السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«درب الأثر».. ملجأ الفقراء بـ«الغربية»

«درب الأثر».. ملجأ الفقراء بـ«الغربية»
«درب الأثر».. ملجأ الفقراء بـ«الغربية»




الغربية - محمد جبر


شارع «درب الأثر» الذى يعد من أشهر وأكبر الشوارع التجارية بمدينة طنطا، ويعد أحد أهم المعالم الأثرية القديمة بالمدينة، والمعروف عنه أنه سوق الغلابة والأغنياء، حيث إن الشارع  يضم جميع  المنتجات  والمحال التجارية التى يطلبها المواطن أو الأسرة من مختلف الأنواع، فضلا عن أنه يشتهر بمحلات ومصانع الحلويات والمواد الغذائية المتنوعة وتجارة العطارة والأقمشة والملابس، ويأتيه الناس الغلابة يوميا من كل «فج عميق» بمراكز محافظة الغربية القريبة والبعيدة لشراء جميع مستلزماتهم هربا من غلاء الأسعار بمحلات التجزئة.
بداية يقول كرم أبوسالم، موظف: إن تدنى الراتب الذى يحصل عليه كموظف حكومى والحالة المعيشية التى أصابت طائفة الفقراء ومحدودى الدخل تدفعه دائما للحضور إلى شارع «الأثرية» لشراء جميع مستلزمات العائلة بحثا عن السلع الأدنى سعرا فى ظل ما تشهده سلاسل المحلات الأخرى من ارتفاع جنونى فى الأسعار.
وتشير زينب بدوى، ربة منزل، إلى أنها من زبائن السوق الدائمين ورغم أنها من إحدى القرى التابعة لمركز كفر الزيات إلا أن بعد المسافة عن محل إقامتها لم يمنعها من  الحضور إلى السوق فى بداية كل شهر لتشترى مستلزماتها بسبب  ارتفاع أسعار السلع بالمحلات  الأخرى مقارنة بأسعار سوق درب الأثر.
ويوضح سعيد عطية، صاحب محل سلع غذائية، أن هذا الشارع يتردد عليه يوميا العديد من الأهالى من جميع قرى المحافظة حتى أطلق عليه «سوق الغلابة»، فضلا عن أن معظم التجار مقيمون أيضا فى نفس الشارع وتوارثوا المهن أباً عن جد، لافتا إلى أن زبائنه من الطبقة الشعبية ومحدودى الدخل وأصحاب  محلات التجزئة الصغيرة.
ويضيف عبدالوهاب سعودى تاجر مستلزمات سبوع:  «كلنا هنا جميعا أسرة واحدة وأهل واتربينا مع بعضنا البعض»، مؤكدا أن شارع درب الأثر معروف أنه يضم كل شىء من الإبرة حتى الصاروخ وكل من يدخل الشارع يجد ما يريد حسب إمكاناته المادية، ويوجد هنا أيضا محلات جزارة لحوم بلدى ولحوم مستوردة وملابس وخبز ومواد تموينية وماكياج وأحذية وأدوات للمطبخ، فأى شىء مهما كان تريده ستجده على الفور فى شارع درب الأثر وبأسعار منخفضة عن محلات التجزئة فى أى منطقة أخرى.
ويرى عبده شاهين صاحب محل ملابس وعضو الغرفة التجارية أن السبب الرئيسى فى اقبال الاهالى على سوق شارع درب الاثر هو البيع بسعر الجملة داخل محلاته وهى أسعار منخفضة مهما كانت بالمقارنة من محلات التجزئة مؤكدا أن تدنى دخول المصريين أحد أهم الأسباب التى تدفعهم دائما إلى الحضور الى هنا وشراء مستلزماتهم من مواد غذائية وجبن وحلوى وخلافه مبينا ان حالة الركود التى تشهدها هذه السوق الحيوى حالة عامة كباقى الاسواق الكبيرة فعملية الشراء اصبحت أمرًا صعبا على المواطن البسيط المطالب بتوفير مستلزمات عديدة فى ظل تدنى الرواتب وبالتالى فهو يحضر إلى هنا لشراء الأولويات ويقلل من شراء الفرعيات.
من جانبه قال عبدالفتاح بصلة، مدير عام الغرفة التجارية بالغربية: تتعدد الأسواق فى مدينة طنطا نظرا لاهتمام بعض السكان بالتجارة من خلال امتلاك المحلات التجارية، ومن أشهر الشوارع والأسواق التجارية شارع الأثرية ودرب الأثر أكبر الشوارع التجارية بالغربية، الذى يضم آلاف المحلات الكبيرة والشهيرة، مطالبا بزيادة الوعى عند المستهلكين بمعنى عدم الإقبال على شراء السلع التى ترتفع أسعارها بشكل مبالغ فيه والبحث عن البديل، لافتا إلى أن العكس هو ما يحدث فكلما زاد سعر سلعة معينة زاد الإقبال عليها وتخزينها.
إلى ذلك فمن الغلاء الذى سببه الدولار فى انعدام قيمة العملة المحلية وفى الوقت الذى تحارب فيه الدولة استغلال شركات الصرافة حاجة المواطنين من العملات الأجنبية وتسعى جاهدة للقضاء على السوق السوداء، فوجئ حجاج القُرعة بمحافظة الغربية المزمع سفرهم هذه الأيام القليلة بامتناع البنوك الحكومية «الأهلى – مصر» عن تلبية حاجاتهم من العملة السعودية «الريال»، ما يجبرهم على التعامل مع السوق السوداء التى تحاربها الدولة، الأمر الذى يجعلهم نهبا لشركات الصرافة وتجار العملة ويكبدهم  أموالا طائلة ليس فى استطاعتهم توفيرها بعدما وضعوا تحويشة العمر فى تكاليف الرحلة.
حجاج القرعة بمحافظة الغربية يستغيثون بالرئيس عبدالفتاح السيسى، ويطالبون بضرورة توفير احتياجاتهم الضرورية من الريال السعودي، خاصة أنها المرة الأولى التى تمتنع فيها البنوك الحكومية عن تلبية حاجة الحجاج من الريال السعودى، حيث كان يتم فى السنوات السابقة منح كل حاج 1000 ريال بالسعر الرسمى للبنك ويزاد هذا المبلغ لمَنْ له حساب بنكى.
وقال الحاج محمد أحمد مصطفى: إنه توجه إلى البنك الأهلى فرع قطور بمحافظة الغربية، للحصول على الريال السعودى كما كان متبعا فى السابق، فكان رد إدارة البنك أنه متاح فقط للحاج الذى له حساب بالبنك أما من ليس له حساب بالبنك فليس من حقه الحصول على الريال السعودى.
ويضيف: إذا كانت الدولة تحارب السوق السوداء فى تجارة العملة فلماذا تدفعنا للتعامل معها؟! وماذا يفعل الحاج الذى لا يستطيع الحصول على الريال بأسعار السوق السوداء؟ مطالبا بضرورة مساعدة الدولة الحجاج فى الحصول على الريال السعودى، كما كان معمولا به فى السابق من أجل التخفيف عن كاهل الحجاج، خاصة حجاج القرعة والجمعيات نظرا لظروفهم لا سيما أن معظمهم من كبار السن، مشيرا إلى أن الأمر نفسه حدث مع بنك مصر.
وتلفت أماليه صقر، ربة منزل، إلى أنها ادخرت فلوس الحج على مدى سنوات طويلة مضت ولا تستطيع شراء الريال السعودى بأسعار السوق السوداء وليس لها أى حساب بالبنك، متسائلة: لماذا لا تساعدنا الدولة فى توفير الحد الأدنى من حاجتنا للريال السعودى تسهيلا على من انتظروا أداء الفريضة سنوات طويلة ولا يستطيعون التعامل مع أسعار السوق السوداء؟!