الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

أنا جدع

أنا جدع
أنا جدع




كتب - على الشامى

مباراة الجودو الأخيرة بين اللاعب المصرى ـ السلفى مظهرًا وروحا ـ وبين اللاعب الإسرائيلى، فارقة جدا، فجة الدلالات بطريقة لافتة.
اللاعب المصرى خالف عرفا قديما دأبت عليه الرياضة المصرية وهو مقاطعة التعامل مع العدو الصهيونى، وقرر أن يخوض التجربة، ويلاقى اللاعب الإسرائيلى فى الحلبة، إذن، فقد تحرك اللاعب من منطقة العداوة إلى درجة أقل حدة، وهى الخصومة أو التنافس، وأثناء ذلك ظل الرجل يطلق تصريحاته النارية التى أعلن فيها أنه سيقهر المنافس ويذيقه الويل فى المباراة المرتقبة، وعندما أعلن الحكم بداية المباراة لم يكن اللاعب الإسرائيلى فى حاجة لأكثر من دقيقة واحدة، أو دقيقتين على أكثر تقدير لإنهاء المباراة لصالحه بطريقة درامية. 
إلى حد كبير اللاعب المصرى معبر عن مجتمع بأسره، رامزا بسلفيته – ليس فقط عبر المظهر الخارجى ولكن عبر السلوك المراهق الخاضع للأبيض والأسود – فلا هو مستعد فنيا لهزيمة منافسه، ولا هو انسحب فاكتسب كرامة الرفض للتطبيع، حالة من المسخ أصبح عليها المجتمع السلفي، روحا ومظهرا كما أسلفت، على طريقة «أنا جدع» التى يطلقها السكاري، فلا هو جدع ولا يحزنون، فقط هو لسان بلا فعل، جعجعة بلا طحين. 
ثم وبنهاية المباراة توجه اللاعب الصهيونى الذى التزم بالتقاليد الأوليمبية والتزم بتدريباته الفنية إلى منافسه ليصافحه، فرفض الأخير لأنه لا يصافح الإسرائيليين!!
بعيدا عن عدم احترافية اللاعب السلفى إلا أنه ذو موقف عجيب، فصامى النزعة، وكأنه كان داخل عركة فى حارة و«مقموص» من منافسه لأنه هزمه، نعم هناك أزمة فى كل مجالات الرياضة، أو معظمها على الأقل، والأزمة ربما فى الثقافة العامة فضلاً عن المسئولين الرياضيين، والمدربين، واللاعبين، منظومة مهترئة بحاجة إلى نسف وإعادة إنجاز منظومة لائقة، أما الرياضيون الذين يتصورون أنها عركة مع «واد إسرائيلى عالناصية» فلنا الله منهم.
لفتة أخرى فارقة فى أولمبياد ريو هذا العام بخصوص فريق الكرة الشاطئية - لاحظ أن الكرة الشاطئية طبقا لاسمها تلعب على الشاطئ بأزياء خاصة لهذا الغرض - ارتداء الحجاب وملابس ذات أكمام طويلة!! الطريف أن اللاعبات ارتدين بناطيل طويلة ضيقة جدًا - وبالطبع النتيجة كانت محسومة لضعف مستوى «المتقين».
الفكر السلفى المتجذر فى عقول الرياضيين قادم من المجتمع الذى نشأ فيه هؤلاء بلا شك، والخطوة الأولى نقلة معرفية وثقافية وفكرية، واى حديث عن محاولات ترقيع لهذا الواقع هو عبث، عبث ذو أكمام طويلة.