الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

حكاية «زبيدة» رشيد التى أحبها الجنرال الفرنسى.. و«الميزونى» شاهد عليها

حكاية «زبيدة» رشيد التى أحبها الجنرال الفرنسى.. و«الميزونى» شاهد عليها
حكاية «زبيدة» رشيد التى أحبها الجنرال الفرنسى.. و«الميزونى» شاهد عليها




وثقها من رشيد - علاء الدين ظاهر

وسط عشرات القصص التى يمتلئ بها تاريخ مدينة رشيد، قررت «روز اليوسف اليومية» البحث عن أصل واحدة من أجمل تلك القصص، ذهبنا إلى متحف رشيد الوطنى الذى يتولى الأثرى سعيد رخا منصب مديره العام، حيث وجدنا نسخة طبق الأصل من وثيقة زواج الجنرال مينو القائد الثالث للحملة الفرنسية على مصر من السيدة «زبيدة» البواب بعد إشهار إسلامه، حيث إن الوثيقة الأصلية نفسها التى تعد كنزا تاريخيا محفوظة فى دار الوثائق القومية.


 وحسب ما جاء بالوثيقة التى اكتشفها العلامة على بك بهجت فى دفتر خانة محكمة رشيد الشرعية، كان صداق زبيدة الذى قدمه لها مينو «100 محبوب كل واحد منها بمائة وثمانين نصفا فضة»، كما تضمنت فى أحد شروطها أن يدفع لها مينو 2000 ريال نظير فراقه لها فى حالة الطلاق، وإن مات وكانت لا تزل فى عصمته تأخذ من ماله الألفى ريال.
كما تضمنت الوثيقة تأكيدًا على صدق إسلام مينو ونطقه للشهادتين تاركا لدين النصرانية، وأنه أظهر الحب للمسلمين وبعد إسلامه سمى نفسه عبدالله، كما أن الزواج تم فى حضور كل من كما جاء نصا بالوثيقة «مولانا العلامة السيد أحمد الخضرى المفتى الشافعى، ومولانا الشيخ محمد صديق المفتى الحنبلى، ومولانا السيد محمد المفتى المالكى».
الجزء الثانى من الحكاية وجدناها فى منزل الميـزونى «1154 هـ / 1740م»، حيث أخبرنا محمد التهامى مدير عام آثار رشيد أن ذلك المنزل صاحبه محمد البواب الميزونى والد «زبيدة» التى عرفت بأنها أجمل بنات رشيد، حتى أنها تزوجت فى عمر 18 سنة من سليم أغا الذى كان من أثرياء المماليك، ورغم ذلك لم يستمر زواجها منه أكثر من عام حيث وقع الطلاق بينهما ولم تنجب منه أى أبناء أو بنات.
المنزل كما قال لنا التهامى يتكون من 5 أدوار، وواجهته بها خمسة أبواب بالدور الأرضى، ويؤدى أولهما الشرقى لمنزل الميزونى والثانى يؤدى إلى حجرة السبيل، والثالث إلى المخزن والرابع يؤدى لسلم منزل جلال الملاصق له، والخامس إلى مخزن منزل جلال، ويعلو كل من هذه الأبواب منور بالحديد، أما الباب المؤدى إلى حجرة السبيل فتعلوه بلاطات قاشانى زخارفها من الأوراق والفروع وزهور اللا اللا والزنبق والرمان بالأصفر والأحمر والأخضر، وعلى يسار الباب يوجد شباك السبيل وأسفله حوض رخامى ولوح رخامى عليه النص الخاص بالإنشاء.
وأخبرنا التهامى عن قصة زواج مينو من زبيدة، حيث قال لنا إن الجنرال مينو كان مبعوثا من نابليون بونابرت إلى رشيد لتسلم مفاتيحها فى 1798م، ولأنه كان وحيدا ويحترم حياة المسلمين تطلع إلى زوجة منهم، لكنه لم يكن مسلما وهذا كان حائلا أمام زواجه من بنات رشيد، فما كان منه إلا أن أشهر إسلامه وأطلق على نفسه عبدالله، حيث جاء اسمه ولقبه فى وثيقة زواجه من زبيدة»عبد الله باشا مينو صارى عسكر القطر المصرى». 
وتابع: كان يريد زوجة جميلة، لذلك بحث عن أجمل بنات ونساء رشيد حتى عثر على ضالته فى «زبيدة» التى كانت أصغر منه سنا بحوالى 30 سنة لكنه عشقها وتزوجها، وقد تولى مينو قيادة الحملة الفرنسية بعد أن قتل سليمان الحلبى قائدها كليبر، تركها فى منزل والدها الميزونى وكانت حاملا فى ابنمها الأول الذى أطلقوا عليه بعد ذلك اسم «سليمان».
وأضاف: لم تنته قصتهما عند ذلك، إذا أن مينو تلقى هزيمة على يد الإنجليز فى الإسكندرية عام1801م حتى وصلوا إلى رشيد، وما كان من مينو وزوجته زبيدة وابنهما إلا الرحيل إلى فرنسا حيث كانت إقامتهم فى مدينة تورينو، وبعدها عاشا لفترة فى مدينة البندية الإيطالية، وفى عام 1810 مات مينو مما دعا زبيدة للعودة إلى مارسيليا الفرنسية، حيث عاشت بها لفترة حتى وفاة ابنها سليمان، وحينها لم تجد بدا من العودة إلى مصر حتى ماتت ودفنت فى بلدها رشيد التى شهدت مولد قصتها مع مينو.