الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«روزاليوسف» تواصل كشف المخطط الإسرائيلي ضد مصر (1 2) «كيدون» أخطر فرق «الموساد» تبث الفتن بين المصريين






 روزاليوسف اليومية : 29 - 05 - 2011
 
فجرت «روزاليوسف» في عددها الصادر الثلاثاء الماضي قضية لا يزال صداها يتردد حول العالم في الوقت الذي تستمر فيه في الانفراد بصور أخري لوحدة الموساد الحقيقية وبتفاصيل أكبر في مواجهة علنية مع «الكيدون» أخطر فرق المخابرات الإسرائيلية علي الإطلاق.
مهمتهم الحالية هي نشر الفوضي وبث الفتنة بين المصريين، والطرق عديدة والطريق ممهد.. فالشعب متعلق في رقبة الجيش الذي يقاتل بشرف من أجل حماية الدولة كلها بينما لا تزال الشرطة تحاول تضميد جراحها بعد ثورة 25 يناير.
شعارهم بالموساد (بالخداع وحده تصنع لنفسك حربا)... وربما كان ذلك سر تواجدهم في الأحياء الشعبية في مصر حاليا يجمعون المعلومات عن بؤر الفتنة الطائفية ويخططون لإثارتها ويتحاورون مع الشباب في ميدان التحرير علي أساس أنهم من السلفيين يتكلمون بالحكمة الإسلامية ولديهم شهادات جامعية في الإسلام.. هذا بجانب استخدامهم البلطجية.. وظهورهم موثق بالمظاهرات الأخيرة واختفاؤهم قبل الوصول إليهم.. يدخلون البلاد بشكل عادي لأنه لا مانع من دخول من يحمل جواز سفر سليماً.. ينزلون بالفنادق علي أساس أنهم سياح وبعد ساعات يكونون قد بدلوا ماكياجهم وركبوا اللحي المصطنعة وتحولوا إلي إسلاميين سلفيين والباقي نعرفه، أجهزة المخابرات أخفوا معلوماتها طيلة أعوام طويلة عملوا سرا في طول الأرض وعرضها لتغطية تدريباتهم ونشاطهم الذي تجدد مؤخرا استعدادا لتنفيذ عمليات خاصة في مصر، واليوم نكمل القصة من واقع أكثر الملفات سرية علي الإطلاق، ونكشف أن عدد تلك الفرقة طبقا لبروتوكول نشأتها هو 48 فردا من النساء والرجال، أما سبب العدد فهو رمز تاريخي يشير لتاريخ إقامة دولة إسرائيل عام 1948 ويتضح لنا أن هناك في إسرائيل شخصين لا ثالث لهما يعرفان أفراد هذه الوحدة، وبالتأكيد تقابلا معهم عدة مرات هما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وذلك بحكم القانون الذي يخضع كل أجهزة المخابرات الإسرائيلية بأنواعها تحت رئاسته المباشرة وهو الوحيد المسئول عن التصريح لهم بالقتل، فالمعلومات تشير إلي أنه حتي بعد أن يصدر مجلس القتل الرباعي المكون من رؤساء الموساد والشين بيت والمخابرات الحربية الإسرائيلية ورئيس الوزراء أمر اغتيال من يرونه خطرا علي دولة إسرائيل بشكل عام فإن من ينقل الأمر المباشر للوحدة هو رئيس الوزراء شخصيا.
أما الشخص الثاني فهو رئيس الموساد الذي يجتمع بقائد الوحدة ويشرف علي عملياتهم ويدقق في بيانات المعلومات المطلوبة لتنفيذ القتل والاغتيال، وهو أيضا من يتحمل نتائج عملياتهم ولا ننسي أن فشل عملية اغتيال "خالد مشعل" في عمان 25 سبتمبر 1997 كلف رئيس الموساد الثامن "داني ياتوم" بها.
و«كيدون» التي لا يعرف أفرادها حتي العاملون بالموساد هي وحدة مصغرة عن وحدة أم تدعي (قيصارية) نفس الوحدة التي أدارت عملية الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين الذي أعدم في دمشق في 18 مايو عام 1965 وقد ولدت تاريخيا باسم (متسادا) أو القلعة وهي مع تعدد أسمائها تعد الذراع المنفذة لعمليات الموساد خارج إسرائيل خاصة في الدول العربية.. ولا يخضع اختيار أعضاء تلك الفرقة للشروط العادية التي يمكن أن تشكل بها فرقة عمليات خاصة، فالقوة غير ضرورية نهائيا حيث مهمة القتل والاغتيال وتنفيذ العمليات الإرهابية في الدول التي يريد الموساد قلقلة الحكومات بها ينفذها أفراد لا يمكن أن تشك بهم حتي لو وقعوا بين يديك.
أما الشروط الرسمية للانضمام للوحدة فهي الهيئة الشرقية والتحدث بأربع لغات علي الأقل يفضل أن تكون بينها العربية باللهجة المصرية والسعودية باللهجة الخليجية والإنجليزية بلهجة أهل لندن والإنجليزية باللهجة الأمريكية، أما التعليم فيفضل دراسات الشرق الأوسط والجغرافيا والكيمياء والكهرباء قوي ميكانيكية والتاريخ والدين الإسلامي والتمكن من التعامل باحتراف كامل مع أنظمة الحاسب الآلي.
وتشير المعلومات إلي أن طريقة اختيارهم تشبه تلك المعروفة في مصر عن اختيار ناشئي الفرق الرياضية غير أن الكشاف هنا هو قائد الوحدة وهو يختارهم من بين طلبة الجامعات والمعاهد الدراسية الإسرائيلية، ويظل يفحص حالة كل منهم لمدة عام كامل دون أن يعرف الشاب أو الفتاة أن الموساد يسعي لتجنيدهم، وفي خلال العام يكون قائد الفريق قد تعرف عن كثب علي كل عادات العضو الجديد ولا مانع أن يكون محبا للنساء فالمهم علي عكس اختيارات الفرق الخاصة الأخري هو الثبات العاطفي والحسي لدي الشخص.. والمفروض أن يكون لديه هذا الثبات حتي لو كان عاشقا للسرقة.
وبعد العام يرسل قائد الفرقة خطاب استدعاء عادياً للعضو الذي وقع الاختيار عليه ربما يكون استدعاء لفحص طبي تابع لأي وحدة بالجيش الإسرائيلي وهنا يجب أن نشير إلي أن الوحدة «كيدون» تملك من الوسائل المساعدة والتكنولوجيا المتخصصة في التزوير ما لا يملكه جهاز عصابات منظم، وفي اللقاء يكون التعارف الأول يستطلع فيه طبيب نفسي مدرب آراء العضو الجديد دون أن يطلعه علي أنهم يختبرونه وبعد ثلاث جلسات يدخل غرفة اللقاء قائد الفرقة لأول مرة ويطلب من العضو الانضمام للفرقة ولا يخبره باسمها في أول لقاء بل يقول له إنها فرقة قوات خاصة.
وبعد أسبوع في معسكر تدريب غير حقيقي بعيدا تماما عن موقع الفرقة الأساسي وبعد أن يكون العضو قد أقسم القسم الخاص بالفرقة والذي جزء منه يقول: (علي أن أموت دفاعا عن إسرائيل) ولكن إسرائيل هنا ليست الدولة بل الجنس والعرق ينفرد قائد الفريق بالعضو الجديد ليطلعه علي الأمر بشرط يعلنه له القائد قبل أن يبدأ الحوار وهو أن كشف هوية الفرقة، أو أي معلومات عنها سيعرض العضو للقتل الفوري فيوافق العضو في معظم الأحوال خشية القتل ولم تسجل إلا واقعة واحدة لا ثاني لها لقتلهم مجندة كشفت عن هويتها لصديق لها كانت تحبه في أول ليلة بعد حلفانها القسم وقد اضطروا لقتل الصديق أيضا.
وبعدها يتم نقل العضو إلي (بيت الضباع) كما يطلقون علي معسكر تدريبهم السري في صحراء النقب جنوب إسرائيل، وليس بعيدا بمنطقة مفاعل ديمونة المحاط بترتيبات أمنية لا مثيل لها وفي معسكر التدريب تبدأ قضية الاندماج وربما تأخذ عاما فالمهم عندهم هو وصول الفريق لروح تتعدي روح الجماعة ليصبحوا أفراد أسرة واحدة.. أما أهداف الفريق فهي تتراوح بين القتل (الاغتيال) ومهام أخري من بينها إشاعة الفوضي بين الدول وبين الشعب الواحد في حالات مثل التي نعيشها في مصر، وربما كان ذلك عاملا جذابا يمكنهم التدريب عليه ولهذا قرروا النزول إلي مصر في أغسطس القادم طبقا للمعلومات التي تم كشفها من داخل معسكر تدريبهم في شمال نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية.
ومن دراسة طريقة عملهم يتضح لنا أنهم لا يتدربون فقط في خارج إسرائيل بل إن تنفيذ أي عملية لا يتم من داخل إسرائيل.. فمثلا عملية اغتيال محمود المبحوح في دبي بالإمارات العربية المتحدة لم تكن غرفة عملياتها من داخل تل أبيب أو أي مكان بإسرائيل بل كانت من شقة استأجرها عملاء الموساد في العاصمة النمساوية فيينا وتمت منها عملية توجيه الفرقة. والمعروف أن أي عملية مهما كانت دقة التدريب والتنفيذ فيها لا بد أن يكون بها نسبة خطأ شخصي.. وهنا يكمن خطر الكشف عن الفريق كله وعن مصدر غرفة عملياته ولذلك فغرفة عملياتهم دائما خارج إسرائيل، الغريب أننا بالبحث والتدقيق اتضح لنا أن غرفة تنفيذ عمليات الفرقة في مصر كان مزمعاً أن تكون من داخل طرابلس في ليبيا وتكون المعلومة الأكثر غرابة أن ليبيا قد كانت غرفة عملياتهم منذ أعوام فيما يخص عمليات شمال أفريقيا.. ونندهش عندما نعرف أنهم بالفعل قد نفذوا منها في الثمانينيات عملية كبري باسم عملية (طروادة).
و«كيدون» كما يصفونها بالموساد (مخابرات داخل المخابرات) لا يعرف أعضاءهم ضباط الموساد أنفسهم الذين يشاهدون الآن صورهم معكم وإحساسهم يكاد يكون نفس شعوركم وأنتم تشاهدونهم علي الطبيعة لأول مرة، خاصة أن معلوماتهم شديدة السرية وهي الأغلي في سوق معلومات أجهزة المخابرات بالعالم.. ويكفي أن نؤكد أن نشر هذا التحقيق يكبدهم الآن مئات الملايين من الدولارات وعدداً من السنوات للتدريب وإعادة اختيار الفريق حتي يعودوا للنشاط.
ونظراً للسرية الشديدة فإن قرار التنفيذ النهائي يكون بلقاء مع رئيس الوزراء يزورهم هو فيه حفاظاً علي السرية وفي تحقيق «روزاليوسف» الأول كشفت أنهم تقابلوا معه بالفعل وبدءوا يتدربون علي الصور المجسمة للأهداف المطلوب اغتيالها، وهو ما أكد أن العملية وشيكة حيث لا يتم التدريب علي الهدف المجسم لدي فرق الاغتيالات إلا لو قرب موعد العمليات.. لأن الفريق ساعتها يكون في الاستعدادات النفسية الأخيرة التي يتم التدريب فيها علي لقاء الهدف وجها لوجه لقتله بمسرح العملية الحقيقي.