الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

وتمضي الحياة




نعيش حياتنا كما نعيشها. تمضى بنا الايام ونحن نعيش حياتنا بلا كلل وبلا ملل. البعض منا يمضى حياته فى دائرة لا تنتهى. يصحو من النوم يلبس ويأكل ويستعد للنزول ثم ينزل للعمل. ينتهى العمل يذهب الى البيت يأكل وينام ثم يصحو. اما يفتح التلفاز ليرى ما فيه.

 
 
أو يعمل داخل البيت. كأن العمل بداخل مقر العمل ليس كافيًا. وهكذا ينتهى يومه. أهذه هى الحياة بالنسبة لنا؟ اتعجب من الناس التى وقفت مكانها ولم تحرك ساكنة برغم دوران الحياة. الكائنات تموت وتحيا وهو كما هو. يحلم ويحلم ولكنه لا يحقق حلمه أبدا. لا ينفع بلده. لا ينفع إخوانه. لا ينفع احدا. يعيش ليأكل ويعمل فقط. وماذا عن الحياة؟ ماذا عن باقى الناس الذين يعيشون فى هذه الحياة؟
دعونى احكى عن مقصدى بدون الغاز فالالغاز ستتعبكم بالتأكيد. عندما نولد ونكبر ونتعلم فى حياتنا يظهر اشخاص لهم حقوق علينا ولنا حقوق عليهم. فمثلا عندما يتزوج الرجل من حق زوجته عليه قضاء وقت معها. ووالدته ووالده ايضا لهم حق من وقته. حماته وحماه كذلك. وعندما يولد أولاده لهم حق ان يمضى معهم وقتا ويصرف عليهم ووو... الخ. ولكن هناك جانبًا آخر لابد ان نهتم به جميعا. جميعنا نبحث عن لقمة العيش. نعمل ونجد لنأخذ اجر عملنا على هيئة نقود. وهكذا تدور عجلة الحياة بالنسبة للإنسان. اذا امعنا النظر الى الغرب. سنجد ان الانسان هناك يعمل ويجد ولكنه يحاول جاهدا ان يستثنى وقتا من وقته الثمين ليقضى ولو جزء منه مع اسرته واحبائه واصدقائه بالاضافة الى عمل ما يحب من هوايات كان يحلم بأن يتقنها.
 
 
فالحياة لا تقتصر على قضاء وقت مع الاسرة والاصدقاء ولكنها لها جوانب أخرى لم نحسب لها حساب. اذا لم استطع ان أجزئ وقتى لكل هذا فأحاول على الاقل ان افعل شيئا واحدا كل شهر مرة مثلا او حتى كل شهرين. المهم ان افعل شيئًا جديدًا فى حياتى.
 
 
امل دائما عندما اسأل شخص كيف تمضى وقتك؟ ويقول لى اقضيه فى البيت على النت وامام التلفاز او انام ولى عملى بالطبع. ولكن هذا الشخص حرم نفسه من اشياء جميلة يحبها لأجل ماذا؟ لأجل ان يحيا أولاده وزوجته فى نعيم؟ جميل ولكن ليس على حساب نفسه ووقته وصحته. لن اتكلم عن نفسى هذه المرة فلقد تكلمت عدة مرات قبل اليوم. تكلمت عن كيفية قضاء وقتى فى ممارسة هواياتى التى اعطتنى معلومات وافادتنى بالاصدقاء والمعارف والمعلومات. وفوق كل هذا قضيت وقتا ممتعا انعشت به حياتى كلها. المهم انت او انت. ماذا فعلتم بوقتكم؟ هل اطعمتم مسكينًا؟ هل مددتم ايديكم لمحتاج وساعدتوه؟ فالمساعدة ليست للفقير فقط. المحتاج قد يكون قريباً وليس بالضرورة ان تكون الحاجة مادية. فالحاجة قد تكون لمعلومات، لقضاء وقت ممتع الخ. وهنا نكون عملنا لدنيانا وآخرتنا وقضينا وقتًا ممتعًا فى نفس ذات الوقت. ما رأيكم؟
 
 
اليس من الضرورى ان نمضى وقتنا فى شىء مفيد؟ والهوايات لمعلوماتكم تفيد كثيرا.
 
 
انها ليست مضيعة للوقت الثمين. لا، بل إنها جميلة ومفيدة. للصحة وللبدن وللفكر.
 
 
انها تنمى اشياء كثيرة وسبب ابتعادنا عنها لاننا نعتقد انها تضيع وقتًا كثيراً من وقتنا الذى من الممكن قضائه فى شىء افيد مثل العمل والراحة كالنوم. للأسف أخطأنا فى مفهومنا وأخطأنا فى قضاء وقتنا وضيعنا كثيراً من عمرنا ومازلنا نقف حيث نحن لا نتحرك. ساكنين هادئين. لا نتحرك ولانخاطر واصبحت حياتنا عبارة عن كتلة ملل متحركة. متى نفيق؟ متى نتحرك؟ متى نعمل ما نحب قبل ان يقضى بنا الوقت والزمن ونجد اننا كبرنا فى السن ولم نعمل شيئا؟ انفقنا وقتنا كإنفاقنا للنقود فى اشياء لم تفدنا كثيرا. العمل مهم ولكن... غير كاف. لابد ان نبحث عن ذاتنا الحقيقية. وان لم نجد الوقت فلنوجد الوقت. فلا يوجد وقت كاف بعد ذلك.
 
 
قبل حلول رمضان بيوم مات صديق لى وشاب صغير لم يكمل تعليمه الجامعى. ولكنى فخورة به. فلقد عمل ما يحب وهو التمثيل. كان يحب الطب ايضا وهى الكلية التى كان يرتادها. وكان يقول لى دائما انه يهوى العمل كطبيب اطفال. وبرغم انه لم يحقق حلمه الاول والاساسي، على الاقل حقق جزءًا من حلمه وهو التمثيل المسرحي. وغيره الكثير من الاصدقاء الذين يستفيدون من وقتهم. فزملائى فى كلية الموسيقى وورشة الرسم كبار السن. فمثلا لى زميلة تونسية تتعلم العود وابنتها وزوجها يتعلمان البيانو وابنها يتعلم الكمان. فهذه الاسرة هى مثال للناس التى اتكلم عنها.
 
 
فلماذا لا افعل ما احب طالما لا يتعارض مع مبادئى الحياة ومبادئ المجتمع؟
تعالوا نبدأ فى البحث عما نحبه. ولن نعرف اجابة اسئلتنا الا لو جربنا كل ما هو جديد.
 
 
 
كتبته ا: سارة جبرونى خريجة كلية الألسن وتعمل مدرسة وتهوى الكتابة والقراءة
وأنشأت جروباً على الفيس بوك لتعليم اللغة الإنجليزية
 
 
 
 
احتفلت  أول بنت شاركت فى باب بنات فى بنات، مارى مرقص بعيد ميلادها الحادى والعشرين وحرصت على أن تزين تورتة عيد ميلادها باسم «روزاليوسف» الذى منحها الفرصة للتعبير عن رأيها واكتشاف موهبة الكتابة لديها وكذلك كتبت على التورتة أول ما نشر لها بعنوان «ماتتجوزيش نصيحة».