مصر والجزائر مباراة لا معركة!
روزاليوسف اليومية
إلي الأشقاء الجزائريين.. أهلنا في البلد العربي العظيم والملهم.. باختصار مبدئي وقبل كل التفاصيل التالية: أهلا بكم في بلدكم مصر.. تعالوا شجعوا فريقكم.. وناصروه.. وتمنوا له الفوز كما تحلمون.. كما سوف نتمني لبلدنا النصر.. هذه علي أهميتها الفاصلة سوف تكون مباراة وليست موقعة عسكرية أو معركة حربية.
إن تلك ليست رسالتي وحدي.. بل هي رسالة كل المصريين.. بغض النظر عن المتعصبين.. وحتي تعصبهم إن زاد فإنه لا ينم عن كراهية.. ولا غضب.. مشاعرهم ساخنة.. وآمالهم الرياضية عريضة.. ومن حقهم كما من حقنا جميعا أن نأمل الفوز لكي نشارك في بطولة كأس العالم في جنوب أفريقيا.. ولو كان ذلك علي حسابكم.. هذه طبيعة التنافس الرياضي الذي لا ينفي أبدا أننا أشقاء.
أنتم إخوة لنا.. وبيت إخوتكم في مصر هو عنوان الأمن والضيافة.. وكما صرح بينكم سفيرنا قبل أيام فإنه لا توجد قيود علي التأشيرات.. كما لا توجد أية تعليمات جديدة بخصوص سفركم إلي مصر.. والأهم من ذلك فإن الرياضة نزال شريف.. لا يصح ولا يجوز أبدا أن يكون فيه تنابز أو ضغينة.
أنتم منزعجون من أقوال رددها الزميل عمرو أديب في برنامجه »القاهرة اليوم«.. معكم حق.. جاوز عمرو ما لا ينبغي أن يتجاوزه.. أخذته الحمية.. وسبقه لسانه.. ولكن هذا لا ينسيني أيضا أن بين معلقيكم من جاوز بدوره المدي.. صحيح أنه لم يحدث أن كان منكم من عاير الشعب المصري كما فعل عمرو مع الشعب الجزائري.. ولكن حتي نحن في "روزاليوسف" نتلقي تعليقات من قراء يشتمون بلدنا ويقولون لنا إنه ليس من حقنا أن نتمني الفوز.. أمر مزعج لكنه عادي.
أيها الأشقاء في الجزائر.. دعونا من كل هذا.. أنتم ونحن أرفع خلقا ومكانة من كل هذه التجاوزات التي تسببها تعصبات المدرجات حتي لو انتقلت حينا إلي الشاشات والصفحات.. أنتم بلد المليون شهيد.. أيقونة التحرر العربي.. وقد كانت يدنا معكم.. لكن هذا جهدكم.. نثني عليه ونقدره ونمتدحه ونستلهم منه.. ولا نتجبي عليكم بعون.
إن رئيسكم المجاهد الكبير عبدالعزيز بوتفليقة صديق عزيز لمصر.. وقد ساند مرشحنا إلي اليونسكو علي حساب مرشح من أصل جزائري والتزم تعهده مع القاهرة.. وهذا فعل كبير أشرت إليه وأشدت به قبل أيام.. وإذا كان ما بيننا من وشائج دم وقومية لا يمكن تجاوزها.. فإن بيننا تعاونا اقتصاديا كبيرا.. وبينكم مستثمرينا وأبناءنا من العاملين في شركات مختلفة ومدرسينا.. ونشكر لكم استضافتهم.. وترحيبكم بهم.. والعكس بالعكس.. وقد زاركم رئيس وزرائنا ووزراؤنا قبل أشهر ولاقوا منكم حفاوة عظيمة.
تشجيني نغمات موسيقاكم الرائعة.. الراي.. تفعم قلبي.. ولم يزل تراث ابنتكم وأختنا وردة العظيمة ينطق بثقافتنا ومصريتنا ويهز مشاعرنا خاصة حين يتمازج مع لحن موسيقارنا المهيب بليغ حمدي.. وإذا كانت الكرة قد خلقت بيننا حساسيات استفادت منها المنتخبات والأندية لأنها تتحول إلي طاقة في المدرجات المكتظة في القاهرة والإسكندرية أو وهران والجزائر.. فإن هذه المشاعر ينبغي أن تبقي قيد المستطيلات الخضراء.. وتنتهي بإطلاق الحكم لصافرة الختام.
بعد نحو الشهر ستكون بيننا وبينكم مباراة.. بالصدفة هي في القاهرة.. وقد كان يمكن أن تكون في الجزائر.. لو تغيرت الجداول.. الآلاف تحتشد هنا كما الآلاف تحتشد هناك.. كل منا يشجع بلده.. فليس مطلوبا مني أو من الملايين المصريين أن يحلموا للجزائر.. كما أنه ليس مطلوبا منكم أن تحلموا لنا.. هذا طبيعي.. ويبقي الود والأخوة مادامت الشعوب.. ومهما تعددت النزالات في الملاعب.
إن المعلقين الرياضيين قد يتناسون في زحام أسماء اللاعبين وخطط المدربين وحسابات التصفيات ما بين الشعوب من روابط.. تلهيهم ألوان الفانلات.. ويمكن أن ينسوا في الصخب ما تعبر عنه من تواريخ وتاريخ وحضارات وعلاقات.. هذا يحدث في كل مكان.. بين ألمانيا وإنجلترا.. بين البرازيل والأرجنتين.. بين السعودية وإيران.. بين نيجيريا وغانا.. وبين مصر والجزائر.. أي أنها قصة عادية ليست مفاجئة ولا هي غير متوقعة.. ومهمتنا أن نبقيها في حدودها.. وأن نتجاوز ما سوف تقرره الأهداف في المرميين.
أيها الإخوة في الجزائر.. نحن نحبكم ونرتبط بكم.. ونتمني لكم كل خير.. ونحترمكم.. ولكن هذا لا يعني علي الإطلاق أننا لن نغلبكم.. سوف يقهر فريقنا فريقكم في أرضنا وأمام مشجعيكم.. هذه نقرة أخري لا تنفي محبتنا.
الموقع الإليكتروني: www.abkamal.net
البريد الإليكتروني: [email protected]