السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
عدالة السماء نزلت فى استاد القاهرة
كتب

عدالة السماء نزلت فى استاد القاهرة




 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 14 - 11 - 2009


الفرحة الكبيرة يوم العودة من السودان


1


كان مستحيلاً أن تنام مصر حزينة، وأن يبيت شعبها الطيب فى ألم وحسرة، وكان مستحيلاً أن يعود هذا الجمهور العظيم من استاد القاهرة منكس الرأس.
كان مستحيلاً أن تنتهى المباراة بهذا الشكل التراجيدى، ولكن عناية السماء كانت رحيمة بمصر وجمهورها فى اللحظات الأخيرة، وأطاح رأس متعب بأحلام الجزائريين.


كاد الحلم أن يموت فى اللحظات الأخيرة، والقلوب ترتفع إلى السماء وتقول «يارب».. واستجاب المولى، وأصبحت أمامنا فرصة ثانية فى السودان.
2
كان باستطاعتنا أن نحقق فوزًا مريحًا، خصوصًا بعد هدف عمرو زكى فى الدقيقة الثانية من بداية المباراة، وشعرنا فى هذه اللحظة أن الأهداف ستصبح كالمطر.
لاعبونا لم يستثمروا الهدية المبكرة، ولعبوا المباراة بخطة الفريق الجزائرى، الذى فرض أسلوبه وسيطرته على مجريات اللعب، واستطاع أن «يُموِّت» الكرة معظم الوقت.
الفريق الجزائرى استخدم كل الحيل المشروعة وغير المشروعة، وحضر إلى القاهرة لإفساد المباراة وتحويلها إلى معركة حربية، ونجحنا فى ضبط النفس والأعصاب وتفويت الفرصة عليهم.
3
أعود إلى المباراة، وأؤكد أن لاعبينا أضاعوا فرصة عظيمة أمام جمهور ليس له مثيل، ولست أدرى ما الذى حدث لهم، ولماذا كانت أقدامهم ثقيلة؟
أين المقاتل عمرو زكى والرهيب أبو تريكة والمناور زيدان والفراشة بركات وفتى الإسماعيلية حمص.. لماذا لم يكونوا فى حالتهم الطبيعية؟
لهم العذر.. كل العذر، لأن الشحن الإعلامى الرهيب جعل هذه المباراة نهاية العالم، ووضع احتمالاً واحدًا هو الفوز وليس أى شىء آخر.
4
من حق الناس أن يفرحوا، لأن الفوز جاء بعد اليأس، وانشق الأمل من أحشاء الظلام، وجاءت الفرحة طاغية وكاسحة وبطلوع الروح.
كان بإمكان لاعبينا أن يجعلوا النهاية أكثر سعادة من ذلك، ولكن الإثارة بلغت ذروتها، ولم يكن فى استطاعة القلوب الضعيفة أن تتحملها.
ماذا كان يحدث لا قدر الله لو لم يحرز متعب هذا الهدف؟.. بقدر سعادتنا كانت أحزانهم، وبقدر الفرحة التى عمت الجمهور المصرى، عاش الجزائريون أسوأ لحظة.
5
المباراة القادمة فى السودان لن تكون سهلة، وعلى المعلم حسن شحاتة أن يصحح الأخطاء فورًا، وأن يعيد شحن لاعبيه لتحقيق الفوز المنتظر.
سنفوز عليهم فى السودان، لأن فريقنا هو الأفضل والأكثر مهارة وخبرة، رغم «الفصل البايخ» الذى حدث فى استاد القاهرة.
بكثير من الجهد والعرق والتركيز سوف يتحقق الحلم، الذى شاء المولى عز وجل أن يظل فى القلوب، وأن يتجدد أمل الوصول إلى المونديال.
6
نجوم المباراة هم: هانى سعيد والسقا وأحمد حسن وأحمد فتحى.. وبإذن الله، سوف يرتفع مستوى بقية اللاعبين ويعود الأداء الجميل الذى غاب فى استاد القاهرة.
أهم عيوب الفريق المصرى هى البطء الشديد فى التمرير وفى المرات التى كانوا يتناقلون الكرة فيها بسرعة، ظهرت خطورتهم وانهارت أمامهم دفاعات المنتخب الجزائرى.
أهم مزايا فريقنا خط الدفاع الصلب المتماسك الذى استطاع أن يفسد هجمات المحترفين الجزائريين ويتغلب على حيلهم الماكرة.
7
رغم كل شىء مصر فازت بكل المقاييس، ليس لأن النتيجة 2/صفر، ولكن لأننا نجحنا فى إعادة البطولة إلى نقطة الصفر، وأصبحت الفرص متساوية.
مصر فازت لأنها حرمت الجمهور الجزائرى من ارتكاب أفعال وحماقات تحملناها فى بلدنا، عن طيب خاطر، لأن قدر مصر أن تتحمل الصغائر وترتفع فوقها.
مصر فازت بكل المقاييس، لأن الجزائريين جاءوا إلى هنا، وهم واثقون تمام الثقة أنهم حسموا المواجهة قبل أن تبدأ، والمسألة مجرد فسحة فى 90 دقيقة.
8
نحن الأحسن والأحق بالوصول إلى كأس العالم، واستطاع هذا الفريق رغم كل الانتقادات أن يؤجل الحكم إلى جولة ثانية، سيُكتب له فيها الفوز بإذن الله.
نحن الأفضل، لأن الجزائريين كانوا يحتفلون عقب كل مباراة بالوصول إلى نهائيات كأس العالم، وكانت صدمتهم هائلة، عندما ظهر لهم المارد المصرى وحطم أحلامهم، وأعادهم إلى أرض الواقع.
فى السودان، لن تكون هناك ضغوط نفسية ولا عصبية، ولن يكون هناك تفوق جزائرى بثلاث نقاط وهدفين، ولن نواجه الاستفزازات التى فعلوها.
9
أحلى شىء فى الفوز أنه جاء بعد اشتياق، ولو سجلنا الهدف الثانى فى أى وقت آخر، لم يكن للنهاية طعم، ولا هذه الفرحة الغامرة.
عدالة السماء نزلت فى استاد القاهرة على رأى المعلق الكبير محمود بكر وستنزل فى الخرطوم.. أعصابنا هادئة وثقتنا كبيرة فى النصر.
مبروك لمصر، ومبروك للمعلم ولهذا الفريق الكبير، والفرحة الكبيرة ستكون بإذن الله يوم عودتهم من السودان.


E-Mail : [email protected]