الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«موعظة سقوط روما» تحصد الجونكور الفرنسية




فى أجواء فرنسية تقليدية أعلنت أكاديمية جائزة جونكور الفرنسية الشهيرة الأسبوع الماضى فوز الروائى الفرنسى جيرومى فيرارى عن روايته السادسة «موعظة حول سقوط روما» لعام 2012، وذلك بعد أن وصل للقائمة النهائية للمرشحين للجائزة الأشهر فى عالم الإبداع الفرانكوفونى ثلاثة آخرون معه فى مطعم «رينودو» الكائن فى شارع سان جيرمان الشهير الذى يرتاده عشاق الأدب بالعاصمة الفرنسية باريس.
 
وجيرومى فيرارى هو مترجم وكاتب فرنسى ولد عام 1968 فى العاصمة باريس وعاش فى جزيرة كورسيكا ويعمل حاليًا كاستاذ للفلسفة فى مدرسة الليسيه الفرنسية فى مدينة أبوظبى الإماراتية، حيث يعيش مع زوجته وطفلته ذات الخمس سنوات، وقد عمل فى عدة أماكن منها كورسيكا والجزائر والعراق.
 
تتناول الرواية، التى استفاد فيها من مجال دراسته وعمله كمعلم للفلسفة، فى لغة تقترب من الشعر الآمال المحبطة لدى البشر وحقيقة الفناء التى لامفر منها سواء للبشر أو المدن أو آمال الإنسان، ويقدم من هذه الخيط صرخة قوية ضد الإحباط الذى يصيب الإنسان الساعى نحو المثالية بمحاولات مستميتة ولا يقابل إلا بالآمال الخائبة وذلك من خلال أحداث الرواية التى تجرى فى جزيرة كورسيكا الواقعة فى البحر المتوسط حيث عمل فى إحدى فترات حياته.
 
وتواجه هذه الجزيرة السياحية الساحرة المفعمة بنقاء الطبيعة صراعًا مريرًا مع عالم الجريمة والمخدرات والمافيا، الأمر الذى جعلها تحوذ على أعلى نسبة فى عدد ضحايا الجرائم فى أوروبا، إذ إن عدد سكانها لا يتجاوز 300 ألف نسمة.
 
واستلهم جيرومى فيرارى عنوان الرواية من مقولة خالدة للقديس أوجستين مكتوبة على جدران إحدى الكتدرائيات يقول فيها» العالم مثل الإنسان: يولد ويكبر ويموت» وذلك إثر انهيار الإمبراطورية الرومانية وروما عام 410 بعد الميلاد.
 
الشخصية الرئيسية فى الرواية «ماثيو» مدرس للفلسفة لشاب يسعى للبحث عن صداقة قديمة وجذوره فى كورسيكا، ويسعى مع صديق طفولته لتحقيق معادلة الحياة المثالية المفعمة بالحب والإخلاص والسلام، لكن تأتى الرياح بما لاتشتهى السفن من خلال صراع الخير مع عالم الفساد والجريمة.
 
المثير للانتباه أن الأكاديمية لم ترشح أسماء روائيين مشهورين فأغلب الذين تم اختيارهم فى التصفيات أسماء شابة ليست معروفة للقارئ وبعضهم كانت هذه أول تجربة إبداعية لهم مثل السويسرى جويل ديكر الذى يعتبر من الجيل الشاب (27) عاماً ، كما لم تختر روايات من دور النشر الفرنسية الشهيرة مثل «جاليمار» و«جراسيه».
 
ومن الأدباء العرب الذين فازوا بالجائزة سابقا الجزائرى الطاهر بن جلون عام 1987 عن روايته» ليلة القدر»، ورواية الكاتب اللبنانى الشهير أمين معلوف صخرة طانيوس عام 1992.