الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«روز اليوسف» فى قايتباى.. هنا عثر الكابتن بوشار على «حجر رشيد»

«روز اليوسف» فى قايتباى.. هنا عثر الكابتن بوشار على «حجر رشيد»
«روز اليوسف» فى قايتباى.. هنا عثر الكابتن بوشار على «حجر رشيد»




زارها فى رشيد - علاء الدين ظاهر
 
 
قامت «روز اليوسف» اليومية أثناء زيارتها لمدينة رشيد بتفقد قلعة قايتباى الأثرية، ولم تكن أفضل منها فرصة لمشاهدة المكان الذى عثر فيه على حجر رشيد، الذى غير كثيرًا من مفاهيم التاريخ الفرعونى بعد ما فك العالم شمبليون طلاسمه,ليكشف معها كثيرًا من أسرار اللغة المصرية القديمة، ذلك الحجر المصنوع من البازلت الأسود ومنقوش عليه بالهيروغليفية والديموطيقية واليونانية القديمة.
الصدفة وحدها قادت للعثور على الحجر الشهير فى التاريخ، حيث قال لنا محمد التهامى مدير عام آثار رشيد إن الحملة الفرنسية أدخلت العديد من الإصلاحات والزيادات على مبنى القلعة، وهو ما وثقته لجنة حفظ الآثار العربية أثناء ترميمها للقلعة فى الثمانينات فى اللوحة الموضوعة على سور القلعة الخارجى، وجاء فيها أن هذا الحصن أمر بإنشائه السلطان الأشرف أبوالنصر قايتباى فى مايو 1482م، وعرف فى عهد الحملة الفرنسية بحصن سان جوليان، وأثناء قيام رجال الحملة الفرنسية بتدعيم القلعة عثر الكابتن بوشار فى أغسطس 1799 م على الحجر الذى نسب إلى المدينة وعرف بحجر رشيد، وكان أكبر عون لشامبليون وغيره من علماء الآثار على حل رموز الخط الهيروغليفى.
 وتابع التهامى قائلًا: المكان الذى عثر فيه على حجر رشيد هو البرج الجنوبى الغربى للقلعة، حيث يظهر فيه بوضوح الطوب الأحمر الذى أضيف إليه فى عهد الحملة الفرنسية، حيث كان القائد الفرنسى بوشار مكلفاً بالعمل فى ترميم القلعة، وأثناء هدم أحد الجدران ضمن أعمال الترميم والإحلال والتجديد عثر على الحجر,وسرعان ما عمل الجنرال مينو به وأمر بإحضاره إلى منزله بالإسكندرية حيث تم تنظيفه ونقله إلى القاهرة، ثم تم نقله إلى لندن فى1802 م، وهو محفوظ حاليا فى المتحف البريطانى.
وعرفنا أن النص الموجود بالحجر عبارة عن قرار أصدره الكهنة المصريون المجتمعون فى مدينة منف عام 196ق.م ليظهروا اعترافهم بأفضال الملك بطليموس الخامس(ابيفانيس)، حيث أنه بعد وفاة بطليموس الرابع عام 204 ق م ونتيجة للمجازر التى وقعت فى عهده، حدثت فتن ضخمة هددت الدولة المصرية  حتى تدخل الرومان وثبتوا دعائم بطليموس الخامس وتم القضاء على تلك الفتن عام 198 ق. م. وأعادوا إلى الكهنة امتيازاتهم التى فقدوها فى عهد أبيه وأجزل لهم العطايا وأصدر عفواً عن جميع ما قاموا ضده من المصريين، وأقيم احتفال كبير فى ممفيس لشكر ومبايعة الملك بالطاعة ونقش محضر بذلك على الحجر بحضور رؤساء الكهنة والكتاب وكان من الضرورى وضعه فى المعابد من الدرجة الأولى حتى الثالثة  بجوار تمثال الملك.
وتضمنت ترجمة النصوص التى جاءت على حجر رشيد أوصافا كثيرة لبطلميوس الخامس منها نصا«هو الملك مثل رع، هو ملك الوجه القبلى والوجه البحرى، وهو وارث الإلهين المحبين لوالدهما، وهو المختار من بتاح, وهو روح رع القوية، وهو صورة آمون الحية، هو ابن رع، إنه بطلميوس,إنه محبوب بتاح، إنه الإله الظاهر سيد الخيرات، وهو ابن بطلميوس وأرسنوى الإلهين المحبين لوالدهما، هو كاهن الإسكندرية والمطهر والمخلص،  وهو صاحب الروح والقرين، وهو الطاهر الرحيم المحب, إنه الملك بطليموس الخالق بالفكرة والكلمة».
 وأكدت نصوص حجر رشيد ما قام به الملك بطليموس من أعمال خيرية، حيث تضمنت ما هو نصه أهدى كثيرًا من الفضة وكثيراً من الحبوب لمعابد مصر وأعطى كثيراً من الأشياء الثمينة لأجل أن يهدئ مصر ويحل عليها السلام، وتقام المعابد، كما كافأ جميع القوى التى تعمل تحت طوعه وبعد أن قلل من الإيرادات والضرائب سارية المفعول فى مصر وتخلى عن بعضها تماما أراد أن يشعر الجيش والشعب فى فترة حكمه بالرفاهية والرخاء، فتخلى عن متأخرات الضرائب التى كانت تؤتى للملك من الشعب والعبيد الذين يمتلكهم والتى بلغت حداً كبيراً، كما أطلق سراح السجناء حتى المتهمين منذ فترة طويلة.