الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«سور ثلجى فى الصحراء».. رواية تنقب فى هواجس النفس الإنسانية

«سور ثلجى فى الصحراء».. رواية تنقب  فى هواجس النفس الإنسانية
«سور ثلجى فى الصحراء».. رواية تنقب فى هواجس النفس الإنسانية




صدرت مؤخرا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة التابعة لوزارة الثقافة رواية بعنوان «سور ثلجى فى الصحراء» الحاصلة على الجائزة الأولى فى مسابقة الهيئة الأدبية المركزية.
تنتمى الرواية إلى أدب الدراما الواقعية، حيث تناقش الرواية حالة العزلة التى يعانى منها الإنسان وتأثيرها على الحالة النفسية، والتى تدفع الإنسان لطرقات بعيدة تحاصره فيها الأحلام والهواجس والأشباح من واقع إلى مجرد هواجس وظلال، حيث تدور الرواية فى إطار نفسى مشوق بطلها «محمود خليفة» والتى يتحدث فيها عن معاناته وعزلته التى تسبب له أزمة نفسيه يظل يعانى منها حتى أواخر عمره، فتستعرض الرواية بداية حياته، المليئة بالأحداث السيئة التى تحدث له؛ وتكون السبب فى كره العالم الواقعى الذى يعيش فيه، فانتُهكت برأته من خلال عامل مصنع يعتدى عليه جنسية، وموت رفيقته، فيعزله أبوه عن المجتمع خوفاً عليه داخل سور فى الصحراء، ويظل «خليفة» يعيش بين جدران هذا السور منعزلا عن الجميع حتى فقد القدرة على التعايش فى زحام المدنية، ومن الجانب الآخر يبدأ البطل يتعايش مع الواقع فى مرحلة شبابه حيث يرجع لمعاناته ثانيا نتيجة وفاه ابنه بعد زواجه رميا برصاص، وهنا يلقى الكاتب الضوء على الإرهاب الذى يحدث فى البلاد والذى يكون سببا فى قتل الكثير من الشباب؛ وكان سببا فى معاناة الكثير من الأهالى.
ومن جانب آخر واقعى، تناولت الرواية مسألة الشهرة بأعراض الناس، حيث يلتقى البطل بفتاة مصرية استطاع عشيقها أن ينتهك شرفها ويصورها فيديو وينشرها على مواقع التواصل الاجتماعى بحثا عن الشهرة، فهربت هذه الفتاة من أهلها خوفا من الموت، فتتوالى الأحداث فى الرواية، ويريد الكتاب أن يظهر الجوانب المأساوية فى الحياة وكيف تؤدى إلى الهروب والعزلة والخوف، فتدور الرواية حول جانب آخر مهم وهو الفقر وكيف يستطيع أن يهلك صاحبه، فيتعرف بطل الرواية بشخصيه مثل «سمير» والذى عرض عليه أن يمارس معه الشذوذ مقابل قدر من المال ولكن محمود خليفة يرفض.
ويظل «خليفة» يرى البُوم يتزايد يوما بعد يوم ويرى الجليد يزداد حول السور فلو عرف من قتل ابنه يرحل البوم ويذوب الجليد الذى يغطى السور.
جاءت أحداث الرواية فى شكل درامى واقعى مع تداخل أدوار محورية لشخصيات تمتلئ بها الرواية حتى التقى البطل بمن يحكى له قصة حياته ليكتبها وأخبره عن كل ما فى حياته من أسرار ومخاطر ومساوئ، فكانت تحتوى الرواية على قدر كبير من العزلة والألم والخوف فيشعر بعد ذلك بذوبان الجليد ورحيل البوم.
فكتب الرواية محمد سليم شوشة، والجدير بالذكر انه روائى مصري، حصل على الجائزة الأولى فى مسابقة المواهب من مجلس الأعلى للثقافة عن رواية شرود أبيض عام 2016.