الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

السم والكاراتيه أشهر طرق «كيدون» في الاغتيالات






 روزاليوسف اليومية : 30 - 05 - 2011
 

«روزاليوسف» تكشف المخطط الإسرائيلي ضد مصر (2 2)
السم والكاراتيه أشهر طرق «كيدون» في الاغتيالات

كشفنا في عدد أمس الجزء الأول من خطة الموساد الإسرائيلي لنشر الفتنة في مصر عن طريق فرقة «كيدون» المتخصصة في إثارة البلبلة بالدول العربية.. وتحدثنا عن شروط اختيار أعضاء الفرقة وأماكن تدريبها علي عمليات الاغتيال.
وبدراسة باقي المعلومات عن الفرقة يتضح أن هناك دائما فترة 7 أعوام فاصلة في تاريخ أعضاء ال«كيدون» خاصة أن الرقم 7 رقم ديني بالديانة اليهودية فعدد الأيام سبعة والثمار الإلهية 7 وتدور العديد من الأساطير اليهودية الموثقة حول هذا الرقم حيث تحدث الدورة الحياتية لكل تشكيل أو جيل خلال هذه الأعوام فتشكيل الفرقة غير ثابت حيث يعاد تشكيلها بالكامل وتصفية الفرقة القديمة ولا تظهر بياناتها للأبد بعد تلك المدة فتقريبا يتم ادخال الأعضاء في المجتمع بأعمال مفضلة لدي كل منهم مع قطع الاتصال التام بالعضو وكأنه لم يكن له علاقة بالفرقة. ومن هنا يمكن أن نشير إلي ثلاث حالات مؤكدة لتسريح الفريق بتلك الطريقة السرية، الأولي كانت عقب العملية الفاشلة لاغتيال خالد مشعل بالعاصمة الأردنية والثانية كانت في يناير 2010 عقب اغتيال المبحوح في دبي والثالثة تحدث الآن علي الطبيعة أمامنا لأن نشر «روزاليوسف» تفاصيل حول الفرقة أدي لضياع مجهود أعوام طويلة علي إسرائيل مما سيدفعها لتسريح من كشفتهم الصور أما باقي الفريق فيستمرون في العمل في حين الكشف، حيث يصدر الموساد قرارا سريا بتشكيل فرقة جديدة علي الفور ويمنع كل أفراد الفرقة التي كشفها من السفر خارج إسرائيل لمدة عشرة أعوام وذلك لأن أجهزة المخابرات تكون قد تعرفت عليهم وتسعي وراءهم مثلما حدث في قضية المبحوح التي كشفت بخطأ غريب بعد ترك الصاعق الكهربائي آثارا علي جسده والعثور علي بعض السموم بداخل بمعدته.
و«كيدون» لها قصص طريفة تؤكد أنه لا خيال في عالم المخابرات فالتوثيق للحقائق يشهد بوقائع غريبة نسردها لكم ، فبعد اغتيال عماد مغنية في دمشق في 12 فبراير 2008 وعقب دفنه اكتشفت والدته أنها لا تملك صورا لابنها لتتذكره بها ودخلت في حزن شديد وعندما علمت الفرقة قاموا بإعداد ألبوم صور لمغنية من تلك التي كانوا يلتقطونها له أثناء رصده وصور أخري جمعوها كمعلومات وقامت الفرقة بإرسالها لأم «مغنية» في واقعة غريبة ربما كانت الأولي من نوعها بالعالم.
وتنفيذ الفريق لأي خطة اغتيالات يبدأ قبل التنفيذ الحقيقي للعملية بأربع وعشرين ساعة حيث تصل فرقة التنفيذ جميعا للدولة التي سينفذون فيها العملية ويكون وصول الفريق من عدة دول فلا يصلون علي رحلة واحدة بل يصلوا من عدة اتجاهات فمثلا تجد مجموعة تصل تباعا علي مدار نفس اليوم من استراليا والمجموعة الأخري تأتي من أوروبا والثالثة من أمريكا الشمالية والرابعة من أمريكا الجنوبية وكل منهم يحمل جواز سفر مختلفا عن الآخر ثم يقيمون في الفنادق بصورة فردية أو علي أكثر تقدير أزواج وكأنهم جاءوا للسياحة وللحب ولا يبدأ عملهم جميعا مرة واحدة حيث يكون من بينهم واحد أو اثنان ما مهمة غاية في الأهمية وهي «التشخيص» أي تحديد هوية المطلوب اغتياله بدقة شديدة ومكان تواجده خلال 12 ساعة وترسل البيانات بشفرة خاصة لغرفة العمليات التي ذكرنا أنها دائما تكون خارج إسرائيل وعندما تتأكد الغرفة من أن الهدف قد تم تحديد هويته منعا لعدم اغتيال هدف مخالف لهدف العملية يصدر أمر التنفيذ النهائي وغالبا ما يكون في إطار 7 ساعات من تلقي الأمر لقدسية هذا الرقم في الديانة اليهودية.
وتشير التدريبات المختلفة التي يتلقاها الفريق في مهارات استخدام السلاح الكاتم للصوت والقناصة إلي اتخاذهم سبلا مغايرة للقتل واستخدامهم لعملية (القتل اللذيذ) ومعناها عمليات القتل بالسموم أو بالحركات القاتلة التي تنفذ بالأيدي مثلما فعلوا مع «المبحوح»، وربما كانت عملية خالد مشعل الفاشلة للقتل بالسم خير دليل علي السياسة التي ينتهجونها حتي الآن.
ويتضمن الفريق تشكيلة فنية عجيبة فمنهم من يملك مواهب اللصوص حتي السرقة للسيارات والنشل العادي يدربون عليه فكيف سيعيشون لو قطعت بهم السبل في دولة ما دون أن يكون لديهم مورد مالي آخر وكيف سيتنقلون لو لم يسرقوا السيارات للتنقل دون الحاجة أو الاضطرار لاستئجار السيارات التي يمكن أن تكشف هوياتهم ، ومنهم الطبيب المتخصص في استخدام السموم للقتل مثل الطبيبة التي عالجت خالد مشعل بالترياق المضاد ومنهم مهندس الاتصالات الذي يربط الفرقة بغرفة العمليات وقت التنفيذ ومنهم القاتل المحترف وفي كل عملية نكتشف من خلال دراسة الطريقة أن لديهم عنصرين فقط هما اللذان يتقدمان لتنفيذ القتل أما باقي الفريق فيكون لحماية ظهر فريق القتل وحراسته بكل معاني الكلمة.
وعند التنفيذ يكون عدد الفريق يتراوح بين 11 و15 فرداً ولم تسجل عملياتهم النزول عن عدد 11 وهو العدد الذي تم تسجيله مثلا في عملية المبحوح بدبي مع العلم أن عملية اغتيال "فتحي الشقاقي" في مالطا صباح الخميس 26 أكتوبر 1995- سجلت ظهور عدد اثنين من المنفذين بمسرح العملية كان أحدهما يقود دراجة بخارية سريعة والثاني يجلس وراءه وكان هو منفذ القتل والغريب أنها عملية نوعية استحقت الدراسة حيث إنهم ظهروا بالشارع فجأة وسط ذهول المارة وقتلوا «الشقاقي» بطلقات خرجت من مسدس كاتم للصوت وبعد سقوطه التقط القاتل الطلقات الفارغة من الأرض وركب وراء قائد الدراجة وتلاشا في وسط مالطا ولم يجد البوليس هناك أي دليل فلا توجد طلقات فارغة في جسد «الشقاقي» ولا علي الأرض لفحصها بالمعامل الشرعية وقيدت الحادثة ضد مجهول.
و«كيدون» تعمل منفردة في معظم عملياتها أي أنها لا تحصل علي دعم من جواسيس أرضية بالدولة المراد التنفيذ بها إلا في حالات فردية قليلة التسجيل وذلك للحفاظ علي السرية التامة قبل التنفيذ وحصر السر في الفريق دون غيره فمثلا كان السبب الرئيس في فشل عملية اغتيال خالد مشعل عدم تلقيهم للدعم الأرضي من جواسيس الموساد وبعد أن نفذوا العملية وهربوا من مسرح الجريمة حدث خطأ لدي سائق الفريق حيث سار بالسيارة في شكل دوائر وبعد قليل بينما كان الناس يبحثون عن الفاعل الذي هرب وجدت الفرقة نفسها في نفس شارع التنفيذ فتعرفت عليهم.
وعلمنا من المعلومات أيضا أن الفريق يضم مصممة أزياء وخبيرة ماكياج لهما دور كبير فمثلا في عملية «مغنية» لم يجدوا أي بصمة أو أية آثار بمسرح الجريمة وكذلك في دبي لم يجدوا آثارا سوي أثر الصاعق الكهربائي علي جسد الضحية حيث يستخدمون بصمات بلاستيكية يلصقونها قبل البدء في التنفيذ، ولذلك لا تجد آثارا في مواقع عملياتهم حتي لو تم القبض عليهم فلن تجد بصمات علي السلاح المنفذ به الجريمة ليكون دليلا قاطعا في محاكمة قضائية .
وتحقيقا لمعلومة أنهم يفضلون حاليا القتل بالسم فتؤكد المصادر أن الموساد يقوم من خلال معهد البحوث البيولوجية في ضاحية (نيس تسيونا) الإسرائيلية باختراع السموم التي تستخدمها الوحدة «كيدون»، ويعمل بالمعهد 350 شخصاً منهم 150 عالماً وخبير حرب بيولوجية ينتجون السموم التي لا يمكن الكشف عنها وهو ما حدث بالفعل مع الرئيس الراحل ياسر عرفات عندما نفذت الفرقة اغتياله بالسم ولم تعرف السلطة الفلسطينية سبب وفاته ولا حتي خبراء الطب العسكري في فرنسا التي نقل إليها الراحل مع أنهم أكدوا وجود سم من نوع غريب لم يتوصلوا إليه منذ يومها .
وكانت قصة الكشف عن ذلك المعهد غريبة ففي عام 1983 قفزت أخبار ذلك المعهد السري للصحافة الإسرائيلية والعالمية أولا بسبب وجوده ونشاطه السري ثانيا لأن جهاز «الشين بيت» كان قد ألقي القبض علي مدير المعهد وقتها العالم "ماركوس كلينبرج" بتهمة التجسس لصالح المخابرات الروسية علي مدي 18 عاماً كاملة وهو الاتهام الذي تأكد وحكم علي «كلينبرج» بالسجن لمدة 20عاماً .
ويكفي أن نعرف أن المخابرات الأمريكية ما زالت تبحث حتي الآن في شكوكها التي تكاد تصل لدرجة الحقيقة حول أن فيروس أنفلونزا الخنازير قد صدر من هذا المعهد في الأساس..