الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الإفتاء: «الذئاب المنفردة» التحدى الأكبر فى معركة «داعش»

الإفتاء: «الذئاب المنفردة» التحدى الأكبر فى معركة «داعش»
الإفتاء: «الذئاب المنفردة» التحدى الأكبر فى معركة «داعش»




كتب - صبحى مجاهد 

 

أصدر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء تقريرًا جديدا بعنوان «الذئاب المنفردة تضرب شرقًا وغربًا» سلط فيه الضوء على استراتيجية تنظيم «داعش» الإرهابى المسماة «الذئاب المنفردة» والتى يستخدمها التنظيم كوسيلة سهلة لضرب عمق الدول دون أن يتواجد التنظيم نفسه على الأرض أو يسيطر على مناطق بعينها.
وتناول التقرير العمليات الإرهابية التى حدثت مؤخرًا عن طريق تلك الذئاب المنفردة، ففى ألمانيا قام مهاجر من أصل أفغانى بالهجوم على مسافرين على متن قطار فى مقاطعة بافاريا الجنوبية باستخدام سكين وفأس، جرح فيه 4 أشخاص بجروح بالغة، وأعلن تنظيم «داعش» عن تبنيه اولهجوم، كما هو الحال فى فرنسا والتى شهدت عملية مفجعة راح ضحيتها 84 شخصاً، وأصيب 100 آخرون بمدينة نيس، بعد قيام أحد الإرهابيين بدهسهم بحافلة أثناء الاحتفال بالعيد الوطنى، وصرحت الأجهزة الألمانية كذلك بالعثور على أسلحة وذخائر داخل الحافلة بعد تمكن قوات الشرطة من قتل منفذ العملية، وقالت النيابة الفرنسية: إن عملية الدهس امتدت على مسافة كيلومترين، وأعلن «داعش» تبنيه أيضا الحادث. 
يضاف إلى ذلك حسبما أكد التقرير، الجريمة البشعة التى هزت أرجاء أوروبا إثر قيام عناصر «داعشية» بالاعتداء على كنيسة سان اتيان دو روفريه فى شمال غرب فرنسا، وذبح الكاهن جاك هاميل.
وأوضح تقرير مرصد الإفتاء أن الذئاب المنفردة هم مجموعة من الأفراد الذين ينفذون عمليات قتل بشكل انفرادى دون وجود بنية تنظيمية توجهها وتخطط لها، أو يتحركون بتأثير من دعاية تنظيم ما ،لكنهم ليسوا مكلفين بهذه المهمة من قبل قيادته بأى طريقة، وغالبا ما يكون هؤلاء أشخاصا عاديين لا يثيرون ريبة فى حركاتهم وسلوكهم،  ويعتمد منفذ العملية على إمكاناته الذاتية ويستخدم أدوات بسيطة وغالبا ما تكون سيارة أو سكين أو سلاح شخصى يمكن الحصول عليه بطرق شتى، ليقوم بتنفيذ العملية ثم يلوذ بالفرار ويختفى عن الأنظار.
وتشير المعلومات الواردة عن منفذى العمليات الإرهابية باستخدام تكتيك «الذئاب المنفردة» بأن هؤلاء الذئاب هم فى أغلبهم من الأفراد الذين يتعرضون لضغوط حياتية كبيرة تسبب لهم مشكلات نفسية واجتماعية قد تصل إلى حد الاكتئاب، بالإضافة إلى كونهم بعيدى الصلة عن العلوم الدينية والشرعية، وهو ما يجعل منهم وسيلة سهلة وهدفًا لدعاية التنظيمات المتطرفة والإرهابية التى تستثمر هذه المشكلات الحياتية والضعف العلمى والدينى لتجعل من تلك الذئاب آلات قتل جماعى تقوض أركان المجتمع وتدفع الكثيرين إلى الخوف المرضى من الإسلام والمسلمين.
وشدد التقرير على أن الشباب المسلم فى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية هدف دائم لدعاية التنظيمات التكفيرية لضرب الدول الغربية وإثنائها عن الانضمام إلى التحالف الدولى لمواجهة «داعش»، خاصة مع فقدانه الكثير من الأراضى التى سيطر عليها فى السنوات الماضية، لذا وجب على الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة الأمريكية تبنى سياسات وبرامج تهدف بالأساس إلى تقوية الروابط الاجتماعية للشباب المسلم بمحيطه الاجتماعى، ومحاربة الأصوات التى تعادى المسلمين وتعتبرهم خطراً على دول ومجتمعات الغرب عمومًا، كونها تسهم بشكل مباشر فى ترجيح كفة التنظيمات التكفيرية والمتطرفة فى الفوز بهؤلاء إلى جانبهم.