الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«المعهد الدولى العالى للإعلام» يحتفى بتخريج دفعة «روزاليوسف» 2015-2016

«المعهد الدولى العالى للإعلام» يحتفى بتخريج دفعة «روزاليوسف» 2015-2016
«المعهد الدولى العالى للإعلام» يحتفى بتخريج دفعة «روزاليوسف» 2015-2016




إعداد -  سوزى شكرى


فى إطار الاحتفال بتخريج دفعة جديدة من طلاب وطالبات بالمعهد الدولى العالى للإعلام بالشروق وهى الدفعة الرابعة والتى تحمل اسم الكاتبة الصحفية فاطمة اليوسف «روزاليوسف» أصدر قسم الإنتاج الإخبارى بالمعهد العدد الثالث من دورية «كراسات صحفية» بعنوان «روزاليوسف - سيدة الفن والصحافة»، وأيضا فيلم تسجيلى بعنوان «روزاليوسف الأسطورة والواقع».
«كراسات صحفية» هى سلسلة متخصصة معنية بمجالات الصحافة المختلفة كتاريخ الصحافة المصرية والتحرير والإخراج الصحفى وغيرها، وينصب اهتمامها على نحو خاص بالأسس العلمية والمهنية التى يقوم عليها العمل الصحفى.
يضم العدد مجموعة من المقالات البحثية التوثيقية للسيرة الذاتية الشخصية والعائلية والمهنية للكاتبة الصحفية فاطمة اليوسف (1898- 1958) باعتبارها واحدة من رواد الصحافة ورائداتها خلال الفترة من عشرينيات القرن العشرين وحتى رحيلها فى نهاية الخمسينيات، وتروى المقالات عن مشوار كفاحها وتمردها ومعاناتها مع الأحزاب والزعماء، وإصرارها فى الحفاظ على حرية الصحافة واستمرار وبقاء إصداراتها الصحفية فى مجال الفن والثقافة والسياسية.
تحت عنوان «الشباب واستلهام القدوة» كتبت عميدة المعهد د.هويدا مصطفى وطرحت العديد من الأسئلة من بينها التساؤل عن حاجتنا إلى القدوة التى تمنح الشباب القيمة، وكيف يمكن أن نستلهم من تاريخنا النماذج والقدوة، وأشارت فى مقالاتها إلى إننا اليوم فى احتياج أكثر من أى وقت مضى إلى وجود بعض النماذج الحية من تاريخنا الحديث والمعاصر، وأن التجربة الحية تبرز الفكرة والقيمة للشباب وأن للمؤسسات التعليمية والثقافية والإعلام دور فى تقديم  القدوة، وأنه فى إطار البحث عن القدوة قد وقع الاختيار على الكاتبة الصحفية الشهيرة فاطمة اليوسف لتحمل هذه الدفعة لقب «دفعة روزاليوسف».
د. هويدا مصطفى وصفت السيدة فاطمة اليوسف أنها تعد وبصدق قدوة طيبة أمام جيل من الإعلاميين يستعد لبدء الحياة العملية والمهنية فى مؤسسات الإعلام، واثبت قدرة المرأة على العمل والنجاح فى مجال الصحافة والإعلام  وقدمت بإصداراتها الصحفية الدور التنويرى والثقافى والفكرى إلى أن أصحبت روزاليوسف مدرسة صحفية تخرج منها نجوم الصحافة والإعلام.وأشادت د.هويدا مصطفى بمقولة السيدة فاطمة اليوسف إلى ابنها إحسان عبد القدوس عندما تولى رئاسة تحرير المجلة حين قالت: «مهما كبرت، ونلت من شهرة، لا تدع الغرور يدخل نفسك، فالغرور قاتل، وكلما ازددت علماً وشهرة، فتأكد أنك لازلت فى حاجة إلى علم وشهرة، ومهما تقدم بك السن فلا تدع الشيخوخة تطغى على تفكيرك بل كن دائما شاب الذهن والقلب، وتعلق حتى آخر أيامك بحماس الشباب».
وفى سياق الاحتفاء بدفعة روزاليوسف كتب د.رامى عطا صديق مقالتين، الأولى تحت عنوان «روزاليوسف-الإنسان يصنع التاريخ»، والمقالة الثانية تحت عنوان «مصرية الهوى والهوية-روزاليوسف وذكريات عن ثورة 1919».
 فى المقالة الأولى تناول «صديق» أهمية إصدار روزاليوسف فى طرح قضايا المجتمع المصرى السياسية والاجتماعية والثقافية، وخاضت العديد من المعارك لتقدم خدمات جليلة للصحافة المصرية خاصة وللفكر المصرى عامة، وأكد أن الاهتمام بروزاليوسف يأتى من الأهمية الكبرى لدراسات السير والتراجم لهؤلاء الذين صنعوا التاريخ وخلفوا آثار مهمة، وأن السيرة وباعتبارها قصة تاريخية تتعلق بحياة إنسان وفرد ترك من الأثر فى الحياة ما جذب إليه التاريخ واقفة على بابه وأبرز ما فى السير هو العمل الكبير الذى قدمه صاحبها، لذلك نرى من الأهمية إلقاء الضوء على صاحبة الرسالة الإعلامية للكاتبة الإعلامية «روزاليوسف» ومنتجها الصحفى التنويرى والفكرى، نتعرف على الظروف المجتمعية التى عاشت فيها وتأثرت بها، كما أشاد بسيرة ومسيرة روزاليوسف فى عدة نقاط من بينها: أنها استطاعت بناء اسم كبير فى تاريخ الصحافة والثقافة المصرية، وأنها واحدة من رائدات العمل الفنى المسرحى حيث قامت بالعديد من الأدوار المسرحية ولقبها البعض بـ«سارة برنار الشرق» مستلهمين اسم نجمة المسرح الفرنسية الشهيرة «سارة برنار»، وأن «روزاليوسف» رائدة فى العمل الصحفى وعملت فيه فترة من الوقت أطول من الفترة التى قضيتها فى مجال الفن منذ عام 1925 إلى وقت رحيلها عام 1958 أى أنها عملت فى الصحافة طيلة 33 عاماً، كما عملت فى وقت كانت فيه الساحة الصحفية مجالاً خصباً للرجال باستثناء عدد قليل من السيدات التى عملن فى هذا المجال، كما يحسب لها أنها أسست مجلة انتشرت بين القراء وتحولت مع الوقت إلى مؤسسة صحفية كبرى، ومازالت الإصدارات مستمرة إلى اليوم، وهو ما أعطى لها الريادة والتميز.
أما فى المقالة الثانية استند «صديق» إلى نتائج ثورة 1919 فى التأكيد على قيمة الوحدة الوطنية بين المواطنين المصريين التى كانت قد ساءت قبل ثورة 1919 وظهور مساهمات المرأة المصرية التى شاركت فى المظاهرات ضد الاحتلال إلى أن جعل يوم 16 مارس عيدا للمرأة، وذكرت روزاليوسف فى مذاكراتها الشهيرة «ذكريات» دور الفن والفنانين فى خدمة المجتمع والنهوض به سواء من خلال إعمالهم الفنية وتفاعلهم مع الإحداث الوطنية والقضايا المجتمعية، وأشار لقول فاطمة اليوسف: «كانت المظاهرات ممنوعة ولا تقابل إلا بإطلاق النار، فشاركت فى مظاهرة فى ميدان الأوبرا مع الفنان جورج أبيض، وعبد الرحمن رشدى، وعزيز عيد، ونجيب الريحانى، وزكى طليمات، ومحمد عبد القدوس ومحمد تيمور»، وتضيف فاطمة اليوسف: «انتهت الثورة بأول انتصار سجله الشعب المصرى بإطلاق سراح سعد زغلول وصحبته».
وتحت عنوان «رحلة حياة روزاليوسف» كتب د.سامح حسانين حيث روى مسيرة روزاليوسف منذ ميلادها وحياتها الشخصية والعائلية وأولادها وأحفادها واستند إلى بعض رسائلها ومقتطفات من عباراتها الشهيرة التى كان لها تأثير إيجابى على كل من يقرؤها، فبدأ مقالاته بالإشارة إلى جملة فى رسالة «روزاليوسف» إلى ابنها «إحسان عبد القدوس «فى سجن الأجانب: «السجن يا ولدى هو منازل الأحرار»، وأشار «حسانين» إلى حديث الكاتب الكبير «إحسان عبد القدوس» عن والدته والدور المحورى الذى لعبته فى تكوين شخصيته سواء على المستوى المهنى أو الإنساني، حيث يقول عنها «عبد القدوس»: «كانت سيدة عاملة ونجاحها دائما يبهرنى وعن طريق نجاحها تعرفت وعايشت مجتمعات من رجال السياسية والأدب وكنت اتلقى ثقافتى من خلالهم وتبلورت اهتماماتى التى ساهمت فى تكوين مستقبلى، كما رأيت المعاناة التى عانتها حين رفضت الخضوع للسيطرة الحزبية ولأسلوب القهر ووسائل الإغراء المادى والأدبى التى تعرضت له، إلى جانب الدروس المستفادة منها كأستاذة وأم، فقد تعرضت إلى الاعتقال مرتين الأول فى سجن الأجانب أثناء العهد الملكى والاعتقال الثانى فى زنزانة «19» بالسجن الحربى فى العهد الجمهورى وكانت والدتى «روزاليوسف» ترسل لى خطابات وأيضا ترسل إلى جمال عبد الناصر، وفى احد خطاباتها لى بسجن الأجانب كتبت روزاليوسف: «أحييك فى سجنك تحية أم وتحية مواطنة حملت قبلك شرف الجهاد فى قضية مصر، وقد اختلط فى نفسى شعور الأم بشعور المواطنة، فما أدرى بأيهما أعبر عن نفسى، وإن قلبى ليستعر جحيمان، جحيم الأم وجحيم المبدأ وكلاهما قطع من العذاب». وبعد خروج «إحسان» من السجن عينته روزاليوسف رئيس للتحرير وقالت له: ينبغى أن تتحمل المسؤولية بعد أن تخرجت من المعهد الذى تخرج منه رؤساء تحرير روزاليوسف وكانت تقصد بالمعهد «السجن».
وجاءت مقالة د.يسرا صبيح» تحت عنوان «فاطمة اليوسف.. فن الحياة»، وقد أشارت فيها إلى مسيرة روزاليوسف فى فن التمثيل والتحاقها بالمسرح وفرقة «عزيز عيد» وفرقة «جورج أبيض»، وأشارت فى مقالتها إلى أن الفن مرحلة مهمة فى حياة روزاليوسف مستشهدة بمقولتها: «الفنان الحقيقى لا يعتز بشيء قدر اعتزازه بفنه وكرامته ولا يرى فى الدنيا شرفاً أرفع من الولاء للمثل العليا التى يمثلها هذا الفن أو مجداً يدانى الإخلاص له والتفانى فى خدمته». وتكمل «صبيح» عن حياة روزاليوسف: «بعد قيام ثورة 1919 لم تكن المسارح بمنأى عن الحياة السياسية، فقد اشتركت الفرق مع الشعب فى المظاهرات ومن هنا بدأ اهتمام روزاليوسف بالسياسية، فبعد الحرب العالمية الأولى انتشرت فرقة يوسف بك وهبى وأصبحت الممثلة الأولى فى الفرقة إلى أن نشبت خلافات بينها وبين يوسف وهبى لعدة أسباب منها أن يوسف وهبى مثل مسرحيات باللغة العامية السوقية، وسبب آخر رفضها تمثيل دور المرأة الأجنبية فى رواية «الذبائح» وإصرارها على تمثيل دور المرأة المصرية، ورغم التحاقها بفرقة نجيب الريحانى إلا أنها خرجت من الفن لمدة تسع سنوات تاركة ورائها أدواراً مميزة مثل «غادة الكاميليا»، «أوبريت العشرة الطيبة»، وغيرها.
تستكمل «صبيح» مسيرة روزاليوسف وكيف نشأت فكرة مجلة روزاليوسف فتقول: «دخلت مجال الصحافة من بوابة الفن وبالفن حيث نبتت فكرة مجلة روزاليوسف فى محل اسمه (كساب) كان يوجد فى المكان الذى تشغله سينما ديانا وكانت جالسة فى أحد أيام شهر أغسطس 1925مع مجموعة من الأصدقاء منهم محمود عزمى وأحمد حسن وإبراهيم خليل تتحدث عن الفن وأن المشهد فى حاجة إلى صحافة فنية محترمة ونقد سليم يساهم فى النهوض بالفن وقالت لهم: لماذا لا أصدر مجلة فنية؟، وبذلك اقتحمت مجال الصحافة الذى كان حكرا على الرجال وتربعت على عرش صاحبة الجلالة».
 أما د.حسين ربيع فكتب بعنوان (فاطمة اليوسف.. «روز» الصحافة المصرية) وأشار فيها إلى أن روزاليوسف سيدة نضال ستظل حالة استثنائية فى تاريخ الصحافة المصرية، قال عنها مصطفى أمين: «إنها امرأة لها شجاعة بألف رجل»، شخصية متمردة، تنحاز للمبادئ لا للأشخاص، وربما كان ذلك سببًا رئيسيًا فى صدامها مع حزب الوفد آنذاك، لم ترتضِ لنفسها الركون إلى الظل وممارسة الدور التقليدى للمرأة فى عصرها، اقتحمت مجال الفن وبعده الصحافة، وكلاهما مجالان لم يكن من اليسير أن يمارسهما الرجل فى بدايات القرن العشرين، فماذا لو كان صاحب قرار الدخول فيهما امرأة ومتى؟ فى زمن لم يكن فيه عمل المرأة فى أى مجال مستساغًا» . ويشيد «ربيع» إلى أن لديها قدرةً عجيبة على المقاومة والصمود، دون يأس أو تراجع أو حتى التفات إلى قسوة الاضطهاد وشبح الإفلاس، أنفقت كل ما لديها على الإصدار الأول لمجلة، وظلت تكتب عن قضايا المصرين بعد ثورة 1919 ووقعت فى خلافات مع حزب الوفد  رغم إعجابها الشديد بسعد زغلول وأسمته «الرئيس الجليل»، وقفت مع الوفد بتأييد غير محدود لكن طرأت أسباب الخلاف فتمردت على الحزب، مما أدى هذا الخلاف إلى ترصد لمسيرتها وعرقلت إصدار المجلة فلا تخشى الهجوم، بل أسست صحيفة روزاليوسف اليومية التى صدرت فى 25 مارس عام 1935، كأول جريدة يومية تحوى صفحات عن المرأة والطفل والفن والأدب بجانب التعليقات السياسية والاجتماعية وكذلك رسوم الكاريكاتير والصور لكنها توقفت بعد عام ونصف لأسباب عديدة.
يقول الدكتور إبراهيم عبده فى كتابه «روزاليوسف.. سيرة وصحيفة»: «جاءت روزاليوسف بصحيفتها اليومية تنافس الأهرام، وكان عمر الأهرام فى ذلك الوقت ستين عاما، ثم جاءت تنافس «الجهاد» وهى جريدة يومية ولسان الوفد فى ذلك الزمان، ويشهد مؤرخو الصحافة المصرية أن «روزاليوسف» اليومية سيطرت فى أسابيع على سوق الصحف وأدخلت جديدًا فى عالم الصحافة لم يكن معروفًا من قبل».