، ولا يحدث تحالف بين المستثمرين والإعلام الصيني لضرب هذا التوجه.
- عندهم قوانين حازمة وصارمة تصل إلي حد الإعدام، وعندنا لا جريمة ولا عقاب.. والأكثر خطورة أن الذين يدافعون عن الفساد أكبر بكثير ممن يهاجمونه.
5
- السؤال المهم الآخر: كم سلعة تواجه نفس المصير؟ مثلما يحدث مع اللحوم.. الأسمنت.. الحديد.. السكر.. القمح.. وغيرها.. هل تحدث فيها ما يحدث في اللحوم؟
- كنا دائماً نطرح سؤالاً لا نجد له إجابة: لماذا ترتفع الأسعار في مصر إذا ارتفعت في العالم؟ ولماذا لا تنخفض في مصر إذا انخفضت في العالم؟
- الإجابة تكمن في كروش هذه الطبقة التي تمتص دماء الغلابة وتحقق الملايين والمليارات، ولا تسمع منهم سوي الشكوي والمطالبة بمزيد من المزايا والإعفاءات.
6
- من المسئول عن ذلك؟.. الحكومة.. الحكومة.. الحكومة.. يجب أن تنحاز للفقراء ومحدودي الدخل والمواطن البسيط، مثلما تفتح قلبها وعقلها وخزائنها للأثرياء والأغنياء والمستثمرين.
- هي حكومة الفقراء ومحدودي الدخل ومهمتها الأولي هي أن ترفع المعاناة عن كاهلهم، وأن تكون قوية وثابتة، وليست مرتعشة ولا مهتزة.
- نعم.. لوبي الاحتكار والفساد ذراعه طويلة، ويمتلك صحفاً وفضائيات ووسائل إعلام قوية ونافذة، ويستطيع أن يرفع وزيراً ويهبط بآخر، ولكن لا بديل عن المواجهة.
7
- إذا أرادت الحكومة أن تعرف لماذا لا يشعر كثير من الناس بثمار التنمية التي تحققت في السنوات الأخيرة.. عليها أن تضرب هؤلاء بيد من حديد، وأن يساعدها الإعلام النظيف في هذه المهمة القومية.
- ليس معقولاً ولا مقبولاً أن ترتفع الأسعار دون مبرر وأن تجني الثمار فئة قليلة، في زمن رفعت فيه الحكومة يدها عن السوق، ولم يعد لدورها الرقابي تأثير ملموس.
- ليس صحيحاً المثل الذي يقول اضرب المربوط يخاف السايب.. علينا أن نضرب السايب، ليخاف السايب والمربوط.
 
E-Mail : [email protected]