الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
"فوتوا عليهم الفرصة"!
كتب

"فوتوا عليهم الفرصة"!




 


 

كرم جبر روزاليوسف اليومية : 12 - 11 - 2009



جاءوا لإفساد العُرس فلا تستجيبوا لهم
1
الكلمة الوحيدة التي نريدها تشق عنان السماء في استاد القاهرة مساء غدٍ السبت هي "مصر.. مصر".. فهي كفيلة بأن تفجر في القلوب الحماس والعزيمة والإصرار.
"مصر" هي الكلمة التي نلتف جميعا حولها، وتأتلف قلوبنا علي التضحية من أجلها.. ومهما فرقتنا الطرق، فهي دائماً محطة اللقاء والوفاق وعدم الاختلاف.
"مصر" التي في خاطري وفي فمي، أحبها من كل روحي ودمي، وشعبها الذي يريد أن يفرح، وأن يخرج إلي الشوارع حاملاً الأعلام والرايات ويظل ساهراً طوال الليل.
2
فوتوا عليهم الفرصة، ولا تجعلوهم يفسدون المناسبة العظيمة، لأن العالم كله سوف يشهد شعباً متحضراً واستاداً رائعاً يضاهي أكبر الاستادات في العالم.
فوتوا عليهم الفرصة، ولا تتجاوبوا مع الهتافات المسيئة ولا الشتائم والسُباب والشعارات العنصرية، فقد جاءت بعض جماهيرهم من أجل إفساد الليلة.
لا تردوا عليهم ولا تسايروهم في الهتافات العدائية والكلمات التحريضية، نحن أكبر من ذلك بكثير ونرتفع دائما فوق الصغائر، ولا نعامل المسيء بإساءاته.
3
المسألة تحتاج لطبيب نفسي يحلل أسباب كراهية بعض الشعوب العربية لمصر والمصريين.. رغم أننا لم نسيء إليهم وربما نكون قد ساعدناهم وقدمنا لهم يد العون.
هل هي عقدة التفوق التي تصور البعض أنه يمكن التغلب عليها بالتطاول والسُباب، فيريدون أن ينالوا من هذا البلد الطيب بألسنتهم، بعد أن عجزوا عن ذلك بأعمالهم؟
هل هي طباع متأصلة في شعوب تلك المنطقة التي لا تعرف متي تحب ومتي تكره.. ولكنها تعرف جيدًا من تخشي ومن لا تخشي، فتعمل حساب الذي تخشاه وتخاف منه؟
4
لا نريد أن ننكأ الجراح، ولا أن تتحول مباراة في كرة القدم إلي ساحة للاختلاف والاقتتال، فالرياضة توحد الشعوب، والمنافسات الشريفة تعزز علاقات الود والمحبة.
مهما حدث منهم ومهما يحدث، فالعروبة ستظل مظلة لا نستطيع أن نمزقها أو ندوسها بالأقدام، فهي في النهاية "العزوة" التي تجمع العرب وتمنع تشرذمهم.
المشكلة الرئيسية أن الخلافات التي كانت تقتصر علي الحكام انتقلت الآن إلي الشعوب، زمان كانوا يقولون الشعوب "سمن علي عسل" والحكام هم المختلفون.. الآن أصبح العكس.
5
"مصر.. مصر" هي الكلمة التي يجب أن ترج جنبات ستاد القاهرة، وتعلو في السماء فوق السحاب، لتذيب الصخر في القلوب، وتجعل اللاعبين كتلا مشتعلة من الحماس.
من أول دقيقة حتي آخر دقيقة، يجب أن نظل علي نفس درجة التشجيع والروح الرياضية العالية، حتي يخرج يوماً جميلاً يليق بمصر وحضارة شعبها.
مهما فعلوا.. لا يجب أن نرد الإساءة بالإساءة ولا الشتائم بالشتائم.. جاء بعضهم من أجل هذا ليجرجرنا في معركة خُطط لها جيدًا.
6
أول ألاعيب الاستفزاز المنتظرة هو تضييع الوقت، وادعاء الإصابة، والوقوع في أي لعبة، واستفزاز لاعبينا والحكم، بطرق ظاهرها أنها مشروعة وباطنها المناورة.
ثاني الألاعيب هو تعمد إصابة لاعبينا من وراء ظهر الحكم، والاحتكاك بهم، وسبهم، ومحاولة استثارة أعصابهم، وأول من سيقع في ذلك أحمد عيد عبدالملك.
ثالث الألاعيب هي أن يتعمد الجمهور إفساد المباراة إذا كانت النتيجة في غير صالحهم، إما برمي العلب الفارغة والطوب والحجارة أو تكسير مقاعد الاستاد.
7
كلمة السر لدي لاعبينا، ويستطيعون أن يسكتوا الأصوات الزاعقة والحركات البهلوانية، إذا بادروا بالهجوم الكاسح والتسجيل المبكر.
يستطيعون أن يركبوا المباراة من أول لحظة حتي النهاية، وأن تكون كلمتهم هي العليا، وأن يفرضوا سطوتهم، ومثل هذه الفرق لا تحترم إلا الأقوياء.
قبل ذلك وبعده هو توفيق الله سبحانه وتعالي، وإخلاص اللاعبين، وبذل أقصي جهد مستطاع، وربنا يجعلها ليلة سعيدة.


E-Mail : [email protected]