الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
حلم يوم الأربعاء!
كتب

حلم يوم الأربعاء!




 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 15 - 11 - 2009


ليس في صالحهم تضييع الوقت أو استفزاز الجمهور


1


الاستفزازات الجزائرية الشديدة هي التي جعلت المصريين يفرحون بهذا الشكل مساء السبت، لم يتصرفوا كضيوف يحترمون البلد المضيف، ولكنهم تعمدوا إهانة مشاعرنا بتصرفات صغيرة.
تمثيلية الأتوبيس والهتافات المسيئة في الاستاد والحرب الإعلامية الضروس التي شنتها وسائل الإعلام الجزائرية، كلها عوامل جعلت الناس يتطلعون للثأر في الملعب.
أسباب الفرحة أيضاً تعود لتأخر إحراز الهدف الثاني، الذي نزل برداً وسلاماً علي قلوب المصريين، فانفجروا في موجات فرح وبكاء، لم تكن تحدث لو تم إحراز الهدف مبكراً.
2
يشهد للمصريين الذين انطلقوا بالملايين في الشوارع أن واحداً منهم لم ينطق كلمة واحدة في حق الشعب الجزائري الشقيق، ولم ترفع صور أو يافطات تسيء إليهم كما فعلوا معنا.
الناس في الشوارع كانوا يهتفون "مصر.. مصر" ويرفعون العلم ويرقصون ويعبرون عن فرحتهم بشتي الطرق، دون أن يمس أحد الجزائر أو لاعبيها.
شتان بين هذا السلوك الراقي، وبين الرسومات والصور والهتافات التي استخدمها الجانب الآخر، والتي تجاوزت الحدود الأخلاقية وضربت العلاقات الأخوية بين الشعبين.
3
مساء الأربعاء، سيكون الموقف مختلفاً، فنحن وهم نبدأ من نقطة الصفر، دون التميز الذي كان لصالح الجزائر متمثلاً في ثلاث نقاط وهدفين.
ستكون أعصاب لاعبينا أكثر هدوءاً فهي مباراة كئوس عادية وليست انتحارية كما كانت المباراة الأولي، ويكفي هدف واحد وليس ثلاثة.
الجمهور الرهيب أيضاً كان عامل ضغط علي المنتخب المصري، فالأعصاب متوترة، ومن ينظر للمدرجات سيصاب بالخوف والقلق والتوتر، خشية من جمهور الوفاء العظيم.
4
مساء الأربعاء، سوف تمتلئ مدرجات استاد المريخ بالخرطوم بعشرات الآلاف من المصريين بجانب الأشقاء السودانيين، ولن يختلف الحماس والتشجيع عن استاد القاهرة.
الجمهور السوداني لن يشجع المنتخب المصري ولن يتحمس له إلا إذا شعر أنه له اليد الطولي في اللعب الرجولي والكفاح المستمر في الملعب، فهم شعب يعشق الكرة، ويشجع فنونها.
لو لعبنا المباراة مثل أول ثلث ساعة في المباراة الأولي فلن يهرب منا الفوز، ولن تحتبس الأنفاس في الصدور، وسنسهل علي أنفسنا كثيراً.
5
مساء الأربعاء ستكون المباراة مختلفة، بعد أن وضع المعلم حسن شحاتة يده علي نقاط القوة والضعف، وتكتمل قوته الضاربة بعودة حسني عبدربه ووائل جمعة.
المباراة الأولي كانت فرصة رائعة لاختبار البدائل عماد متعب وبركات وأحمد عيد عبدالملك، فأصبحت الصفوف مكتملة علاوة علي فارق اللياقة البدنية الذي كان لصالحنا.
الروح المعنوية عالية وفي السماء بعد شحنة الحماس الوطني الرائعة في استاد القاهرة مساء السبت، الحماس الذي يفجر الصخر في القلوب.
6
الفريق الجزائري سيكون مختلفاً أيضاً في مباراة الخرطوم فلا تضييع للوقت ولا تمثيليات للإصابة والوقوع، فليس لديهم الرصيد الذي كان موجوداً في المباراة الأولي.
انزاحت عن كاهلنا الضغوط التي كانت موجودة في مباراة القاهرة بسبب مناورات الفريق الجزائري ومحاولاته المستمرة هز أعصاب لاعبينا، فجاء كل ذلك بنتائج عكسية.
ستكون مباراة بين فريقين يريد كلاهما أن يخرج فائزاً، بعكس المباراة الأولي، لن يكون في مصلحتهم تضييع الوقت ولا ابتزاز الجمهور والحكم والبلد المضيف.
7
مباراة الأربعاء، لن يلعبها فريقنا وهو خائف من منظر الجمهور الرهيب الذي ملأ استاد القاهرة فكانت أنفاسهم متقطعة، وقلوبهم تتجه نحو السماء.
سيعود فيها أبوتريكة إلي تألقه ومتعب إلي إحراز الأهداف، وعمرو زكي إلي تفكيك الدفاع.. فقد أفاقوا من عبء المباراة الأولي وعودتهم لحالتهم الطبيعية تكفي لحسم اللقاء.
أحلم.. يوم الأربعاء.. بأن يذهب مليون مواطن مصري يحملون الأعلام إلي مطار القاهرة.. انتظاراً لعودة الأبطال.


E-Mail : [email protected]