الأحد 22 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

متى يرون إنجازات أخرى للمرأة غير جسدها؟

متى يرون إنجازات أخرى للمرأة غير جسدها؟
متى يرون إنجازات أخرى للمرأة غير جسدها؟




فى الوقت الذى تعامل الغرب مع صورة من مباراة كرة الطائرة الشاطئية فى أوليمبياد ريودى جانيرو بالبرازيل تظهر فيها لاعبة المنتخب المصرى دعاء الغباشى بالحجاب فى مواجهة مع لاعبة المنتخب الألمانى بالبكينى على أنها نوع من اختلاف الثقافات وأبدوا تشجيعهم لهذا التنافس بين ثقافات مختلفة وإلى أى مدى يمكن للرياضة أن تجمع بين البشر رغم اختلاف المعتقدات والثقافات بين عقول تبحث عن السلام وبناء جسور الحوار بين البشر، إلا ن المصريين تعاملوا معها على النقيض تماما فهى بالنسبة لكثيرين مجرد جسم عارى وأخر مغطى الأمر الذى يكشف الثقافة السائدة فى عقل ووجدان المجتمع المصرى بما يثير كثير من الاشمئزاز للتقليل من أى تقدم تحققه المرأة فى أى مجال.
وتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى الصورة ووجهوا انتقادا لاذعا للاعبة منتخب مصر دعاء الغباشى، وهى ترتدى الحجاب وبنطالا و«تيشيرت» بأكمام طويلة، خاصة أن اللاعبة الألمانية ترتدى «البكينى» وهو الزى المعتاد فى مثل هذه الرياضة.
ورفض عدد من النشطاء ظهور اللاعبة المصرية بالحجاب، مشيرين إلى أن الزى الرسمى للعبة «البكينى» ورأوها مباراة بين ثقافة الجدية والعملية وبين ثقافة الشكلية والمظهرية، بينما أكد آخرون أن الملابس التى ارتدتها اللاعبة من قبيل الحرية الشخصية، والفريق المصرى أبلى بلاء حسنًا فى أول مشاركة له فى لعبة الكرة الشاطئية.
 ولاشك أن هذه الصورة أعادت فتح الباب من جديد للحديث عن تسفيه المرأة وحبسها فى بوتقة الجسد، هى مجرد جسد لا أكثر، فالجميع نسى أن هناك بطولة مقامة فى البرازيل تضم مصريات نحتن فى الصخر للوصول لمثل هذه البطولة الرياضية ولم ير فى الصورة سوى جسدين واحد عار والآخر مغطى، وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على أنه مهما وصلت الفتاة لأعلى المراتب وحققت من إنجازات مازال المجتمع ينظر إليها باعتباها جسد حرام، وما حدث مع اللاعبة المصرية نور الشربينى الفائزة ببطولة العالم للاسكواش ليس ببعيد، حيث تعرضت لكثير من الانتقادات بسبب ارتدائها شورت قصير، فإن كان قليلون رأوها بطلة رياضية حققت إنجازا عظيما يستحق التقدير، تعامل معها الكثير على أنها «مزة» تمتلك أرجل وذراعين فى منتهى الجمال ولم يروها بطلة رياضية.