الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

فى احتفالية لتكريمه نظمتها "قصور الثقافة".. نقاد ومثقفون: حلمى سالم «عاش ما يكتبه وكتب ما عاشه»





جانب من الاحتفالية
 
 
نظمت الهيئة العامة لقصور الثقافة مؤخرا بقصر ثقافة الجيزة احتفالا لتأبين الشاعر الراحل حلمى سالم بعنوان «حلمى سالم مدينة الشعر»، ضمت قراءات نقدية متعددة لعدد من كبار النقاد والمثقفين علاوة على شهادات لبعض ممن عايشوا سالم فى حياته وزاملوه فى تجاربه الثقافية المتعددة التى أثارت جدلاً ربما أشهرها حادث مصادرة ديوانه «شرفة ليلى مراد» حيث اتهم سالم بازدراء الأديان والكفر إلى أن تم حل المشكلة قضائياً، وتم إهداء سالم درع الهيئة، وإطلاق اسمه على مسابقة الهيئة الأدبية لعام 2012.
فى بداية الاحتفالية أشار الشاعر سعد عبد الرحمن رئيس الهيئة إلى أنه بغياب سالم غاب عنا فارس من فرسان الشعر الذى ينتمى إلى جيل السبعينيات، وأنه كان فارساً بمعنى الكلمة سياسيا وإبداعيا، صاحب موقف سياسى ووطنى معروف وصاحب بصمة فى الشعر المصرى، شخصية فريدة نستطيع معرفته من شعره، وقال: للعقاد مقولة عن الشعراء: «الشاعر الذى لا يعرف من شعره لا يستحق أن يعرف»، فالشعراء الكبار لا يموتون، بل نجدهم حاضرين بقوة إبداعهم وشعرهم، وقد منحت إقامة سالم معظم حياته فى الأقاليم الفرصة لكثير من المبدعين أن يتأثروا به.
أما الشاعر مسعود شومان فلفت إلى أن حلمى سالم صاحب مواقف إنسانية وإبداعية، وأنه كان مناضلا و أيقونة نستطيع قراءة مصر سياسياً واقتصاديا وثقافياً من خلالها، وأنه كان ناقداً قوياً يستطيع أن يعلن عن مواقفه السياسية من خلال شعره، وأكد أن سالم تجربة مكتملة شعرا ونقدا يسقط أمامها الكلام وتدعونا للتأمل.
وقال الشاعر عيد عبد الحليم: إن رحلة حلمى سالم الإبداعية لم تكن عادية، بل هى رحلة فى تطور القصيدة، وكان أكثر شعراء الحداثة المصرية إنتاجاً، فقد أخلص للشعر، فأخلص له وأعطاه 20 ديواناً، ولفت إلى أن سالم كان يشبه المحارب القديم، يجدد نفسه حين يلقى شعره فهو أشبه بالطفل الفرح الذى يجمع الفراشات.
أما الناقدة فريدة النقاش والتى شاركته المسيرة الثقافية والأدبية طيلة 25 عاماً فى جريدة الأهالى ومجلة «أدب ونقد» فأشارت إلى أن هناك علاقة تشابك بين الفن والسياسة فى ديوان سالم الأخير «معجزة التنفس» وأنه كان سعيداً بثورة 25يناير، وقد عبر عنها وسط حشد الشباب بالميدان، وأكدت أنه دائماً هناك فجوة بين سلوك الشاعر ومواقفه الحياتية، ولكن سالم كان متسقاً مع روحه وثقافته وأسلوبه فى الحياة، وكذلك إبداعه لأنه كان يعيش ما يكتب ويكتب ما يعيش، فشعره كان تفاصيل حياته اليومية، وتعبير فورى عن القيم الإنسانية فى قالب إبداعى وجمالى، ومع هذا لم يحوله الصراع اليومى عن نضاله ويجعل منه واعظاً مثل شعراء كثيرين، ولكنه أصر أن يكون فاعلا فى تغيير الواقع، كما استطاع أن يطوع اللغة ويحملها طاقة جمالية تعبر عن المشهد العام للمجتمع وترصد تطوراته ولكنها لا تتماهى معه.
 وقال الناقد أمجد ريان: كل نص شعرى لابد أن يكون متكئًا على واقع أو حياة، فالشعر جزء من الحياة وهناك شعراء كثر اهتموا بهذه الجزئية مثل الشاعر أبو الشمقمق والذى ألقبه بشاعر الحياة اليومية، وصلاح عبد الصبور وغيرهما الكثير، والراحل حلمى سالم كان محبا للحياة يعشقها ويمارسها باحتراف، وعندما كنا نشاهده فى بيته مع زوجته أمل بيضون يساعدها فى كل أمور الحياة بالحب، وكذلك عندما نشاهد ديوانه «الحقيقة» نجده مليئاً بمثل تلك المشاهد الحياتية، فكان يختزل معطيات الحياة فى عقله وفى لحظة الإبداع يشكل منها، صانعا للنص طبقا لرغباته وعاطفته ويصنع منها رواية أدبية، والكثير من نصوصه الشعرية يلتف حول الأسرة ويرى فيها الملاذ وينتمى لها، فهى الحامى من الشتات والضياع وهى ممارسة الحياة واستلهامها بالنسبة له.
ولفت ريان إلى أنه فى سبعينيات القرن الماضى بدأ سالم يرد على الأحادية الموجودة لدى أدباء الستينيات ثم عاد للمعادلة الصحيحة طارحا رؤى الحياة، حتى عندما كان يتطرق إلى السياسة وموضوعاتها فكان يتناول الحياة أيضا ونجد ذلك فى تناوله للحركات الطلابية.
وأكد أن للحنين لدى سالم قدر كبير من إبداعه، ونجد ذلك حتى فى تسميته لابنته «حنين» وهو موضوع موجود فى كتاباته الأخيرة كلها.
أما الشاعر شعبان يوسف فتحدث قائلا: عرفت سالم منذ زمن طويل كان محبا للحياة ومقبلا عليها، وكان نهما فى تلقى وإنتاج الحياة، وله فى كل موقف أو حادثة ثقافية موقف، وكان مجمعا للأصدقاء والمثقفين، كما كان لديه القدرة على اكتشاف وجود حراك ثقافى، ينقب عنه ويدعمه ويقدمه، فهو شاعر مهم يحتاج إلى عمل مكتبة «بيبلوجرافيا» عنه وعن إبداعاته.
 
 

من أهم أعماله:  ديوان «شرفة ليلى مراد»، ديوان «ارفع رأسك عالية»، ديوان «الغرام المسلح»
 

أغلفة الدواوين