الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

مصر والجزائر مباراة لا معركة!




إلي الأشقاء الجزائريين‮.. ‬أهلنا في البلد العربي العظيم والملهم‮.. ‬باختصار مبدئي وقبل كل التفاصيل التالية‮: ‬أهلا بكم في بلدكم مصر‮.. ‬تعالوا شجعوا فريقكم‮.. ‬وناصروه‮.. ‬وتمنوا له الفوز كما تحلمون‮.. ‬كما سوف نتمني لبلدنا النصر‮.. ‬هذه علي أهميتها الفاصلة سوف تكون مباراة وليست موقعة عسكرية أو معركة حربية‮.‬

إن تلك ليست رسالتي وحدي‮.. ‬بل هي رسالة كل المصريين‮.. ‬بغض النظر عن المتعصبين‮.. ‬وحتي تعصبهم إن زاد فإنه لا ينم عن كراهية‮.. ‬ولا‮ ‬غضب‮.. ‬مشاعرهم ساخنة‮.. ‬وآمالهم الرياضية عريضة‮.. ‬ومن حقهم كما من حقنا جميعا أن نأمل الفوز‮ ‬لكي نشارك في بطولة كأس العالم في جنوب أفريقيا‮.. ‬ولو كان ذلك علي حسابكم‮.. ‬هذه طبيعة التنافس الرياضي الذي لا ينفي أبدا أننا أشقاء‮.‬

أنتم إخوة لنا‮.. ‬وبيت إخوتكم في مصر هو عنوان الأمن والضيافة‮.. ‬وكما صرح بينكم سفيرنا قبل أيام فإنه لا توجد قيود علي التأشيرات‮.. ‬كما لا توجد أية تعليمات جديدة بخصوص سفركم إلي مصر‮.. ‬والأهم من ذلك فإن الرياضة نزال شريف‮.. ‬لا يصح ولا يجوز أبدا أن يكون فيه تنابز أو ضغينة‮.‬

أنتم منزعجون من أقوال رددها الزميل عمرو أديب في برنامجه‮ »‬القاهرة اليوم‮«.. ‬معكم حق‮.. ‬جاوز عمرو ما لا ينبغي أن يتجاوزه‮.. ‬أخذته الحمية‮.. ‬وسبقه لسانه‮.. ‬ولكن هذا لا ينسيني أيضا أن بين معلقيكم من جاوز بدوره المدي‮.. ‬صحيح أنه لم يحدث أن كان منكم من عاير الشعب المصري كما فعل عمرو مع الشعب الجزائري‮.. ‬ولكن حتي نحن في‮ "‬روزاليوسف‮" ‬نتلقي تعليقات من قراء يشتمون بلدنا ويقولون لنا إنه ليس من حقنا أن نتمني الفوز‮.. ‬أمر مزعج لكنه عادي‮.‬

أيها الأشقاء في الجزائر‮.. ‬دعونا من كل هذا‮.. ‬أنتم ونحن أرفع خلقا ومكانة من كل هذه التجاوزات التي تسببها تعصبات المدرجات حتي لو انتقلت حينا إلي الشاشات والصفحات‮.. ‬أنتم بلد المليون شهيد‮.. ‬أيقونة التحرر العربي‮.. ‬وقد كانت يدنا معكم‮.. ‬لكن هذا جهدكم‮.. ‬نثني عليه ونقدره ونمتدحه ونستلهم منه‮.. ‬ولا نتجبي عليكم بعون‮.‬

إن رئيسكم المجاهد الكبير عبدالعزيز بوتفليقة صديق عزيز لمصر‮.. ‬وقد ساند مرشحنا إلي اليونسكو علي حساب مرشح من أصل جزائري والتزم تعهده مع القاهرة‮.. ‬وهذا فعل كبير أشرت إليه وأشدت به قبل أيام‮.. ‬وإذا كان ما بيننا من وشائج دم وقومية لا يمكن تجاوزها‮.. ‬فإن بيننا تعاونا اقتصاديا كبيرا‮.. ‬وبينكم مستثمرينا وأبناءنا من العاملين في شركات مختلفة ومدرسينا‮.. ‬ونشكر لكم استضافتهم‮.. ‬وترحيبكم بهم‮.. ‬والعكس بالعكس‮.. ‬وقد زاركم رئيس وزرائنا ووزراؤنا قبل أشهر ولاقوا منكم حفاوة عظيمة‮.‬

تشجيني نغمات موسيقاكم الرائعة‮.. ‬الراي‮.. ‬تفعم قلبي‮.. ‬ولم يزل تراث ابنتكم وأختنا وردة العظيمة ينطق بثقافتنا ومصريتنا ويهز مشاعرنا خاصة حين يتمازج مع لحن موسيقارنا المهيب بليغ‮ ‬حمدي‮.. ‬وإذا كانت الكرة قد خلقت بيننا حساسيات استفادت منها المنتخبات والأندية لأنها تتحول إلي طاقة في المدرجات المكتظة في القاهرة والإسكندرية أو وهران والجزائر‮.. ‬فإن هذه المشاعر ينبغي أن تبقي قيد المستطيلات الخضراء‮.. ‬وتنتهي بإطلاق الحكم لصافرة الختام‮.

‬ بعد نحو الشهر ستكون بيننا وبينكم مباراة‮.. ‬بالصدفة هي في القاهرة‮.. ‬وقد كان يمكن أن تكون في الجزائر‮.. ‬لو تغيرت الجداول‮.. ‬الآلاف تحتشد هنا كما الآلاف تحتشد هناك‮.. ‬كل منا يشجع بلده‮.. ‬فليس مطلوبا مني أو من الملايين المصريين أن يحلموا للجزائر‮.. ‬كما أنه ليس مطلوبا منكم أن تحلموا لنا‮.. ‬هذا طبيعي‮.. ‬ويبقي الود والأخوة مادامت الشعوب‮.. ‬ومهما تعددت النزالات في الملاعب‮.‬

إن المعلقين الرياضيين قد يتناسون في زحام أسماء اللاعبين وخطط المدربين وحسابات التصفيات ما بين الشعوب من روابط‮.. ‬تلهيهم ألوان الفانلات‮.. ‬ويمكن أن ينسوا في الصخب ما تعبر عنه من تواريخ وتاريخ وحضارات وعلاقات‮.. ‬هذا يحدث في كل مكان‮.. ‬بين ألمانيا وإنجلترا‮.. ‬بين البرازيل والأرجنتين‮.. ‬بين السعودية وإيران‮.. ‬بين نيجيريا وغانا‮.. ‬وبين مصر والجزائر‮.. ‬أي أنها قصة عادية ليست مفاجئة ولا هي‮ ‬غير متوقعة‮.. ‬ومهمتنا أن نبقيها في حدودها‮.. ‬وأن نتجاوز ما سوف تقرره الأهداف في المرميين‮.‬

أيها الإخوة في الجزائر‮.. ‬نحن نحبكم ونرتبط بكم‮.. ‬ونتمني لكم كل خير‮.. ‬ونحترمكم‮.. ‬ولكن هذا لا يعني علي الإطلاق أننا لن نغلبكم‮.. ‬سوف يقهر فريقنا فريقكم في أرضنا وأمام مشجعيكم‮.. ‬هذه نقرة أخري لا تنفي محبتنا‮.‬
الموقع الإليكتروني‮:‬ www.abkamal.net

البريد الإليكتروني‮:‬ [email protected]