الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

علماء أزهريون يرحبون بالشباب الليبى ويطالبونهم بالتمسك بوسطية الإسلام

علماء أزهريون  يرحبون بالشباب الليبى ويطالبونهم بالتمسك بوسطية الإسلام
علماء أزهريون يرحبون بالشباب الليبى ويطالبونهم بالتمسك بوسطية الإسلام




كتب - صبحى مجاهد


أقامت الرابطة العالمية لخريجى الأزهر، ندوة بعنوان (الشباب الليبى.. وتحديات المستقبل) تحت رعاية الإمام الأكبر، د.أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف حاضر فى الندوة د.جمال فاروق عميد كلية الدعوة الإسلامية و، د.عبدالفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين ، ود.خالد عمران، أمين الفتوى بدار الإفتاء الذى ألقى كلمة نيابة عن د.شوقى علام مفتى الجمهورية، ومن الجانب الليبى، الداعية الشيخ أكرم الجرارى، ووزير الأوقاف الليبى الأسبق د.إبراهيم عبدالسلام، أدار الندوة د. أحمد البصيلى، عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر، حضر الندوة لفيف من العلماء على رأسهم د.عبدالفضيل القوصى، عضو هيئة كبار العلماء، نائب رئيس مجلس إدارة الرابطة وعدد من أبناء الجالية الليبية فى مصر والمهتمين بالشأن الليبى.
ألقى كلمة من الجانب الليبى الداعية الشيخ أكرم الجرارى، وجه خلالها كلمة شكر لجهود  الإمام الأكبر، د.أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف على ما يقوم به من خدمات جليلة للدين واهتمامه بالشأن الليبى خاصة الشباب وتحصينه من الفكر المتطرف.
أضاف: «نعول على الأزهر فى توجيه الشباب الليبى إلى الوسطية ومحاربة الفكر المتطرف وخدمة الإسلام والقرآن فى ليبيا وكل الدول العربية والإسلامية والعالم أجمع»، مؤكدًا أن الجالية الليبية ممتنة للإمام الأكبر والرابطة العالمية لخريجى الأزهر على دورها واحتضانها للقضية الليبية.
ثم ألقى د. خالد عمران كلمة مفتى الجمهورية، د. شوقى علام، أكد فيها أن هذا اللقاء انطلاقا من مسئولية مصرية أزهرية تجاه الأشقاء طامحين أن تكون بابًا للمصالحة والمسامحة والوحدة والتعاون.
أضاف إن التعليم الدينى المستقيم أساس عملية تجديد الخطاب وحجر زاوية عمليات التنمية والإصلاح والمصالحة.. مشيرًا إلى أن الفتاوى التى تثار هنا أو هناك تبرز أهمية تعليم رجال الافتاء وطلاب الفتوى وتدريبهم لتخرج عملية الافتاء والاستفتاء بما يخدم مقاصد الشريعة الإسلامية وأهدافَها، وليبيا تحتاج إلى تعليم وتدريب رجال الافتاء على إتقان عملية الفتوى بمكوناتها المعروفة فقه النص وفقه الواقع وفقه التنزيل؛ لتخرج الفتوى بصورة علمية احترافية تراعى النصوص الموروثة والتراث المحترم وتحافظ على المقاصد الشرعية فتتسبب فى حفظ الدماء والأعراض والأموال والأنساب والأوطان والإنسان والأكوان.     
أشار إلى أن التصدى للفتوى من غير معلومات وافية جريمة لا تقل بحال عن تأخير البيان عن وقت الحاجة، فياليت من يتصدى للفتوى فى الشأن الليبى - مثلا- كان قد تعلم أَنَّ كلامه سيتسبب فى إراقة دماء وهتك أعراض، فالإفتاء يحتاج لمهارات حقيقية وممارسة مستمرة وتقويم ثم ممارسة وتقويم ثم ممارسة وتقويم  وهكذا.. لتنقل الخبرة بين الأجيال وليتحقق مقصد التدريب بصورة صحيحة صادقة.
أضاف: «لنطرح فى هذا الصدد عدة أسئلة لن يخفى على الفطن الإجابة عنها، وما وراء الإجابة عنها؟: كيف ستكون فتاوى بعض المفتين الذين تربوا فى مدارس تتساهل فى رمى الناس بالكفر والفسق والبدعة؟ أو الذين يقولون إن الإسلام قد انقطع من الأرض وأصبح الناس يعيشون فى ظلمات جاهلية جديدة؟ أم كيف ستخرج فتاوى كانت مناهج دراستهم تصف حب الأوطان والانتماء لها واحترام رموزها ابتداء من علمها وانتهاء بمؤسسات الدولة كلها تصف هذا بأنه لون من الشرك الذى يخرج الإنسان من الدين بحجة ما سموه الولاء والبراء؟
ولنؤكد أنه شتان بين المنهج الأزهرى الذى يجعل الجانبين الروحى والأخلاقى جزءا أساسيا من معارفه وبين من استحلوا السباب والقتال والكذب للوصول للدنيا بل جعلوا ذلك دينا؟
وشتان بين من قصروا أمرهم على عبادة الرحمن وتزكية النفوس وعمارة الأكوان وبين أقوام اتخذوا الدين مطية للوصول إلى أهوائهم فأفتوا لإرضائها وعملوا لها؟، تسأل: هل يصح أن يتصدر للفتوى من تعود على خرق الإجماع بل مخالفة المعلوم من الدين بالضرورة؟ وهل يصح أن يتصدر للإفتاء من لم يعتن بمناهج علماء الأمة السابقين فى رواية النصوص وفهما والعمل بها؟ أم هل يتصدر للفتوى من استساغ لعن أئمة الأمة وأوليائها واستهان بالخوض فى أعراضهم واعتدى على مقامهم ومكانهم»؟
أكد أن الإفتاء وسيلة لإصلاح ذات البين وتوحيد الكلمة وتدعيم وحفاظ البناء الأخلاقى ووسيلة فاعلة فى عملية البناء والتعمير.. مشيرًا إلى أن دار الإفتاء المصرية لها تجربة رائدة فى تدريب المفتين، وأرض الكنانة لا تزال بما حباها الله تعالى  بأزهرها الشريف ومؤسساتها المحمية بدار الإفتاء وبالرابطة العالمية لخريجى الأزهر أرض العلم والتعليم.
وبرامج تدريب المفتين وطلاب الفتوى ابتداء من التدريب المتخصص على مهارات الإفتاء المحض، ومرورا ببرامج نوعية للتدريب على الإفتاء فى قضايا خاصة من بينها قضايا التطرف وأسئلة الإلحاد وقضايا الأسرة وغير ذلك من مفردات التدريب العام والخاص.
رحب بالطلاب الليبين فى رحاب  الأزهر والرابطة العالمية ودار الإفتاء المصرية سواء عبر التلقى المباشر أو وسائل التواصل المختلفة بحسب ما يسمح به الحال والمقام.
ثم ألقى د.عبدالفتاح العوارى عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر كلمة أكد فيها أن دور التعليم فى تعزيز السلم فى المجتمعات ودوره فى القضاء على الإلحاد والإرهاب والفكر المسلح والتكفير المؤدى للتفجير.
وأضافإأن الإسلام دين السلم فقد ورد لفظها فى 44 آية فى حين ورد لفظ الحرب فى 6 آيات فقط، وهو ما يدل على أن القرآن يدعو للسلم والسلام فى الدرجة الأولى ويرغِّب فيه ويرفض الحرب والنزاع والفرقة، وأن هناك مجموعة من القيم التى تهيئ المجتمعات لتقبل السلم، منها حرية التديّن التى كفلها الإسلام لجميع الناس والمساواة والعدل الذى جعل تحريره مع المخالف رمزًا للتقوى، والبر و الإحسان وجواز التعامل مع غير المسلمين، ومراعاة حق التعددية الفكرية ووزنها بميزان الشرع وإكساب الطالب مهارات التعامل مع الجمهور من خلال الوسطية فى ضوء ما درس.
أكد أن المنهج الأشعرى الذى ارتضاه علماؤنا منذ ألف عام هو طوق النجاة من التكفير والتفجير.
ونقل إبراهيم عبدالسلام، وزير الأوقاف الليبى الأسبق تطلعات الشعب الشقيق فى دور أكبر للأزهر فى المجال الدعوى خصوصًا فى الوضع الصعب الذى تعيشه البلاد من انتشار للفكر المتطرف والإرهابى.. مشيدًا بدور الأزهر منذ الاحتلال الإيطالى لليبيا الذى قصر التعليم على المدارس الايطالية وبلغتهم وحينها لم يجد أبناء ليبيا إلا الأزهر قبلة لهم، وما أنتجه الأزهر من رؤساء دول ووزراء حول العالم، وأنه بمساعدة الأزهر فى فترة توليه استطاعت ليبيا أن تقلل عدد المتطرفين، وكذلك دور الزعيم جمال عبدالناصر الذى كان يرسل المدرسين المصريين إلى ليبيا ويدفع رواتبهم من الخزانة المصرية.
أضاف إن الوطنية المصرية استطاعت أن تضع الدولة المصرية على الطريق الصحيح مستشهدًا بمقولة الرئيس السيسى «مصر أم الدنيا.. وهتبقى قد الدنيا».
كما طالب الرئيس السيسى وفضيلة الإمام الأكبر أن يكون تعليم الطلاب الليبين فى مصر بلا مصروفات .
ثم وصف د.جمال فاروق، عميد كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر ما وصل إليه حال الأمة من تمزق الشمل والتكفير والتضليل واتهام الناس بالضلالة والبدعة، وأنه نتيجة للبعد عن وسطية الإسلام هو ما جاء فى قوله تعالى (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا).
وطالب الشباب بالتزام منهج الأزهر والتمسك بوسطية الإسلام..موضحًا أن التاريخ شهد انتشار مدارس كثيرة كانت تتبنى أفكارًا مغلوطة واندثرت، لكن الأزهر باق والله يقول (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِى الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ) .
أضاف: «علاقتنا بالكفار هدايتهم بالحق وليس قتلهم، والمجاهدة تكون فى حالة العدوان».