الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حلمى النمنم يعلن غياب النقد

حلمى النمنم يعلن غياب النقد
حلمى النمنم يعلن غياب النقد




د.حسام عطا يكتب:
كانت ملاحظة الكاتب الصحفى حلمى النمنم وزير الثقافة فى ختام المهرجان القومى للمسرح حول غياب النقد المسرحى عن المهرجان فيما قرأ من كتابات عنه وحوله، وغياب وجود أسماء كبيرة فى النقد المسرحى رأى أن آخرها من وجهة نظره فيما قال جيل د. على الراعى، ملاحظة دقيقة، فسرها بأن هناك فارقًا بين التغطيات الإخبارية والمقال النقدي، وهو فى ذلك محق إلى حد كبير، إذ فى تقديرى يأتى المهرجان هذا العام ليوضح من خلال نشرته الداخلية ومتابعة الصحف له غياب المقال النقدى عن العرض المسرحى، وهو ما نسميه بشكل اختصاصى النقد التطبيقى، وهو الأمر الذى يأتى واضحا دالًا على قرب اختفاء هذه المهنة
«الناقد المسرحى» تقريبًا من عالمنا المهنى، ومرجع ذلك إلى علامة أخرى تأكدت هذا العام هو غياب الاحتراف المسرحى والمواسم المسرحية المستقرة، التى كان النقاد يتابعونها بالدرس والتحليل والتقييم، ولأن الصحف اليومية قد أسندت المهمة فى معظمها للمحررين الفنيين الذين لا يصدر معظمهم عن خلفية اختصاصية، والأمر فى هذه الناحية قائم منذ النهضة المسرحية الستينية حتى الآن، فمعظم النقاد آنذاك والكبار منهم مثل د.محمد مندور ود.رشاد رشدى ود.على الراعى كانوا أساتذة بالجامعة، تبعتهم أجيال أخرى حتى د.نهاد صليحة، وأجيال لاحقة عانت من غياب انتظام مساحات ومواقيت النشر.
كما أن الانتظام وحده بعائده المادى لا يمكن أن يجعل من النقد المسرحى مهنة احترافية مستقلة ويظل القادرون على الاستمرار والمقاومة يأتون من مهن أخرى أساسية كالصحافة أو الجامعة، أو غيرها، ويظل النقد المسرحى التطبيقى مرتبكا وتظل المناهج النقدية الحديثة حبيسة قاعات الدرس والكتب الاختصاصية النظرية، وتظل مجلة المسرح الغائبة مساحة مفقودة للمتابعات النقدية التطبيقية، ما دفعنى لأن أسأل د.هيثم الحاج رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، عنها وقد قال خلال شهر ستجدها فى يدك وبشكل منتظم، ونحن فى انتظارها وانتظار المواسم المسرحية المنتظمة ليعود النقد المسرحى الاختصاصى مهنة ومعنى وقيمة ودورا، وهو الغائب حقا كما لاحظ السيد وزير الثقافة، ولاحظ معى أيضا أن المهرجان القومى للمسرح خلا من جائزة للنقد المسرحى منذ بدايته حتى الآن، وهو الأمر الذى يمكن معه وجود مسابقة سنوية لأبرز ما كتب من نقد تطبيقى عن المواسم المسرحية، كما أن فعاليات هذا العام ألغت الندوات التطبيقية اليومية التى كانت تعقد عقب العروض، علها تعود وعله يعود أيضا النقد المسرحى الاختصاصى، وهو جوهر الإنتاج المسرحى وعقله المفكر.