الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

إسماعيل مختار رئيس البيت الفنى للمسرح: استحداثنا إدارات جديدة وأتمنى أن يصبح المسرح شريكاً فى التنمية

إسماعيل مختار رئيس البيت الفنى للمسرح: استحداثنا إدارات جديدة وأتمنى أن يصبح المسرح شريكاً فى التنمية
إسماعيل مختار رئيس البيت الفنى للمسرح: استحداثنا إدارات جديدة وأتمنى أن يصبح المسرح شريكاً فى التنمية




بعد نجاح تجربته بمسرح الغد، تولى مؤخرا المخرج إسماعيل مختار رئاسة البيت الفنى للمسرح خلفا للفنان فتوح أحمد، وذلك بعد حالة الصعود والهبوط التى شهدها البيت الفنى الفترة الماضية، خاصة بعد فشله فى حصد جوائز المهرجان القومى للمسرح، بخلاف ما حدث العام الماضى، يراهن مختار خلال الموسم المقبل على جودة المنتج الفنى والأسماء المرشحة للمشاركة به، ويؤكد أن البيت الفنى سينافس وبقوة الفترة المقبلة وقال فى حواره لروزاليوسف:
■ فى البداية لم يكن اسمك ضمن المرشحين بقوة لتولى رئاسة البيت الفنى للمسرح، فهل كنت مستعدا لهذا المنصب؟
ــ لم يكن الأمر مفاجئًا، لأننى كنت مستعدًا منذ سنوات طويلة، ليس لرئاسة البيت، ولكن لفكرة الإدارة على وجه التحديد، ففى عام 2011 كنت مديرا لإدارة التدريب بالبيت الفني، ومع أحداث الثورة كان هناك حماس كبير، فبدأت بالتجهيز لمشروع هيكلة البيت الفنى، واستكمله معى الزميل الناقد خالد رسلان، وضم لنا آخرون من جهاز التنمية الإدارية مثل سمية عبد المجيب مدير شئون العاملين والتنظيم والإدارة، قمنا وقتها بعمل مشروع قيم وعرضناه على وزير الثقافة فى هذه الفترة عماد أبو غازي، ولأننى فى الأساس مخرج مسرحى تخرجت فى قسم نقد ودراما بالمعهد العالى للفنون المسرحية، ومنذ دخولى هذا المجال، كنت مهموما بالإدارة، وسبق وأن كلفنى الدكتور أشرف زكى بإدارة التدريب للعاملين بالبيت الفني، وقمت بعمل ورش متخصصة فى الإضاءة والقيادة العليا وتدريب مديرى المسارح كان منهم حلمى فودة، وماهر سليم ومحمد دسوقي، وبعد كل هذه الخبرات فى مجال الهيكلة والإدارة أعتقد أننى على استعداد لهذا المكان.
■ ما هى بنود مشروع الهيكلة الذى قدمته لإعادة بناء المكان؟
ـــ مشروع الهيكلة عبارة عن تصور للتنظيم الإدارى والإنتاجى لأى مكان بناء على الوظائف والمهام الموجودة به من خلال تحديد رسالته ومجموعة الأهداف العامة والاستراتيجيات، وتقسيم شكل الإدارة سواء دائرية أو اتباع الشكل الهرمى، واعتقد أن هذا هو الشكل المتوافق مع نظام الإدارة فى مصر، وهو معنى بالأوامر الهابطة والأوامر الصاعدة، بمعنى أنه إذا كان هناك مجلس إدارة يقوم بإنزال الأوامر للقطاع الأوسط، بالإدارة للموظفين وما إلى ذلك، حتى يضعوا الخطط التى تترجم الأهداف الإستراتيجية، كى تصل إلى المستوى التنفيذى بالمسارح والفنانين العاملين بها،  ولدينا هنا طاقات هامة يجب استغلالها.
■ دائمًا ما كان يشكل الإداريون عبئًا على المكان، كيف ستتعامل مع هذا العبء؟
ـــ لدى مجموعة من الفنانين الموهوبين من أعمار مختلفة ومجموعة من الإداريين القابلين للتغيير ومواكبة التطور بدخول دورات تدريبية، وحتى تتحقق هذه المسألة، قررت استحداث  إدارة جديدة بالمكان وهى إدارة الموارد البشرية، هذه الإدارة ستقوم بدراسة الوضع القائم حتى نرى الوظائف التى تحتاج إلى كوادر جديدة، وستتم إعادة تأهيل الآخرين، فالهيكلة ليست مجرد تسكين أماكن ودرجات مالية فقط.
■ كيف تخطط لشكل إنتاج البيت الفنى للمسرح الفترة المقبلة؟
ـــ أسعى لانتهاج طريق مختلف فى الإنتاج، مغاير لما اعتاد عليه المكان، بحيث ألا ينظر للمنتج المسرحى باعتباره منتجًا ذا قيمة فنية واجتماعية فقط، بل يجب أن يكون له مردود اقتصادى قوي، فلا يمكن أن تكون لدينا هذه العروض ذات القيمة الفنية العالية، دون أن يكون لها مردود اقتصادى كبير، وهذا سيساعد على إدخال موارد للدولة، وتقليل الحمل من عليها حتى نكون شركاء فى التنمية، وهو ما يحتاج إلى نوع من التنظيم.
■ هل ترى أنه من السهل تحقيق هذه المعادلة؟
ــ بالتأكيد، كما ذكرت الموضوع يحتاج فقط إلى شيء من التخطيط، لأننا نمتلك بهذا المكان مجموعة من النجوم الكبار إذا نزلوا لخشبة المسرح «هيجيبوا إجوان» وأقرب مثل الفنان يحيى الفخراني، والفنان نور الشريف رحمة الله عليه كان دائما يقول أنه يقيس نفسه عندما ينزل المسرح، وكان يذكر دائما أن المسرح يجدد طاقته الفنية لعشرة أضعاف، وليس هناك أقوى من الوقوف على خشبة القومى أو السلام أوالكوميدى، وكل ما نحتاج إليه هو توفير الموارد المالية لهؤلاء النجوم، نحتاج إلى مجموعة من الإجراءات القانونية والإدارية، فعلى سبيل المثال مسرح الغد على موقعه، بمنطقة العجوزة، من الممكن أن يحقق ملايين من خلال الإعلانات لأنه محاط بأماكن حية للغاية مثل كوبرى مايو وكورنيش النيل، فمن يأت من أى اتجاه سيمر على هذه المنطقة، وبالتالى ستتغير الفكرة عن المسرح المصرى، لذلك أسعى إلى اتباع أفكار وشكل جديد فى التخطيط للإنتاج وكيفية التسويق لهذا الإنتاج، حتى يساهم المسرح المصرى لأول مرة فى التنمية، كما لدينا تصور الفترة المقبلة لعمل ورش بالتعاون مع مخرجين وفنانين كبار من الخارج مثلما كان يفعل مسرح الهناجر، فى الإضاءة والتمثيل وإخراج عروض مسرحية كنتاج لهذه الورش.
■ هل ستتدخل فى نوعية العروض المقدمة بالمسارح؟
ـــ نعمل حاليا بإطار علمي، فهناك لجنة للمشاريع والعروض، هذه اللجنة مختصة لقراءة ودراسة المشاريع بالكامل بدءًا من النص ثم رؤية المخرج وخياله للمكان والزمان الذى يدور فيه العرض، وكذلك ضرورة دراسة الفئة المستهدفة من هذا العمل، ومن شأن مدير الفرقة اتخاذ القرار فى النهاية، لكن لابد من وجود دراسة من مجموعة من المتخصصين، تحت يده حتى يرى أين يقف فى قراره ومسئوليته، كما اتخذت مؤخرا حزمة من القرارات الإدارية والقانونية حتى تكون هناك استقلالية شبه كاملة للمسارح، فمن المقرر أن يكون هناك عضو قانونى لكل مسرح، ليس مضطرا للرجوع إلى المكان الأصلى بالبيت الفني، وعضو لمراجعة الحسابات المالية للمكان بعيدا عن البيت الفني، ثم عضو تفتيش، وسيكون لكل مسرح مخصص مالى بناء على خطة إنتاجه الفنى للموسم، كما سيكون لدينا كتيب للإعلان عن خطة الموسم بشكل متكامل، وبما سوف يتم انتاجه الفترة المقبلة، وأعتقد أن هذا الأسلوب يصنع حالة من المصداقية بيننا وبين المتفرج والإعلام، كما يسهل علينا التحرك بخطة تسويقية للمنتج الفني.
■ هل ترى أن البيت الفنى أصبح فى منافسة شرسة مع مسرح القطاع الخاص والفضائيات؟
ـــ أؤمن بالمنافسة، وهناك جهات أخرى فى رأيى أهم ومنافس أقوى من الفضائيات والقطاع الخاص، مثل مسرح الجامعة، ومركز الإبداع الفني، لديهم أعمال مبهرة وقوية، وبالتالى نحن كإدارة يجب أن نخطط وندفع بالعمل فى نفس الاتجاه، والموسم المقبل أعد بأنه سيكون مختلفًا وقويًا جدا، وبه كفاءات فنية عالية لأن كل عرض سيكون تجربة مسرحية منفردة بذاتها.
■ فى رأيك هل استقطاب الجمهور مرتبط بسعر التذكرة أم بجودة المنتج المقدم خاصة والقطاع الخاص عاد بنجاح خلال هذه الفترة؟
ــــ سعر التذكرة بالطبع يفرق كثيرا مع الطبقة الوسطى وأى أسرة من الممكن أن تقوم بعمل فسحة جيدة بأسعار بسيطة، كما أنهم يخرجون لمشاهدة نجوم بمسارح القومى أو السلام أو الكوميدى دون تكبد أموال باهظة، وبالنسبة لمسرح الفضائيات أعتقد أنه كان نتيجة حالة الركود والفراغ التى شهدها مسرح القطاع الخاص، بجانب استغلال مجموعة كبيرة من الشباب الموهوب، وهنا بالبيت الفنى أعتقد أننا نعمل بشكل تخطيطى جيد، حتى نكون على استعداد لاستقبال اللحظة التى نستعد لها، لأننى فى النهاية أقدم للجمهور خدمة ثقافية حتى ولو كانت مدفوعة.
■ ماذا عن كارنيه العضوية الذى اتبعه رئيس البيت السابق كى يسهل الدخول على الجمهور؟
ــــ هذا الكارنيه بالطبع له جدوى كبيرة جدا لكنه يحتاج إلى شكل أكثر تنظيما بمعنى دخوله فى كيان مؤسسى كى يتولى تنظيم هذه المسألة، ودائما أقول أن كل من سبقنى بهذا المكان، كانوا مجتهدين وقدموا الكثير للبيت الفنى وشرفت بالعمل كمدير لمسرح الغد مع الفنان فتوح أحمد، لأنه رجل مخلص، وهناك أفكار كثيرة بدأها سأستكملها من بعده منها بروتوكول جامعة القاهرة، نسعى لتجديده حاليا ولدينا موعد مع الدكتور جابر جاد نصار، ومشروع مسرح العرائس المائية، فهو من أهم المشاريع التى تمت الفترة الماضية وسنقوم بعمل مسرح خاص لهذا النوع من الفن، لكن لحين اتمام بناء المسرح بحديقة العائم، اتفقنا على حمام سباحة فى الإسكندرية وآخر بجامعة القاهرة وبعض دور القوات المسلحة.
■ هل ستستكمل مشروع مسرحة المناهج؟
ـــ اتفقت مع المخرج حسن يوسف مدير المسرح القومى للطفل على تخصيص وحدة انتاجية للمشروع بعيدا عن انتاج المسرح نفسه، فهناك بروتوكول مع وزارة التربية والتعليم، والبيت الفنى هو المنتج بناء على اشراف علمى من الوزارة وتغطية مناهج مختلفة وحدة خاصة للمسرح القومى للطفل نتواصل على مستوى المدارس فى الأقاليم بعمل حفلات فى بعض الأقاليم وسيكون لها اسطوانات مدمجة لهذه العروض تباع بسعر رمزى للطلبة بعد انتهاء كل العرض.
■ هل هناك اتجاه لاستضافة العروض الفائزة بالمهرجان القومى بمسارح البيت الفنى؟
ــ قررت المداومة على فكرة الإستضافة بشكل عام وستكون هناك استضافة لعرضين على الأقل من الجامعة وعرض من الشباب والرياضة، وآخر من الثقافة الجماهيرية، ليس بتحديد نسب لكن بمعيار الجودة، ومدى صلاحية العمل للعرض الجماهيري، وستكون مواعيد الاستضافات فى الأوقات البينية بالنسبة لنا، ما بين المواسم لأنه من حق الجمهور أن يشاهد مزيد من المنافسة، والعروض التى تمتلك القدرة على التواصل الاحترافى مع الجمهور، البيت الفنى أولى بها ولن تعيق خطتنا الإنتاجية، لأنها ليست حصة إلزامية بل هى تعتمد فى المقام الأول على معيار جودة هذه العروض.
■ فى تجربتك بمسرح الغد سعيت لتحقيق التوازن بين العاملين من داخل وخارج المكان هل ستكرر هذه التجربة بالبيت الفني؟
ـــ لم أفكر فى أى شكل من أشكال التوازنات لكننى وجدت مشروعًا مكتمل العناصر، ومعبرًا عن اللحظة الراهنة وله رسالة وناجح جماهيريا، ومن تتوفر فيه هذه الشروط، ليس لدى أى أزمة فى أن يدخل دون حساب فى إطار اللوائح والقوانين لأن ما يهمنى القيمة الفنية للتجربة نفسها، لأننى أسعى لتحقيق النجاح دون اعتبار لأى شيء آخر، كى نقدم أعمال حقيقيه يتفاعل معها الجمهور لدى قناعة أن الفن جزء منه متعة وتسلية وجزء آخر متعة جمالية وآخر يهتم باستعراض قضايا وأفكار مهمة، وعرض «جميلة» حقق متعة بصرية وتسلية، وحقق رواجًا وكذلك عرض «عشق» و«إن بوكس».
■ كيف ترى الشكل الأمثل للمسرح القومى الفترة المقبلة خاصة بعد إلغاء مجلس الأمناء؟
ــ القومى هو درة المسارح المصرية، واختلافه يرجع إلى جودة أعماله وتاريخه، وسنسير بنفس تكنيك الشغل والأسلوب الذى يتبعه المكان خاصة بعد نجاح مديره الحالى يوسف اسماعيل فى خطته العام الماضي، واتفقت معه أن نقوم بعمل تجارب مغايرة لنسق وسياق ما يقدمه القومي، لأن هذا المكان شهد وقوف كل من سعد أردش وكرم مطاوع وسعد الدين وهبه وهم فى ريعان شبابهم، لذلك أرى أنه لابد من منح فرصة لجيل الوسط فى المواسم البينية، ووضعنا عينة لبعض الأسماء الناجحة حتى يكون الشغل له طعم مختلف بالمسرح.
■ لكن فى وقت انعقاد مجلس الأمناء رفضوا دخول الأجيال الشابة للمسرح القومي، مارأيك ؟
ـــ سندفع بالعناصر المهمة التى استطاعت تحقيق نجاح وحفرت جزءًا من اسمها بين الكبار، لأن التنوع مطلوب وكما ذكرت كل العظماء وقفوا على القومى فى سن الثلاثينيات والأربعينيات، فلماذا لا نقدم كوميديا دى لارتى على القومى!!