الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

دراسة أزهرية تحذر من خطورة الانتقاء من المستشرقين لصالح الإسلام




 
حذرت دراسة أزهرية أعدها الباحث كمال بريقع مدرس بكلية اللغات والترجمة قسم الدراسات الإسلامية  من الخطأ الكبير الذى يقع فيه كثير من الباحثين والمترجمين وبعض العلماء، عند تناول شهادات المستشرقين وأقوالهم عن الإسلام، من خلال التركيز على الشهادات المنصفة التى صدرت من بعض المستشرقين للنبى محمد (صلى الله عليه وسلم) ورسالته وإبرازها، وغض الطرف عن الإساءات التى صدرت من هؤلاء الكُتَّاب أنفسهم فى حق الإسلام ورسوله.. مما يترتب عليه إضفاء المصداقية على هؤلاء المستشرقين، وشيوع كتاباتهم وذيوع صيتهم كمنصفين للإسلام.
 
 
وتناولت الدراسة التى جاءت تحت عنوان (مواقف الباحثين المسلمين المعاصرين من الكتابات الاستشراقية) خطورة الموقف الإنتقائى أيضا من الكتابات الاستشراقية للباحثين المسلمين الذين ينتقون من إنتاج المستشرقين الآراء السلبية، وذلك إذا أرادوا تصوير حقد بعض الكُتَّاب وإظهار عدائهم للإسلام ورسوله عليه الصلاة والسلام.
 
 
وتعرضت الدراسة لتوجه ثالث للباحثين المسلمين إزاء الكتابات الاستشراقية إذ يقبلون كل ما جاء به الاستشراق -دون تمحيص- والانحناء أمام كل ما أنتجته العقلية الغربية التى استطاعت أن تحرز التقدم المادى فى كل جوانب الحياة المختلفة، والنظر إلى ذلك التراث بعين الإعزاز والإجلال، ويذهب البعض إلى ما هو أبعد من ذلك فيتبنى هذه الآراء ويرددها ليل نهار فى المحافل العلمية والثقافية، وقد يصل الأمر ببعضهم إلى انتحال هذه الآراء ونسبتها لأنفسهم وكأنها إفراز لتجليات عقولهم.
 
 
ويحذر الدكتور كمال بريقع من خطورة الاتجاهات السابقة، إذ يؤدى اتجاه الانتقاء الإيجابى من الكتابات الغربية عن الإسلام إلى الترويج لمستشرقين يدسون السم فى الدسم، مما يؤدى إلى شيوع أسمائهم فى الكتابات البحيثة والقوالب الإعلامية، ويخلق منهم أبطالا مدافعين عن الإسلام وهم فى الحقيقة غير ذلك. فى حين يؤدى الانتقاء السلبى من الكتابات الغربية عن الإسلام إلى تصوير الغرب على أنه عدو للإسلام مما يعمق تكريس روح العداء والكراهية وتعميق الهوة بين الشرق والغرب.
 
 
أضاف ان الاتجاه الثالث يؤدى للذين يؤمنون بكل ما جاء على ألسنة المستشرقين الغربيين دون وجود مناعة فكرية ذاتية تحصنهم، إلى تهديد هويتهم وتغريبهم وانسلاخهم من ثقافتهم وتأثيرهم فى الكثيرين من أبناء جلدتنا. ولا شك أن كل هذه الاتجاهات السابقة تبتعد عن الأمانة العلمية وتفتقد إلى روح الحياد والنزاهة التى تمثل أساس البحث العلمى السليم.